عِش بانسجام مع الصلاة النموذجية، الجزء الثاني
‹أَبُوكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ›. — مت ٦:٨.
١-٣ لِمَ كَانَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ عَلَى ثِقَةٍ بِأَنَّ يَهْوَهَ يَعْلَمُ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ؟
لَنْ تَنْسَى لَانَا طِيلَةَ حَيَاتِهَا مَا حَصَلَ مَعَهَا خِلَالَ زِيَارَتِهَا لِأَلْمَانِيَا فِي صَيْفِ ٢٠١٢. وَهِيَ تَشْعُرُ أَنَّ يَهْوَهَ كَانَ لَهُ يَدٌ فِي مَا جَرَى. كَانَتْ عَلَى مَتْنِ ٱلْقِطَارِ فِي رِحْلَةٍ طَوِيلَةٍ إِلَى ٱلْمَطَارِ، فَصَلَّتْ إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يُتِيحَ لَهَا ٱلْفُرْصَةَ لِتُبَشِّرَ. وَعِنْدَمَا وَصَلَتِ ٱلْمَطَارَ، عَرَفَتْ أَنَّ رِحْلَتَهَا تَأَجَّلَتْ إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي. فَصَلَّتْ ثَانِيَةً إِلَى يَهْوَهَ لِأَنَّهَا كَانَتْ قَدْ صَرَفَتْ مُعْظَمَ أَمْوَالِهَا وَلَيْسَ لَدَيْهَا مَكَانٌ تَبِيتُ فِيهِ.
٢ لَمْ تَكَدْ لَانَا تَنْتَهِي مِنْ صَلَاتِهَا ٱلثَّانِيَةِ حَتَّى سَمِعَتْ صَوْتًا يَقُولُ: «مَرْحَبًا لَانَا، مَاذَا تَفْعَلِينَ هُنَا؟». كَانَ ٱلْمُتَكَلِّمُ رَفِيقًا لَهَا تَعْرِفُهُ مُنْذُ أَيَّامِ ٱلْمَدْرَسَةِ، وَمَعَهُ أُمُّهُ وَجَدَّتُهُ تُوَدِّعَانِهِ لِأَنَّهُ ذَاهِبٌ إِلَى جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا. وَعِنْدَمَا عَلِمَتْ هَاتَانِ ٱلْمَرْأَتَانِ بِوَضْعِهَا، دَعَتَاهَا لِلْمُكُوثِ عِنْدَهُمَا. فَقَدَّمَتَا لَهَا ٱلضِّيَافَةَ، وَأَخَذَتَا تَطْرَحَانِ عَلَيْهَا أَسْئِلَةً عَنْ مُعْتَقَدَاتِهَا وَعَمَلِهَا كَمُبَشِّرَةٍ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.
مز ٦٥:٢.
٣ وَبَعْدَ تَنَاوُلِ ٱلْفُطُورِ فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلتَّالِي، أَجَابَتْ لَانَا عَلَى أَسْئِلَةٍ إِضَافِيَّةٍ عَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَسَأَلَتْ مُضِيفَتَيْهَا عَنْ كَيْفِيَّةِ ٱلِٱتِّصَالِ بِهِمَا لِمُلَاحَقَةِ ٱلِٱهْتِمَامِ. ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَوْطِنِهَا آمِنَةً، وَعَادَتْ إِلَى خِدْمَتِهَا كَفَاتِحَةٍ عَادِيَّةٍ. وَهِيَ وَاثِقَةٌ أَنَّ «سَامِعَ ٱلصَّلَاةِ» عَلِمَ مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ وَٱسْتَجَابَ لَهَا. —٤ أَيَّةُ حَاجَاتٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٤ عِنْدَمَا تَنْشَأُ فَجْأَةً مُشْكِلَةٌ مَا، مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نُصَلِّيَ إِلَى يَهْوَهَ طَلَبًا لِلْعَوْنِ، وَهُوَ يُسَرُّ بِسَمَاعِ تَضَرُّعَاتِ خُدَّامِهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ. (مز ٣٤:١٥؛ ام ١٥:٨) وَلٰكِنْ، إِذَا تَأَمَّلْنَا فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ، فَسَنَجِدُ أَنَّ هُنَاكَ حَاجَاتٍ أَهَمَّ قَدْ نَغْفُلُ عَنْهَا. مَثَلًا، تُبْرِزُ ٱلطَّلَبَاتُ ٱلثَّلَاثَةُ ٱلْأَخِيرَةُ حَاجَاتِنَا ٱلرُّوحِيَّةَ. أَمَّا ٱلْتِمَاسُ خُبْزِنَا ٱلْيَوْمِيِّ فِي ٱلطَّلَبِ ٱلرَّابِعِ فَيَلْفِتُ نَظَرَنَا إِلَى مَجَالَاتٍ أُخْرَى لِنَعِيشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ. — اقرأ متى ٦:
«أَعْطِنَا ٱلْيَوْمَ خُبْزَ يَوْمِنَا»
٥، ٦ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ خُبْزِ يَوْمِنَا حَتَّى لَوْ كَانَ لَدَيْنَا طَعَامٌ كَافٍ؟
٥ لَاحِظْ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يُعَلِّمْنَا أَنْ يَطْلُبَ كُلُّ وَاحِدٍ خُبْزَ «يَوْمِهِ» بِٱلْمُفْرَدِ، بَلْ خُبْزَ «يَوْمِنَا» بِٱلْجَمْعِ. يَقُولُ نَاظِرُ دَائِرَةٍ فِي إِفْرِيقْيَا ٱسْمُهُ فِيكْتُور: «غَالِبًا مَا أَشْكُرُ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِي أَنِّي وَزَوْجَتِي لَا نَحْمِلُ هَمَّ وَجْبَتِنَا ٱلتَّالِيَةِ وَلَا إِيجَارِ ٱلْبَيْتِ. فَإِخْوَتُنَا ٱلْمُحِبُّونَ يَعْتَنُونَ بِنَا كُلَّ يَوْمٍ. لٰكِنِّي أُصَلِّي أَنْ يَسْتَطِيعَ ٱلَّذِينَ يُسَاعِدُونَنَا أَنْ يَتَدَبَّرُوا أُمُورَهُمْ لِيَصْمُدُوا فِي وَجْهِ ٱلضُّغُوطِ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةِ».
٦ فَإِذَا كَانَ لَدَيْنَا طَعَامٌ كَافٍ، يُمْكِنُنَا أَنْ نُفَكِّرَ فِي ٱلْإِخْوَةِ ٱلْفُقَرَاءِ أَوِ ٱلَّذِينَ تُلِمُّ بِهِمِ ٱلْكَوَارِثُ. وَلَا يَكْفِي أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِهِمْ، بَلْ يَنْبَغِي أَيْضًا أَنْ نَعْمَلَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ صَلَوَاتِنَا. مَثَلًا، يُمْكِنُنَا أَنْ نُشَارِكَهُمْ فِي مَا نَمْتَلِكُ مِنْ أَشْيَاءَ. وَبِمَقْدُورِنَا أَيْضًا أَنْ نَتَبَرَّعَ بِٱنْتِظَامٍ لِلْعَمَلِ ٱلْعَالَمِيِّ، عَالِمِينَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ تُسَاهِمُ فِي دَعْمِ إِخْوَتِنَا ٱلْمُحْتَاجِينَ. — ١ يو ٣:١٧.
٧ كَيْفَ عَلَّمَنَا يَسُوعُ أَلَّا ‹نَحْمِلَ هَمَّ ٱلْغَدِ›؟
٧ بَعْدَمَا عَلَّمَنَا يَسُوعُ ٱلصَّلَاةَ ٱلنَّمُوذَجِيَّةَ، أَوْصَانَا أَلَّا نُرَكِّزَ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ. فَتَابَعَ كَلَامَهُ مُظْهِرًا كَيْفَ يَكْسُو ٱللهُ ٱلزُّهُورَ، ثُمَّ قَالَ: «أَفَلَا يَكْسُوكُمْ بِٱلْأَحْرَى أَنْتُمْ، يَا قَلِيلِي ٱلْإِيمَانِ؟ فَلَا تَحْمِلُوا هَمًّا وَتَقُولُوا: . . . ‹مَاذَا نَلْبَسُ؟›». ثُمَّ خَتَمَ مُكَرِّرًا هٰذِهِ ٱلنَّصِيحَةَ ٱلْهَامَّةَ قَائِلًا: «لَا تَحْمِلُوا هَمَّ ٱلْغَدِ». (مت ٦:
٨ بِأَيَّةِ حَاجَةٍ مُهِمَّةٍ تُذَكِّرُنَا إِشَارَةُ يَسُوعَ إِلَى خُبْزِنَا ٱلْيَوْمِيِّ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٨ إِنَّ إِشَارَةَ يَسُوعَ إِلَى خُبْزِنَا ٱلْيَوْمِيِّ يَلْزَمُ أَنْ تُذَكِّرَنَا بِحَاجَتِنَا إِلَى ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ. فَقَدْ قَالَ مُعَلِّمُنَا: «لَا يَحْيَ ٱلْإِنْسَانُ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ يَهْوَهَ». (مت ٤:٤) لِذٰلِكَ يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ دَائِمًا أَنْ يَسْتَمِرَّ يَهْوَهُ فِي إِعْطَائِنَا ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ فِي حِينِهِ.
«اِغْفِرْ لَنَا دُيُونَنَا»
٩ بِأَيِّ مَعْنًى تَكُونُ خَطَايَانَا ‹دُيُونًا›؟
٩ لِمَاذَا ٱسْتَخْدَمَ يَسُوعُ كَلِمَةَ «دُيُونٍ»، فِي حِينِ أَنَّهُ ٱسْتَخْدَمَ فِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى كَلِمَةَ «خَطَايَا»؟ (مت ٦:١٢؛ لو ١١:٤) ذَكَرَتْ هٰذِهِ ٱلْمَجَلَّةُ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٦٠ سَنَةً مَا يَلِي: «إِنَّ ٱرْتِكَابَ خَطِيَّةٍ تَنْتَهِكُ شَرِيعَةَ ٱللهِ يَجْعَلُنَا مَدْيُونِينَ لَهُ. . . . فَحِينَ نُخْطِئُ، بِإِمْكَانِ يَهْوَهَ أَنْ يَطْلُبَ حَيَاتَنَا مِنَّا . . . وَبِإِمْكَانِهِ أَنْ يَنْزِعَ سَلَامَهُ مِنَّا، مُنْهِيًا كُلَّ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلسِّلْمِيَّةِ مَعَنَا. . . . إِنَّنَا مَدِينُونَ لَهُ بِٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّتِي يُعَبَّرُ عَنْهَا بِٱلطَّاعَةِ؛ وَعِنْدَمَا نُخْطِئُ، فَإِنَّنَا لَا نَدْفَعُ لَهُ دَيْنَ ٱلْمَحَبَّةِ هٰذَا لِأَنَّ ٱلْخَطِيَّةَ لَا تَنِمُّ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلهِ». — ١ يو ٥:٣.
١٠ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يَغْفِرُ يَهْوَهُ خَطَايَانَا، وَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَشْعُرَ حِيَالَ ذٰلِكَ؟
١٠ إِنَّ حَاجَتَنَا ٱلْيَوْمِيَّةَ إِلَى ٱلْغُفْرَانِ تُذَكِّرُنَا بِٱلْوَسِيلَةِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱلْوَحِيدَةِ ٱلَّتِي يَمْحُو ٱللهُ عَلَى أَسَاسِهَا خَطَايَانَا: ذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةِ. فَمَعَ أَنَّ ‹فِدْيَةَ نُفُوسِنَا› دُفِعَتْ مُنْذُ نَحْوِ ٢٬٠٠٠ سَنَةٍ، عَلَيْنَا أَنْ نُقَدِّرَهَا كَمَا لَوْ أَنَّهَا هَدِيَّةٌ قُدِّمَتْ لَنَا ٱلْيَوْمَ. فَهِيَ «كَرِيمَةٌ» جِدًّا بِحَيْثُ ٱسْتَحَالَ عَلَى أَيِّ إِنْسَانٍ نَاقِصٍ أَنْ يَدْفَعَهَا. (اقرإ المزمور ٤٩:
١١ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَغْفِرَ لِلْآخَرِينَ؟
١١ مَعَ ٱلْأَسَفِ، نُضْمِرُ أَحْيَانًا ٱلضَّغِينَةَ عَلَى أَحَدِ إِخْوَانِنَا بِسَبَبِ طَبِيعَتِنَا ٱلنَّاقِصَةِ. (لا ١٩:١٨) وَإِذَا تَكَلَّمْنَا عَنِ ٱلْأَمْرِ أَمَامَ ٱلْآخَرِينَ، فَقَدْ يَنْحَازُونَ إِلَيْنَا، مَا يُسَبِّبُ ٱنْقِسَامًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَبِعَدَمِ مُعَالَجَةِ ٱلْمَسْأَلَةِ، نُظْهِرُ أَنَّنَا لَا نُقَدِّرُ رَحْمَةَ ٱللهِ وَلَا ٱلْفِدْيَةَ وَنَخْسَرُ فَوَائِدَ ذَبِيحَةِ يَسُوعَ. فَيَهْوَهُ لَنْ يُسَامِحَنَا إِنْ لَمْ نُسَامِحْ غَيْرَنَا. (مت ١٨:٣٥) وَقَدْ تَطَرَّقَ يَسُوعُ إِلَى هٰذِهِ ٱلْفِكْرَةِ بَعْدَ ذِكْرِ ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ مُبَاشَرَةً. (اقرأ متى ٦:
«لَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ»
١٢، ١٣ (أ) مَاذَا حَصَلَ لِيَسُوعَ بُعَيْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ؟ (ب) لِمَ نَتَحَمَّلُ نَحْنُ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ إِذَا ٱسْتَسْلَمْنَا لِلتَّجْرِبَةِ؟ (ج) مَاذَا بَرْهَنَ يَسُوعُ بِبَقَائِهِ أَمِينًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ؟
١٢ يُسَاعِدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي مَا حَصَلَ مَعَ يَسُوعَ بُعَيْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ أَنْ نُدْرِكَ ٱلْحَاجَةَ إِلَى ٱلطَّلَبِ: «لَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ». لَقَدْ أَصْعَدَ ٱلرُّوحُ يَسُوعَ إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ «لِيُجَرِّبَهُ إِبْلِيسُ». (مت ٤:١؛ ٦:١٣) وَلَا يُفَاجِئُنَا ذٰلِكَ إِذَا فَهِمْنَا ٱلسَّبَبَ ٱلرَّئِيسِيَّ ٱلَّذِي مِنْ أَجْلِهِ أَرْسَلَ ٱللهُ ٱبْنَهُ إِلَى ٱلْأَرْضِ، أَلَا وَهُوَ بَتُّ ٱلْقَضِيَّةِ ٱلَّتِي نَشَأَتْ عِنْدَمَا رَفَضَ آدَمُ وَحَوَّاءُ سُلْطَانَ ٱللهِ. فَٱلْأَسْئِلَةُ ٱلَّتِي نَشَأَتْ لَا يُجَابُ عَنْهَا بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا. مَثَلًا، هَلْ هُنَاكَ خَطَأٌ فِي ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي خَلَقَ بِهَا ٱللهُ ٱلْإِنْسَانَ؟ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَيِّدَ إِنْسَانٌ كَامِلٌ سُلْطَانَ ٱللهِ إِذَا جَرَّبَهُ «ٱلشِّرِّيرُ»؟ وَهَلْ يَكُونُ ٱلْبَشَرُ أَفْضَلَ حَالًا إِذَا ٱسْتَقَلُّوا عَنْ حُكْمِ ٱللهِ، كَمَا ٱدَّعَى ٱلشَّيْطَانُ؟ (تك ٣:
١٣ إِنَّ يَهْوَهَ قُدُّوسٌ، لِذٰلِكَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُجَرِّبَ أَحَدًا بِٱلشُّرُورِ. فَإِبْلِيسُ هُوَ «ٱلْمُجَرِّبُ». (مت ٤:٣) وَهُوَ يَسْتَخْدِمُ شَتَّى ٱلْوَسَائِلِ لِإِيقَاعِنَا فِي ٱلتَّجْرِبَةِ. وَلٰكِنْ، بِإِمْكَانِ كُلٍّ مِنَّا أَنْ يَخْتَارَ إِمَّا مُقَاوَمَةَ ٱلتَّجْرِبَةِ أَوِ ٱلْوُقُوعَ فِيهَا. (اقرأ يعقوب ١:
١٤ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ كَيْ لَا نَقَعَ فِي ٱلتَّجْرِبَةِ؟
١٤ إِنَّ قَضِيَّةَ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ لَمْ تُبَتَّ نِهَائِيًّا، لِذٰلِكَ يَسْمَحُ يَهْوَهُ لِلْمُجَرِّبِ بِأَنْ يَسْتَخْدِمَ هٰذَا ٱلْعَالَمَ لِيُجَرِّبَنَا. فَٱللهُ لَا يُدْخِلُنَا فِي تَجْرِبَةٍ، بَلْ بِٱلْأَحْرَى يَثِقُ بِنَا وَيُرِيدُ مُسَاعَدَتَنَا. إِنَّهُ يَحْتَرِمُ إِرَادَتَنَا ٱلْحُرَّةَ، لِذٰلِكَ لَا يَحْمِينَا تِلْقَائِيًّا مِنَ ٱلْوُقُوعِ فِي ٱلتَّجْرِبَةِ. فَعَلَيْنَا ٱلْقِيَامُ بِأَمْرَيْنِ: أَوَّلًا، أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ رُوحِيًّا؛ وَثَانِيًا، أَنْ نُوَاظِبَ عَلَى ٱلصَّلَاةِ. وَلٰكِنْ كَيْفَ يَسْتَجِيبُ يَهْوَهُ صَلَوَاتِنَا؟
١٥، ١٦ (أ) مَا بَعْضُ ٱلتَّجَارِبِ ٱلَّتِي يَلْزَمُ أَنْ نُقَاوِمَهَا؟ (ب) مَنِ ٱلْمَسْؤُولُ إِذَا وَقَعْنَا فِي تَجْرِبَةٍ؟
١٥ يُعْطِينَا يَهْوَهُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ ٱلْفَعَّالَ ٱلَّذِي يُقَوِّينَا وَيُسَاعِدُنَا لِنُقَاوِمَ ٱلتَّجْرِبَةَ. كَمَا يُحَذِّرُنَا مُسْبَقًا عَبْرَ كَلِمَتِهِ وَٱلْجَمَاعَةِ مِنَ ٱلْأَوْضَاعِ أَوِ ٱلْمَخَاطِرِ
ٱلَّتِي يَلْزَمُ تَجَنُّبُهَا، كَصَرْفِ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْوَقْتِ وَٱلْمَالِ وَٱلْجُهْدِ عَلَى أُمُورٍ غَيْرِ ضَرُورِيَّةٍ. إِلَيْكَ مِثَالَ إِسْبِن وَيَانّ، وَهُمَا زَوْجَانِ يَعِيشَانِ فِي بَلَدٍ أُورُوبِّيٍّ غَنِيٍّ. فَقَدْ بَقِيَا لِسَنَوَاتٍ كَثِيرَةٍ فَاتِحَيْنِ عَادِيَّيْنِ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ فِي بَلَدِهِمَا. وَلٰكِنْ، عِنْدَمَا وُلِدَ ٱبْنُهُمَا ٱلْأَوَّلُ، ٱضْطُرَّا إِلَى ٱلتَّوَقُّفِ عَنِ ٱلْفَتْحِ. وَلَدَيْهِمَا ٱلْآنَ وَلَدٌ ثَانٍ. يَقُولُ إِسْبِن: «كَثِيرًا مَا نُصَلِّي إِلَى يَهْوَهَ أَلَّا نَقَعَ فِي ٱلتَّجْرِبَةِ لِأَنَّنَا لَمْ نَعُدْ قَادِرَيْنِ ٱلْآنَ عَلَى قَضَاءِ ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ ٱلَّذِي كُنَّا نَقْضِيهِ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ. لِذَا، نَسْأَلُ يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَنَا لِنُحَافِظَ عَلَى رُوحِيَّاتِنَا وَغَيْرَتِنَا لِلْخِدْمَةِ».١٦ وَمُشَاهَدَةُ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ هِيَ إِحْدَى ٱلتَّجَارِبِ ٱلْبَارِزَةِ فِي أَيَّامِنَا. وَإِذَا وَقَعْنَا فِي هٰذِهِ ٱلتَّجْرِبَةِ، فَلَا نَلُمِ ٱلشَّيْطَانَ، لِأَنَّهُ وَعَالَمَهُ لَا يُمْكِنُهُمَا إِرْغَامُنَا عَلَى فِعْلِ شَيْءٍ غَصْبًا عَنَّا. فَٱلْبَعْضُ ٱسْتَسْلَمُوا لِهٰذِهِ ٱلتَّجْرِبَةِ لِأَنَّهُمْ سَمَحُوا لِعُقُولِهِمْ بِأَنْ تَتَمَعَّنَ فِي مَا هُوَ رَدِيءٌ. وَلٰكِنْ فِي وِسْعِنَا مُقَاوَمَةُ هٰذِهِ ٱلتَّجْرِبَةِ، مِثْلَمَا يَفْعَلُ كَثِيرُونَ مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. — ١ كو ١٠:
«نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ»
١٧ (أ) كَيْفَ نَعِيشُ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلطَّلَبِ: «نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ»؟ (ب) أَيُّ رَاحَةٍ سَنَشْعُرُ بِهَا قَرِيبًا؟
١٧ لِكَيْ نَعِيشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلطَّلَبِ: «نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ»، عَلَيْنَا أَنْ نُجَاهِدَ لِئَلَّا نَكُونَ ‹جُزْءًا مِنْ عَالَمِ› ٱلشَّيْطَانِ، وَأَلَّا ‹نُحِبَّ ٱلْعَالَمَ وَلَا مَا فِي ٱلْعَالَمِ›. (يو ١٥:١٩؛ ١ يو ٢:
١٨ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي فِعْلِهِ إِذَا أَرَدْنَا ٱلنَّجَاةَ مِنْ نِهَايَةِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ؟
١٨ هَلْ تَرْغَبُ فِي نِهَايَةٍ سَعِيدَةٍ كَهٰذِهِ؟ اِسْتَمِرَّ إِذًا فِي ٱلصَّلَاةِ أَنْ يُقَدِّسَ ٱلْمَلَكُوتُ ٱسْمَ ٱللهِ وَيُتَمِّمَ مَشِيئَتَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ. اِلْتَمِسْ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُزَوِّدَكَ بِحَاجَاتِكَ ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلْجَسَدِيَّةِ. نَعَمْ، صَمِّمْ أَنْ تَعِيشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ.