الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

عِش بانسجام مع الصلاة النموذجية،‏ الجزء الاول

عِش بانسجام مع الصلاة النموذجية،‏ الجزء الاول

‏«لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ».‏ —‏ مت ٦:‏٩‏.‏

١ كَيْفَ نَسْتَخْدِمُ أَحْيَانًا ٱلصَّلَاةَ ٱلْمُسَجَّلَةَ فِي مَتَّى ٦:‏٩-‏١٣ فِي خِدْمَتِنَا؟‏

يَسْتَظْهِرُ كَثِيرُونَ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ ٱلصَّلَاةَ ٱلرَّبَّانِيَّةَ فِي مَتَّى ٦:‏٩-‏١٣‏.‏ وَأَثْنَاءَ خِدْمَتِنَا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ،‏ غَالِبًا مَا نُشِيرُ إِلَى هٰذِهِ ٱلصَّلَاةِ لِنُظْهِرَ لِلنَّاسِ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللهِ حُكُومَةٌ حَقِيقِيَّةٌ سَتُحَوِّلُ أَرْضَنَا إِلَى فِرْدَوْسٍ.‏ أَوْ رُبَّمَا نُشِيرُ إِلَى ٱلطَّلَبِ ٱلْأَوَّلِ فِي ٱلصَّلَاةِ،‏ «لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ»،‏ لِنُبَرْهِنَ أَنَّ ٱللهَ لَهُ ٱسْمٌ عَلَمٌ يَجِبُ تَقْدِيسُهُ.‏ —‏ مت ٦:‏٩‏.‏

٢ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقْصِدْ أَنْ نُكَرِّرَ ٱلصَّلَاةَ ٱلرَّبَّانِيَّةَ كَلِمَةً فَكَلِمَةً كُلَّمَا صَلَّيْنَا؟‏

٢ وَلٰكِنْ،‏ هَلْ قَصَدَ يَسُوعُ أَنْ نُكَرِّرَ هٰذِهِ ٱلصَّلَاةَ كَلِمَةً فَكَلِمَةً كُلَّمَا صَلَّيْنَا،‏ كَمَا يَفْعَلُ كَثِيرُونَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ؟‏ كَلَّا،‏ ذٰلِكَ أَنَّهُ قَالَ قَبْلَ أَنْ يُعَلِّمَ تَلَامِيذَهُ كَيْفَ يُصَلُّونَ:‏ «عِنْدَمَا تُصَلُّونَ لَا تُكَرِّرُوا ٱلْأُمُورَ نَفْسَهَا».‏ (‏مت ٦:‏٧‏)‏ كَمَا أَنَّهُ فِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى كَرَّرَ هٰذِهِ ٱلصَّلَاةَ بِكَلِمَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ.‏ (‏لو ١١:‏١-‏٤‏)‏ وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ يَسُوعَ أَرَادَ أَنْ يُعَلِّمَنَا مَا ٱلْأُمُورُ ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ بِشَأْنِهَا،‏ مُرَتِّبًا إِيَّاهَا بِحَسَبِ أَهَمِّيَّتِهَا.‏ لِذَا،‏ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ تُدْعَى هٰذِهِ ٱلصَّلَاةُ بِٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ.‏

٣ أَيُّ سُؤَالَيْنِ يَحْسُنُ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِيهِمَا فِيمَا نُحَلِّلُ ٱلصَّلَاةَ ٱلنَّمُوذَجِيَّةَ؟‏

٣ سَنُحَلِّلُ ٱلصَّلَاةَ ٱلنَّمُوذَجِيَّةَ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏ وَبَيْنَمَا نَفْعَلُ ذٰلِكَ،‏ سَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹كَيْفَ تُسَاعِدُنِي ٱلصَّلَاةُ ٱلنَّمُوذَجِيَّةُ عَلَى تَحْسِينِ صَلَوَاتِي؟‏›.‏ أَمَّا ٱلسُّؤَالُ ٱلْأَهَمُّ فَهُوَ:‏ ‹هَلْ أَعِيشُ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ هٰذِهِ ٱلصَّلَاةِ؟‏›.‏

‏«أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ»‏

٤ بِمَ تُذَكِّرُنَا كَلِمَةُ «أَبَانَا»،‏ وَبِأَيِّ مَعْنًى يَكُونُ يَهْوَهُ ‹أَبًا› لِلْمَسِيحِيِّينَ ذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ؟‏

٤ إِنَّ ٱسْتِخْدَامَ كَلِمَةِ «أَبَانَا» بَدَلًا مِنْ «أَبِي» يُذَكِّرُنَا بِأَنَّنَا نَنْتَمِي إِلَى ‹مَعْشَرِ إِخْوَةٍ› يُحِبُّونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مَحَبَّةً حَقِيقِيَّةً.‏ (‏١ بط ٢:‏١٧‏)‏ فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلَّذِينَ تَبَنَّاهُمُ ٱللهُ وَلَدَيْهِمْ رَجَاءُ ٱلْعَيْشِ فِي ٱلسَّمَاءِ يُخَاطِبُونَ يَهْوَهَ بِصِفَتِهِ ‹أَبَاهُمْ› بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ.‏ (‏رو ٨:‏١٥-‏١٧‏)‏ أَمَّا ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْعَيْشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ فَبِإِمْكَانِهِمْ أَيْضًا أَنْ يُخَاطِبُوا يَهْوَهَ بِصِفَتِهِ ‹أَبَاهُمْ› لِأَنَّهُ مَصْدَرُ حَيَاتِهِمْ وَٱلْمُعِيلُ ٱلَّذِي يُزَوِّدُهُمْ بِحَاجَاتِهِمْ.‏ وَلٰكِنَّهُمْ لَنْ يَصِيرُوا أَبْنَاءَ ٱللهِ بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ إِلَّا بَعْدَ أَنْ يَبْلُغُوا ٱلْكَمَالَ وَيُبَرْهِنُوا عَنْ وَلَائِهِمْ فِي ٱلِٱمْتِحَانِ ٱلْأَخِيرِ.‏ —‏ رو ٨:‏٢١؛‏ رؤ ٢٠:‏٧،‏ ٨‏.‏

٥،‏ ٦ أَيَّةُ هَدِيَّةٍ ثَمِينَةٍ يُعْطِيهَا ٱلْوَالِدَانِ لِأَوْلَادِهِمَا،‏ وَمَا ٱلْمَسْؤُولِيَّةُ ٱلْمُلْقَاةُ عَلَى عَاتِقِ كُلِّ وَلَدٍ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٥ يَلْعَبُ ٱلْأَبَوَانِ دَوْرًا مُهِمًّا فِي تَعْلِيمِ أَوْلَادِهِمَا أَنْ يُصَلُّوا وَفِي مُسَاعَدَتِهِمْ أَنْ يَعْتَبِرُوا يَهْوَهَ أَبًا سَمَاوِيًّا مُحِبًّا.‏ وَهٰذِهِ أَحْلَى هَدِيَّةٍ يُقَدِّمَانِهَا لَهُمْ.‏ يَتَذَكَّرُ أَخٌ يَخْدُمُ ٱلْآنَ نَاظِرَ دَائِرَةٍ فِي جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا:‏ «مُنْذُ وُلِدَتِ ٱبْنَتَانَا،‏ صَلَّيْتُ مَعَهُمَا كُلَّ لَيْلَةٍ مَا عَدَا ٱللَّيَالِيَ ٱلَّتِي كُنْتُ فِيهَا بَعِيدًا عَنِ ٱلْبَيْتِ.‏ وَهُمَا غَالِبًا مَا تَقُولَانِ إِنَّهُمَا لَا تَتَذَكَّرَانِ بِٱلضَّبْطِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي كُنْتُ أَقُولُهَا فِي تِلْكَ ٱلصَّلَوَاتِ،‏ وَلٰكِنَّهُمَا لَا تَنْسَيَانِ ٱلْجَوَّ ٱلْحَمِيمَ وَشُعُورَ ٱلسَّكِينَةِ وَٱلْأَمَانِ ٱلَّذِي أَحَسَّتَا بِهِ،‏ وَتَذْكُرَانِ أَنَّ ٱلتَّوَاصُلَ مَعَ أَبِينَا يَهْوَهَ ٱعْتُبِرَ أَمْرًا مُقَدَّسًا.‏ وَحَالَمَا صَارَتَا قَادِرَتَيْنِ عَلَى ٱلصَّلَاةِ،‏ شَجَّعْتُهُمَا أَنْ تُصَلِّيَا بِصَوْتٍ عَالٍ لِأَتَمَكَّنَ مِنْ سَمَاعِهِمَا وَهُمَا تُعَبِّرَانِ لِيَهْوَهَ عَنْ أَفْكَارِهِمَا وَمَشَاعِرِهِمَا.‏ فَشَكَّلَ ذٰلِكَ فُرْصَةً مُمْتَازَةً لآِخُذَ فِكْرَةً عَمَّا يَجُولُ فِي قَلْبِهِمَا.‏ وَهٰذَا بِدَوْرِهِ أَتَاحَ لِي أَنْ أُدَرِّبَهُمَا عَلَى إِدْخَالِ أَفْكَارٍ مُهِمَّةٍ مِنَ ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ لِتَصِيرَ صَلَاتُهُمَا أَكْثَرَ مَعْنًى».‏

٦ فَلَا عَجَبَ أَنْ أَحْرَزَتِ ٱبْنَتَا ٱلْأَخِ تَقَدُّمًا رُوحِيًّا مَلْحُوظًا.‏ فَهُمَا ٱلْآنَ سَعِيدَتَانِ بِزَوَاجِهِمَا وَمُنْخَرِطَتَانِ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ مَعَ زَوْجَيْهِمَا.‏ حَقًّا،‏ مَا مِنْ هَدِيَّةٍ يُعْطِيهَا ٱلْوَالِدَانِ لِأَوْلَادِهِمَا أَثْمَنُ مِنْ مُسَاعَدَتِهِمْ عَلَى تَنْمِيَةِ عَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ بِيَهْوَهَ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْمُحَافَظَةَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْعَلَاقَةِ مَسْؤُولِيَّةٌ تَقَعُ عَلَى عَاتِقِ كُلِّ وَلَدٍ.‏ وَهٰذَا يَشْمُلُ أَنْ يُنَمِّيَ مَحَبَّتَهُ لِٱسْمِ ٱللهِ وَيَحْتَرِمَهُ فَائِقَ ٱلِٱحْتِرَامِ.‏ —‏ مز ٥:‏١١،‏ ١٢؛‏ ٩١:‏١٤‏.‏

‏«لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ»‏

٧ أَيُّ ٱمْتِيَازٍ يَحْظَى بِهِ شَعْبُ ٱللهِ،‏ وَمَاذَا يَتَطَلَّبُ ذٰلِكَ مِنَّا؟‏

٧ يَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ أَنْ نَعْرِفَ ٱسْمَ ٱللهِ وَأَنْ نَكُونَ «شَعْبًا لِٱسْمِهِ»!‏ (‏اع ١٥:‏١٤؛‏ اش ٤٣:‏١٠‏)‏ لِذٰلِكَ نُصَلِّي أَنْ يَتَقَدَّسَ ٱسْمُ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ،‏ وَنَسْأَلُهُ أَيْضًا أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى تَجَنُّبِ فِعْلِ أَوْ قَوْلِ أَيِّ شَيْءٍ يُسِيءُ إِلَى ٱسْمِهِ ٱلْقُدُّوسِ.‏ فَنَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ كَبَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلَّذِينَ كَرَزُوا بِشَيْءٍ وَعَمِلُوا شَيْئًا آخَرَ.‏ فَقَدْ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَنْهُمْ:‏ «اِسْمُ ٱللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ».‏ —‏ رو ٢:‏٢١-‏٢٤‏.‏

٨،‏ ٩ أَعْطِ مِثَالًا يُظْهِرُ كَيْفَ يُبَارِكُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ يَهْتَمُّونَ بِتَقْدِيسِ ٱسْمِهِ.‏

٨ إِنَّ تَقْدِيسَ ٱسْمِ يَهْوَهَ هَدَفٌ نَسْعَى إِلَيْهِ جَمِيعًا بِكُلِّ قُوَّتِنَا.‏ لَاحِظْ مَثَلًا مَا قَالَتْهُ أُخْتٌ فِي ٱلنَّرُوجِ تُوُفِّيَ زَوْجُهَا فَجْأَةً تَارِكًا لَهَا ٱبْنًا عُمْرُهُ سَنَتَانِ لِتُرَبِّيَهُ:‏ «كَانَتْ فَتْرَةً عَصِيبَةً فِي حَيَاتِي.‏ صَلَّيْتُ إِلَى يَهْوَهَ كُلَّ يَوْمٍ،‏ بَلْ كُلَّ سَاعَةٍ،‏ لِيَمُدَّنِي بِٱلْقُوَّةِ كَيْ أُحَافِظَ عَلَى ٱتِّزَانِي ٱلْعَاطِفِيِّ وَلَا أُعْطِيَ ٱلشَّيْطَانَ سَبَبًا لِيُعَيِّرَ يَهْوَهَ إِذَا ٱتَّخَذْتُ قَرَارًا غَيْرَ حَكِيمٍ أَوْ كَسَرْتُ ٱسْتِقَامَتِي.‏ لَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أُقَدِّسَ ٱسْمَ يَهْوَهَ،‏ وَأَرَدْتُ أَنْ يَرَى ٱبْنِي أَبَاهُ مُجَدَّدًا فِي ٱلْفِرْدَوْسِ».‏ —‏ ام ٢٧:‏١١‏.‏

٩ وَهَلِ ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ لِهٰذِهِ ٱلصَّلَوَاتِ غَيْرِ ٱلْأَنَانِيَّةِ؟‏ نَعَمْ،‏ فَقَدْ نَالَتِ ٱلْأُخْتُ ٱلدَّعْمَ مِنْ مُعَاشَرَتِهَا ٱلْمُسْتَمِرَّةِ لِلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ وَبَعْدَ خَمْسِ سَنَوَاتٍ،‏ تَزَوَّجَتْ شَيْخًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ وَٱبْنُهَا ٱلْبَالِغُ مِنَ ٱلْعُمْرِ ٱلْآنَ ٢٠ عَامًا أَخٌ مُعْتَمِدٌ يَعْبُدُ يَهْوَهَ.‏ تَقُولُ:‏ «أَنَا سَعِيدَةٌ جِدًّا لِأَنَّ زَوْجِي سَاعَدَنِي عَلَى تَرْبِيَتِهِ».‏

١٠ مَا ٱلْمَطْلُوبُ لِيَتَقَدَّسَ ٱسْمُ ٱللهِ كَامِلًا؟‏

١٠ وَمَا ٱلْمَطْلُوبُ لِيَتَقَدَّسَ ٱسْمُ ٱللهِ كَامِلًا وَيُمْحَى عَنْهُ كُلُّ تَعْيِيرٍ؟‏ لَا بُدَّ أَنْ يُزِيلَ يَهْوَهُ كُلَّ ٱلْأُمَمِ ٱلَّذِينَ يَرْفُضُونَ سُلْطَانَهُ عَمْدًا.‏ ‏(‏اقرأ حزقيال ٣٨:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏)‏ وَكَمْ نَتُوقُ إِلَى ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي يَصِيرُ فِيهِ ٱلْبَشَرُ كَامِلِينَ،‏ وَيُقَدِّسُ جَمِيعُ مَنْ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ ٱسْمَ يَهْوَهَ!‏ فِي ذٰلِكَ ٱلْحِينِ،‏ سَيَصِيرُ أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ ٱلْمُحِبُّ «كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ».‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٢٨‏.‏

‏«لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ»‏

١١،‏ ١٢ أَيُّ أَمْرٍ سَاعَدَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ أَنْ يَفْهَمُوهُ عَامَ ١٨٧٦؟‏

١١ قَبْلَ أَنْ يَصْعَدَ يَسُوعُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ،‏ سَأَلَهُ تَلَامِيذُهُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ أَفِي هٰذَا ٱلْوَقْتِ تَرُدُّ ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟‏».‏ فَأَجَابَهُمْ أَنَّ ٱلْوَقْتَ لَمْ يَحِنْ بَعْدُ لِيَعْرِفُوا مَتَى يَبْدَأُ مَلَكُوتُ ٱللهِ بِٱلْحُكْمِ،‏ وَقَالَ لَهُمْ أَنْ يُرَكِّزُوا عَلَى عَمَلِ ٱلشَّهَادَةِ ٱلْمُهِمِّ ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ يَقُومُوا بِهِ.‏ ‏(‏اقرإ الاعمال ١:‏٦-‏٨‏.‏)‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ عَلَّمَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَتَطَلَّعُوا إِلَى إِتْيَانِ مَلَكُوتِ ٱللهِ.‏ لِذٰلِكَ لَا يَنْفَكُّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مُنْذُ تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ يُصَلُّونَ أَنْ يَأْتِيَ ٱلْمَلَكُوتُ.‏

١٢ وَعِنْدَمَا ٱقْتَرَبَ ٱلْوَقْتُ لِيَتَسَلَّمَ يَسُوعُ ٱلْحُكْمَ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ سَاعَدَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ أَنْ يَفْهَمُوا مَتَى سَيَحْدُثُ ذٰلِكَ.‏ فَعَامَ ١٨٧٦،‏ كَتَبَ تْشَارْلْز تَاز رَصِل فِي مَجَلَّةِ فَاحِصِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَقَالَةً بِعُنْوَانِ «أَزْمِنَةُ ٱلْأُمَمِ:‏ مَتَى تَنْتَهِي؟‏».‏ وَأَشَارَتْ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ إِلَى أَنَّ سَنَةَ ١٩١٤ سَتَكُونُ سَنَةً مُهِمَّةً،‏ وَأَوْضَحَتْ أَنَّ ‹ٱلسَّبْعَةَ أَزْمِنَةٍ› فِي نُبُوَّةِ دَانِيَالَ هِيَ نَفْسُهَا «ٱلْأَزْمِنَةُ ٱلْمُعَيَّنَةُ لِلْأُمَمِ» ٱلَّتِي تَحَدَّثَ عَنْهَا يَسُوعُ.‏ * —‏ دا ٤:‏١٦؛‏ لو ٢١:‏٢٤‏.‏

١٣ مَاذَا حَدَثَ عَامَ ١٩١٤،‏ وَمَاذَا تُؤَكِّدُ ٱلْأَحْدَاثُ ٱلْعَالَمِيَّةُ مُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ؟‏

١٣ عَامَ ١٩١٤،‏ ٱنْدَلَعَتِ ٱلْحَرْبُ فِي أُورُوبَّا،‏ ثُمَّ تَوَسَّعَتْ رُقْعَتُهَا لِتَشْمُلَ ٱلْعَالَمَ أَجْمَعَ.‏ فَأَصَابَتِ ٱلْمَجَاعَاتُ بُلْدَانًا كَثِيرَةً.‏ وَبِحُلُولِ نِهَايَةِ ٱلْحَرْبِ عَامَ ١٩١٨،‏ ٱجْتَاحَتِ ٱلْعَالَمَ حُمَّى مُمِيتَةٌ حَصَدَتْ ضَحَايَا أَكْثَرَ مِنَ ٱلَّذِينَ مَاتُوا فِي سَاحَةِ ٱلْقِتَالِ.‏ وَهٰكَذَا بَدَأَتْ تَتِمُّ «عَلَامَةُ» حُضُورِ يَسُوعَ،‏ مَلِكِ ٱلْأَرْضِ ٱلْجَدِيدِ.‏ (‏مت ٢٤:‏٣-‏٨؛‏ لو ٢١:‏١٠،‏ ١١‏)‏ فَٱلْأَدِلَّةُ كُلُّهَا تُشِيرُ إِلَى أَنَّ ٱلرَّبَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ «أُعْطِيَ تَاجًا» عَامَ ١٩١٤ وَأَنَّهُ «خَرَجَ غَالِبًا وَلِكَيْ يُتِمَّ غَلَبَتَهُ».‏ (‏رؤ ٦:‏٢‏)‏ فَقَدْ شَنَّ حَرْبًا عَلَى ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ وَطَهَّرَ ٱلسَّمٰوَاتِ مِنْهُمْ،‏ طَارِحًا إِيَّاهُمْ إِلَى مُحِيطِ ٱلْأَرْضِ.‏ وَمُذَّاكَ،‏ يَلْمُسُ ٱلْبَشَرُ صِحَّةَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُوحَى بِهَا:‏ «وَيْلٌ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَحْرِ،‏ لِأَنَّ إِبْلِيسَ قَدْ نَزَلَ إِلَيْكُمَا،‏ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ،‏ عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَصِيرًا!‏».‏ —‏ رؤ ١٢:‏٧-‏١٢‏.‏

١٤ ‏(‏أ)‏ لِمَ ٱلصَّلَاةُ مِنْ أَجْلِ إِتْيَانِ مَلَكُوتِ ٱللهِ لَا تَزَالُ مُهِمَّةً؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ عَمَلٍ مُهِمٍّ يَجِبُ أَنْ نَقُومَ بِهِ ٱلْآنَ؟‏

١٤ تَشْرَحُ ٱلنُّبُوَّةُ فِي ٱلرُّؤْيَا ١٢:‏٧-‏١٢ لِمَ بَدَأَتِ ٱلْبَلَايَا تَحِلُّ بِٱلْبَشَرِ قُرَابَةَ ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي تَأَسَّسَ فِيهِ مَلَكُوتُ ٱللهِ.‏ فَمَعَ أَنَّ يَسُوعَ يَحْكُمُ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ لَا يَزَالُ ٱلشَّيْطَانُ يَحْكُمُ ٱلْأَرْضَ.‏ لٰكِنَّ ٱلْمَسِيحَ عَمَّا قَرِيبٍ سَوْفَ «يُتِمُّ غَلَبَتَهُ» بِإِزَالَةِ ٱلشَّرِّ مِنَ ٱلْأَرْضِ.‏ وَرَيْثَمَا يَحِلُّ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتُ،‏ نَسْتَمِرُّ فِي ٱلصَّلَاةِ إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يَأْتِيَنَا ٱلْمَلَكُوتُ.‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ ذَاتِهِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَعِيشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ صَلَوَاتِنَا بِٱلْمُشَارَكَةِ فِي إِتْمَامِ وَجْهٍ لَافِتٍ جِدًّا مِنْ أَوْجُهِ «عَلَامَةِ» يَسُوعَ:‏ «يُكْرَزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ هٰذِهِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ،‏ ثُمَّ تَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ».‏ —‏ مت ٢٤:‏١٤‏.‏

‏«لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ .‏ .‏ .‏ عَلَى ٱلْأَرْضِ»‏

١٥،‏ ١٦ كَيْفَ نَعِيشُ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ طَلَبِنَا أَنْ تَكُونَ مَشِيئَةُ ٱللهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

١٥ مُنْذُ حَوَالَيْ ٦٬٠٠٠ سَنَةٍ،‏ كَانَتْ مَشِيئَةُ ٱللهِ تَتِمُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ لِذٰلِكَ قَالَ يَهْوَهُ إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ «حَسَنٌ جِدًّا».‏ (‏تك ١:‏٣١‏)‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ تَمَرَّدَ عَلَى ٱللهِ.‏ وَمُنْذُ تَمَرُّدِهِ،‏ كَثُرَ ٱلَّذِينَ لَا يَفْعَلُونَ مَشِيئَةَ ٱللهِ.‏ أَمَّا ٱلْيَوْمَ فَهُنَاكَ نَحْوُ ثَمَانِيَةِ مَلَايِينِ شَخْصٍ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ.‏ وَهُمْ لَا يُصَلُّونَ فَقَطْ أَنْ تَكُونَ مَشِيئَتُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ بَلْ يُجَاهِدُونَ لِيَعِيشُوا بِٱنْسِجَامٍ مَعَ هٰذِهِ ٱلصَّلَاةِ.‏ وَيَظْهَرُ ذٰلِكَ مِنْ خِلَالِ نَمَطِ حَيَاتِهِمْ وَمُشَارَكَتِهِمِ ٱلْغَيُورَةِ فِي عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ.‏

هَلْ تُعَلِّمُ أَوْلَادَكَ أَنْ يَفْعَلُوا مَشِيئَةَ ٱللهِ ٱنْسِجَامًا مَعَ صَلَاتِهِمْ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٦.‏)‏

١٦ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ تَقُولُ أُخْتٌ ٱعْتَمَدَتْ عَامَ ١٩٤٨ وَخَدَمَتْ مُرْسَلَةً فِي إِفْرِيقْيَا:‏ «اِنْسِجَامًا مَعَ هٰذَا ٱلْجُزْءِ مِنَ ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ،‏ كَثِيرًا مَا أُصَلِّي أَنْ تَصِلَ رِسَالَتُنَا إِلَى كُلِّ ٱلنَّاسِ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْخِرَافِ لِيَعْرِفُوا يَهْوَهَ قَبْلَ فَوَاتِ ٱلْأَوَانِ.‏ كَمَا أَنَّنِي،‏ قَبْلَ أَنْ أُبَشِّرَ أَحَدًا مَا،‏ أَطْلُبُ ٱلْحِكْمَةَ مِنْ يَهْوَهَ كَيْ أَبْلُغَ قَلْبَهُ.‏ أَمَّا ٱلْمُشَبَّهُونَ بِٱلْخِرَافِ ٱلَّذِينَ عَثَرْنَا عَلَيْهِمْ،‏ فَأُصَلِّي أَنْ يُبَارِكَ يَهْوَهُ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي نَبْذُلُهَا لِنَهْتَمَّ بِهِمْ».‏ فَلَا عَجَبَ أَنْ تَكُونَ هٰذِهِ ٱلْأُخْتُ ٱلْبَالِغَةُ مِنَ ٱلْعُمْرِ ٨٠ سَنَةً قَدْ سَاعَدَتْ كَثِيرِينَ أَنْ يَصِيرُوا شُهُودًا لِيَهْوَهَ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ يَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ مُسِنُّونَ آخَرُونَ يَسْكُبُونَ أَنْفُسَهُمْ لِيَفْعَلُوا مَشِيئَةَ ٱللهِ رَغْمَ مَشَاكِلِ ٱلشَّيْخُوخَةِ.‏ —‏ اقرأ فيلبي ٢:‏١٧‏.‏

١٧ كَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ مَا سَيَفْعَلُهُ يَهْوَهُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ لِلْبَشَرِ وَٱلْأَرْضِ؟‏

١٧ لَنْ نَكُفَّ عَنِ ٱلصَّلَاةِ «لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ» حَتَّى يَزُولَ مِنَ ٱلْأَرْضِ آخِرُ عَدُوٍّ لِمَلَكُوتِ ٱللهِ.‏ عِنْدَئِذٍ،‏ سَنَرَى إِتْمَامَ مَشِيئَةِ ٱللهِ عَلَى نِطَاقٍ أَوْسَعَ بِقِيَامَةِ بَلَايِينِ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ.‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ إِنَّهُ «تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ ٱلَّتِي يَسْمَعُ فِيهَا جَمِيعُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْقُبُورِ ٱلتَّذْكَارِيَّةِ صَوْتَهُ فَيَخْرُجُونَ».‏ (‏يو ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وَكَمْ سَيَكُونُ رَائِعًا أَنْ نَسْتَقْبِلَ أَحِبَّاءَنَا ٱلْمَوْتَى!‏ فَٱللهُ «سَيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ» مِنْ عُيُونِنَا.‏ (‏رؤ ٢١:‏٤‏)‏ وَبِمَا أَنَّ مُعْظَمَ ٱلْمُقَامِينَ سَيَكُونُونَ مِنَ «ٱلْأَثَمَةِ»،‏ فَسَنَحْظَى بِٱمْتِيَازِ تَعْلِيمِهِمْ عَنْ مَشِيئَةِ ٱللهِ وَقَصْدِهِ.‏ فَهٰؤُلَاءِ عَاشُوا وَمَاتُوا دُونَ مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ عَنْ يَهْوَهَ وَٱبْنِهِ.‏ لِذٰلِكَ،‏ سَنَتَمَتَّعُ بِمُسَاعَدَتِهِمْ أَنْ يَصِيرُوا مُؤَهَّلِينَ ‹لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ›.‏ —‏ اع ٢٤:‏١٥؛‏ يو ١٧:‏٣‏.‏

١٨ مَا أَهَمُّ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يَحْتَاجُ إِلَيْهَا ٱلْبَشَرُ؟‏

١٨ عِنْدَمَا يَأْتِي ٱلْمَلَكُوتُ،‏ سَيُقَدِّسُ ٱسْمَ ٱللهِ وَيُوَحِّدُ جَمِيعَ مَنْ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ فِي فِعْلِ مَشِيئَةِ يَهْوَهَ.‏ وَبِٱسْتِجَابَةِ ٱلطَّلَبَاتِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلْأُولَى فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ،‏ تَتَحَقَّقُ أَهَمُّ ثَلَاثَةِ أُمُورٍ يَحْتَاجُ إِلَيْهَا ٱلْبَشَرُ.‏ وَلٰكِنْ،‏ مَاذَا عَنِ ٱلْحَاجَاتِ ٱلضَّرُورِيَّةِ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي ذَكَرَهَا يَسُوعُ فِي ٱلطَّلَبَاتِ ٱلْأَرْبَعَةِ ٱلْبَاقِيَةِ فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ؟‏ سَنُنَاقِشُهَا بِٱلتَّفْصِيلِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

^ ‎الفقرة 12‏ لِتَعْرِفَ كَيْفَ نَسْتَنْتِجُ أَنَّ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ تَمَّتْ عَامَ ١٩١٤،‏ ٱنْظُرْ كِتَابَ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟‏ ٱلصَّفَحَاتِ ٢١٥-‏٢١٨‏.‏