الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

إن تأخَّرت فترقَّبها!‏

إن تأخَّرت فترقَّبها!‏

‏«إِنْ تَأَخَّرَتْ فَتَرَقَّبْهَا،‏ لِأَنَّهَا تَتِمُّ إِتْمَامًا وَلَنْ تَتَأَخَّرَ».‏ —‏ حب ٢:‏٣‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٢٨،‏ ٤٥

١،‏ ٢ أَيُّ مَوْقِفٍ طَالَمَا أَعْرَبَ عَنْهُ عُبَّادُ يَهْوَهَ؟‏

لَطَالَمَا تَرَقَّبَ خُدَّامُ يَهْوَهَ إِتْمَامَ ٱلنُّبُوَّاتِ ٱلْمُوحَى بِهَا.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ أَنْبَأَ إِرْمِيَا أَنَّ يَهُوذَا سَتُدَمَّرُ،‏ وَهٰذَا مَا حَصَلَ عَلَى أَيْدِي ٱلْبَابِلِيِّينَ سَنَةَ ٦٠٧ ق‌م.‏ (‏ار ٢٥:‏٨-‏١١‏)‏ وَقَالَ إِشَعْيَا ٱلَّذِي أَنْبَأَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَرُدُّ ٱلْيَهُودَ مِنَ ٱلسَّبْيِ:‏ «سُعَدَاءُ هُمْ جَمِيعُ ٱلَّذِينَ يَتَرَقَّبُونَهُ».‏ (‏اش ٣٠:‏١٨‏)‏ وَمِيخَا أَيْضًا تَرَقَّبَ إِتْمَامَ وُعُودِ ٱللهِ وَقَالَ:‏ «أُرَاقِبُ يَهْوَهَ».‏ (‏مي ٧:‏٧‏)‏ كَمَا أَنَّ خُدَّامَ ٱللهِ ظَلُّوا لِمِئَاتِ ٱلسِّنِينَ يَتَرَقَّبُونَ إِتْمَامَ ٱلنُّبُوَّاتِ عَنِ ٱلْمَسِيَّا‏،‏ أَيِ ٱلْمَسِيحِ.‏ —‏ لو ٣:‏١٥؛‏ ١ بط ١:‏١٠-‏١٢‏.‏ *

٢ وَٱلْيَوْمَ،‏ يَتَرَقَّبُ خُدَّامُ ٱللهِ بِدَوْرِهِمْ إِتْمَامَ ٱلنُّبُوَّاتِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.‏ فَبِوَاسِطَةِ هٰذَا ٱلْمَلَكُوتِ،‏ سَيَضَعُ يَهْوَهُ عَمَّا قَرِيبٍ حَدًّا لِمُعَانَاةِ ٱلْبَشَرِ بِٱلْقَضَاءِ عَلَى ٱلشَّرِّ وَإِنْقَاذِ شَعْبِهِ مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْخَاضِعِ لِسُلْطَةِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ ‏(‏١ يو ٥:‏١٩‏)‏ فَلْنَبْقَ يَقِظِينَ وَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا أَبَدًا أَنَّ نِهَايَةَ هٰذَا ٱلنِّظَامِ آتِيَةٌ سَرِيعًا.‏

٣ أَيُّ سُؤَالٍ يُمْكِنُ أَنْ يَنْشَأَ إِذَا شَعَرْنَا أَنَّ ٱنْتِظَارَ ٱلنِّهَايَةِ قَدْ طَالَ؟‏

٣ كَخُدَّامٍ لِيَهْوَهَ،‏ نَتُوقُ إِلَى رُؤْيَةِ مَشِيئَةِ ٱللهِ تَتِمُّ «كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏ (‏مت ٦:‏١٠‏)‏ وَلٰكِنْ،‏ بَعْدَ أَنْ طَالَ ٱنْتِظَارُ ٱلنِّهَايَةِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْبَعْضِ،‏ قَدْ يَتَسَاءَلُونَ:‏ ‹لِمَ يَجِبُ أَلَّا نَكُفَّ عَنْ تَرَقُّبِ ٱلنِّهَايَةِ؟‏›.‏

لِمَ يَجِبُ أَنْ نَبْقَى فِي حَالِ تَرَقُّبٍ؟‏

٤ أَيُّ سَبَبٍ رَئِيسِيٍّ يَدْفَعُنَا أَنْ نَظَلَّ مُتَرَقِّبِينَ ٱلنِّهَايَةَ؟‏

٤ لَا يَتْرُكُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ مَجَالًا لِلشَّكِّ فِي ٱلْمَوْقِفِ ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ نَتَبَنَّاهُ حِيَالَ ٱلدَّمَارِ ٱلْوَشِيكِ لِهٰذَا ٱلنِّظَامِ.‏ فَيَسُوعُ أَوْصَى أَتْبَاعَهُ أَنْ ‹يُدَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ› وَأَنْ ‹يَبْقَوْا مُسْتَيْقِظِينَ›.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٢؛‏ لو ٢١:‏٣٤-‏٣٦‏)‏ وَهٰذَا بِحَدِّ ذَاتِهِ سَبَبٌ وَجِيهٌ لِنَبْقَى فِي حَالِ تَرَقُّبٍ،‏ فَيَسُوعُ أَوْصَانَا بِذٰلِكَ!‏ وَتَرْسُمُ هَيْئَةُ يَهْوَهَ ٱلْمِثَالَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.‏ فَٱلْمَطْبُوعَاتُ ٱلَّتِي تُصْدِرُهَا تُشَجِّعُنَا بِٱسْتِمْرَارٍ أَنْ ‹نَنْتَظِرَ وَنُبْقِيَ حُضُورَ يَوْمِ يَهْوَهَ قَرِيبًا فِي ٱلذِّهْنِ›،‏ وَأَنْ نَظَلَّ مُرَكِّزِينَ عَلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي وَعَدَنَا بِهِ ٱللهُ.‏ —‏ اقرأ ٢ بطرس ٣:‏١١-‏١٣‏.‏

٥ أَيُّ سَبَبٍ آخَرَ يَدْفَعُنَا إِلَى تَرَقُّبِ يَوْمِ يَهْوَهَ فِي وَقْتِنَا؟‏

٥ إِذَا وَجَبَ عَلَى أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ أَنْ يَتَرَقَّبُوا يَوْمَ يَهْوَهَ،‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى نَحْنُ ٱلْيَوْمَ!‏ فَٱلْعَلَامَةُ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَسُوعُ تُبَرْهِنُ أَنَّهُ يَمْلِكُ فِي ٱلسَّمَاءِ مُنْذُ عَامِ ١٩١٤،‏ وَأَنَّنَا نَعِيشُ فِي «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ».‏ مَثَلًا،‏ إِنَّ أَحْوَالَ ٱلْعَالَمِ تَزْدَادُ سُوءًا وَرِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ يُنَادَى بِهَا فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ،‏ تَمَامًا كَمَا أَنْبَأَ يَسُوعُ.‏ (‏مت ٢٤:‏٣،‏ ٧-‏١٤‏)‏ وَبِمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ لَمْ يُخْبِرْنَا كَمْ سَتَدُومُ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةُ قَبْلَ مَجِيءِ ٱلنِّهَايَةِ،‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ وَسَاهِرِينَ.‏

٦ لِمَ نَتَوَقَّعُ أَنْ تَتَدَهْوَرَ أَحْوَالُ ٱلْعَالَمِ أَكْثَرَ كُلَّمَا ٱقْتَرَبَتِ ٱلنِّهَايَةُ؟‏

٦ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ سَيَزْدَادُونَ شَرًّا «فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ».‏ (‏٢ تي ٣:‏١،‏ ١٣؛‏ مت ٢٤:‏٢١؛‏ رؤ ١٢:‏١٢‏)‏ لِذَا،‏ مَعَ أَنَّ ٱلْأَحْوَالَ ٱلْيَوْمَ سَيِّئَةٌ جِدًّا،‏ نَحْنُ نَتَوَقَّعُ أَنَّهَا سَتَتَدَهْوَرُ أَكْثَرَ.‏ وَلٰكِنْ،‏ هَلْ يُعْقَلُ أَنْ يُشِيرَ «ٱخْتِتَامُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ» إِلَى فَتْرَةٍ أُخْرَى فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ تَصِيرُ فِيهَا أَحْوَالُ ٱلْعَالَمِ أَسْوَأَ بِكَثِيرٍ مِنَ ٱلْآنَ؟‏

٧ مَاذَا نَسْتَنْتِجُ مِنْ مَتَّى ٢٤:‏٣٧-‏٣٩ بِشَأْنِ أَحْوَالِ ٱلْعَالَمِ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟‏

٧ فَكِّرْ فِي ٱلْأَمْرِ قَلِيلًا:‏ إِلَى أَيِّ حَدٍّ تَتَوَقَّعُ أَنْ تَسُوءَ ٱلْأَحْوَالُ قَبْلَ «ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ»؟‏ (‏رؤ ٧:‏١٤‏)‏ مَثَلًا،‏ هَلْ تَتَوَقَّعُ أَنْ تَنْدَلِعَ ٱلْحُرُوبُ فِي كُلِّ ٱلْبُلْدَانِ،‏ وَيَنْقَطِعَ ٱلطَّعَامُ مِنْ كُلِّ ٱلْبُيُوتِ،‏ وَتَتَفَشَّى ٱلْأَوْبِئَةُ فِي كُلِّ ٱلْمَنَازِلِ؟‏ فِي ظِلِّ ظُرُوفٍ كَهٰذِهِ،‏ حَتَّى ٱلْمُشَكِّكُونَ سَيُجْبَرُونَ عَلَى ٱلِٱعْتِرَافِ بِأَنَّ نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَتَحَقَّقُ.‏ غَيْرَ أَنَّ يَسُوعَ قَالَ إِنَّ مُعْظَمَ ٱلنَّاسِ لَنْ «يَكْتَرِثُوا» لِحُضُورِهِ،‏ بَلْ سَيُتَابِعُونَ نَشَاطَاتِهِمِ ٱلْيَوْمِيَّةَ حَتَّى يَفُوتَ ٱلْأَوَانُ.‏ ‏(‏اقرأ متى ٢٤:‏٣٧-‏٣٩‏.‏)‏ وَعَلَيْهِ،‏ لَا تُشِيرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ إِلَى أَنَّ أَحْوَالَ ٱلْعَالَمِ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ سَتَتَفَاقَمُ إِلَى حَدٍّ يُضْطَرُّ عِنْدَهُ ٱلنَّاسُ إِلَى ٱلْإِيمَانِ بِأَنَّ ٱلنِّهَايَةَ وَشِيكَةٌ.‏ —‏ لو ١٧:‏٢٠؛‏ ٢ بط ٣:‏٣،‏ ٤‏.‏

٨ أَيُّ أَمْرٍ يَرَاهُ بِوُضُوحٍ ٱلَّذِينَ يُطِيعُونَ وَصِيَّةَ يَسُوعَ أَنْ ‹يُدَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ›؟‏

٨ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ إِتْمَامُ عَلَامَةِ حُضُورِ يَسُوعَ وَاضِحًا بِمَا يَكْفِي لِيَلْفِتَ ٱنْتِبَاهَ ٱلَّذِينَ يُطِيعُونَ وَصِيَّتَهُ أَنْ ‹يُدَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ›،‏ وَإِلَّا لَكَانَتْ هٰذِهِ ٱلْعَلَامَةُ بِلَا جَدْوَى.‏ (‏مت ٢٤:‏٢٧،‏ ٤٢‏)‏ وَهٰذَا مَا نَشْهَدُهُ مُنْذُ عَامِ ١٩١٤.‏ فَمُذَّاكَ،‏ تَتَحَقَّقُ أَوْجُهُ هٰذِهِ ٱلْعَلَامَةِ ٱلْمُرَكَّبَةِ،‏ مَا يُعْطِي دَلِيلًا قَاطِعًا أَنَّنَا نَعِيشُ ٱلْآنَ فِي «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ»،‏ وَهِيَ فَتْرَةٌ زَمَنِيَّةٌ تَمْتَدُّ مِنْ بِدَايَةِ حُضُورِ يَسُوعَ إِلَى دَمَارِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ ضِمْنًا.‏

٩ لِمَ لَا يَزَالُ عَلَيْنَا ٱلْيَوْمَ أَنْ نَتَرَقَّبَ ٱلنِّهَايَةَ؟‏

٩ إِذًا،‏ لِمَ لَا يَزَالُ عَلَيْنَا ٱلْيَوْمَ أَنْ نَتَرَقَّبَ ٱلنِّهَايَةَ؟‏ لِأَنَّنَا نُطِيعُ وَصِيَّةَ يَسُوعَ،‏ وَلِأَنَّنَا نُمَيِّزُ عَلَامَةَ حُضُورِهِ.‏ فَتَرَقُّبُنَا لَيْسَ بِسَبَبِ ٱسْتِعْدَادِنَا لِتَصْدِيقِ أَيِّ شَيْءٍ بِسَذَاجَةٍ،‏ بَلْ نَتِيجَةُ ٱعْتِمَادِنَا عَلَى أَدِلَّةٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تَدْفَعُنَا أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ وَسَاهِرِينَ.‏

إِلَى مَتَى؟‏

١٠،‏ ١١ ‏(‏أ)‏ لِمَ أَوْصَى يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ ‹يُدَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ›؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا قَالَ يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ أَنْ يَفْعَلُوا إِذَا طَالَ ٱنْتِظَارُ ٱلنِّهَايَةِ أَكْثَرَ مِمَّا تَوَقَّعُوا؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

١٠ كَثِيرُونَ مِنَّا يُدَاوِمُونَ عَلَى ٱلسَّهَرِ رُوحِيًّا مُنْذُ عُقُودٍ.‏ وَلٰكِنْ مَهْمَا طَالَتْ فَتْرَةُ ٱنْتِظَارِنَا،‏ لَا يَجِبُ أَنْ يَضْعُفَ تَصْمِيمُنَا عَلَى تَرَقُّبِ ٱلنِّهَايَةِ.‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ حِينَ يَجِيءُ يَسُوعُ لِيُنَفِّذَ ٱلدَّيْنُونَةَ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا.‏ تَذَكَّرْ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ حَثَّ أَتْبَاعَهُ قَائِلًا:‏ «اِبْقَوْا مُنْتَبِهِينَ وَمُسْتَيْقِظِينَ،‏ لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ مَتَى يَكُونُ ٱلْوَقْتُ ٱلْمُعَيَّنُ.‏ فَذٰلِكَ مِثْلُ رَجُلٍ مُسَافِرٍ تَرَكَ بَيْتَهُ وَأَعْطَى عَبِيدَهُ ٱلسُّلْطَةَ،‏ لِكُلِّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ،‏ وَأَوْصَى ٱلْبَوَّابَ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَى ٱلسَّهَرِ.‏ فَدَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ إِذًا،‏ لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ مَتَى يَأْتِي سَيِّدُ ٱلْبَيْتِ،‏ أَفِي آخِرِ ٱلنَّهَارِ،‏ أَمْ فِي مُنْتَصَفِ ٱللَّيْلِ،‏ أَمْ عِنْدَ صِيَاحِ ٱلدِّيكِ،‏ أَمْ فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ؛‏ لِئَلَّا يَصِلَ فَجْأَةً فَيَجِدَكُمْ نَائِمِينَ.‏ وَلٰكِنْ مَا أَقُولُهُ لَكُمْ،‏ أَقُولُهُ لِلْجَمِيعِ:‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ».‏ —‏ مر ١٣:‏٣٣-‏٣٧‏.‏

١١ عِنْدَمَا أَدْرَكَ أَتْبَاعُ يَسُوعَ أَنَّ حُضُورَهُ ٱبْتَدَأَ عَامَ ١٩١٤،‏ عَرَفُوا أَنَّ ٱلنِّهَايَةَ قَدْ تَأْتِي فِي أَيِّ وَقْتٍ.‏ فَتَهَيَّأُوا لِإِمْكَانِيَّةِ مَجِيئِهِ بَاكِرًا بِتَكْثِيفِ جُهُودِهِمْ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ.‏ وَمَاذَا كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَفْعَلُوا إِذَا تَأَخَّرَ مَجِيئُهُ حَتَّى ‹صِيَاحِ ٱلدِّيكِ،‏ أَوِ ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ›؟‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ ‏«دَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ».‏ لِذَا،‏ حَتَّى لَوْ طَالَ ٱنْتِظَارُهُمْ،‏ لَمْ يَكُنْ ذٰلِكَ مُبَرِّرًا لِيَعْتَبِرُوا أَنَّ ٱلنِّهَايَةَ بَعِيدَةٌ أَوْ أَنَّهَا لَنْ تَأْتِيَ فِي زَمَنِهِمْ.‏

١٢ مَاذَا سَأَلَ حَبَقُّوقُ يَهْوَهَ،‏ وَأَيُّ جَوَابٍ تَلَقَّاهُ؟‏

١٢ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ ٱلنَّبِيِّ حَبَقُّوقَ ٱلَّذِي فَوَّضَ إِلَيْهِ يَهْوَهُ أَنْ يُنْبِئَ بِدَمَارِ أُورُشَلِيمَ.‏ فَكَانَ ٱلْأَنْبِيَاءُ مِنْ قَبْلِهِ قَدْ نَادَوْا لِسَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ بِٱلرِّسَالَةِ نَفْسِهَا.‏ وَقَدْ وَصَلَتِ ٱلْأُمُورُ إِلَى حَدِّ أَنَّ ‹ٱلشِّرِّيرَ أَحَاطَ بِٱلْبَارِّ وَخَرَجَ ٱلْعَدْلُ مُعْوَجًّا›.‏ لِذَا،‏ لَمْ يَكُنْ مُسْتَغْرَبًا أَنْ يَسْأَلَ حَبَقُّوقُ:‏ «إِلَى مَتَى يَا يَهْوَهُ أَسْتَغِيثُ؟‏».‏ وَعِوَضَ أَنْ يُجِيبَهُ يَهْوَهُ عَنْ سُؤَالِهِ مُبَاشَرَةً،‏ أَكَّدَ لَهُ أَنَّ ٱلنِّهَايَةَ ٱلْمُنْبَأَ بِهَا «لَنْ تَتَأَخَّرَ»،‏ وَأَوْصَاهُ أَنْ ‹يَتَرَقَّبَهَا›.‏ —‏ اقرأ حبقوق ١:‏١-‏٤؛‏ ٢:‏٣‏.‏

١٣ أَيُّ مَوْقِفٍ كَانَ بِإِمْكَانِ حَبَقُّوقَ أَنْ يَتَبَنَّاهُ،‏ وَلِمَ كَانَ ذٰلِكَ خَطِرًا؟‏

١٣ تَخَيَّلْ أَنَّ حَبَقُّوقَ تَثَبَّطَ وَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ:‏ ‹أَنَا أَسْمَعُ عَنْ دَمَارِ أُورُشَلِيمَ مُنْذُ سِنِينَ.‏ مَاذَا لَوْ أَنَّ ٱلنِّهَايَةَ لَا تَزَالُ بَعِيدَةً؟‏ لَيْسَ مَنْطِقِيًّا أَنْ أَسْتَمِرَّ فِي ٱلتَّنَبُّؤِ بِدَمَارِهَا كَمَا لَوْ أَنَّهُ سَيَحْدُثُ قَرِيبًا.‏ فَلْيَقُمْ غَيْرِي بِهٰذَا ٱلْعَمَلِ›.‏ لَوْ تَأَمَّلَ حَبَقُّوقُ فِي أَفْكَارٍ كَهٰذِهِ،‏ لَخَسِرَ مَوْقِفَهُ ٱلْبَارَّ أَمَامَ يَهْوَهَ،‏ وَلَرُبَّمَا خَسِرَ حَيَاتَهُ خِلَالَ دَمَارِ أُورُشَلِيمَ عَلَى أَيْدِي ٱلْبَابِلِيِّينَ!‏

١٤ لِمَ نَحْنُ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ أَمَلَنَا لَنْ يَخِيبَ إِذَا تَرَقَّبْنَا ٱلنِّهَايَةَ؟‏

١٤ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ،‏ سَنَنْظُرُ إِلَى ٱلْوَرَاءِ وَنَتَأَمَّلُ كَيْفَ تَحَقَّقَتْ كُلُّ ٱلنُّبُوَّاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ.‏ وَهٰذَا سَيُقَوِّي ثِقَتَنَا بِيَهْوَهَ وَوُعُودِهِ ٱلَّتِي سَتَتِمُّ فِي مَا بَعْدُ.‏ ‏(‏اقرأ يشوع ٢٣:‏١٤‏.‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّنَا سَنَكُونُ شَاكِرِينَ أَنَّ ٱللهَ ‹حَدَّدَ ٱلْأَزْمِنَةَ وَٱلْأَوْقَاتَ›،‏ وَأَوْصَانَا أَنْ نَعِيشَ حَيَاتَنَا مُتَذَكِّرِينَ أَنَّ «نِهَايَةَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِ ٱقْتَرَبَتْ».‏ —‏ اع ١:‏٧؛‏ ١ بط ٤:‏٧‏.‏

اَلتَّرَقُّبُ لَا يَعْنِي ٱلْبَقَاءَ مَكْتُوفِي ٱلْأَيْدِي

هَلْ تُشَارِكُ بِغَيْرَةٍ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٥.‏)‏

١٥،‏ ١٦ لِمَ تَكْثِيفُ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ هُوَ ٱلْإِجْرَاءُ ٱلَّذِي يُمْلِيهِ عَلَيْنَا ٱلْمَنْطِقُ فِي وَقْتِنَا هٰذَا؟‏

١٥ لَنْ تَكُفَّ هَيْئَةُ يَهْوَهَ عَنْ تَذْكِيرِنَا بِأَنْ نَتَحَلَّى بِرُوحِ ٱلْإِلْحَاحِ فِي خِدْمَتِهِ.‏ وَهٰذِهِ ٱلتَّذْكِيرَاتُ لَا تُبْقِينَا مَشْغُولِينَ بِخِدْمَةِ ٱللهِ فَحَسْبُ،‏ بَلْ تُبْقِينَا أَيْضًا مُنْتَبِهِينَ أَنَّ عَلَامَةَ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ تَتِمُّ ٱلْآنَ.‏ فَمَا هُوَ رَدُّ ٱلْفِعْلِ ٱلْمَنْطِقِيُّ نَظَرًا لِلْوَقْتِ ٱلَّذِي نَعِيشُ فِيهِ؟‏ يَنْبَغِي أَنْ نُدَاوِمَ أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِ ٱللهِ وَبِرِّهِ بِٱلْمُشَارَكَةِ بِغَيْرَةٍ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ.‏ —‏ مت ٦:‏٣٣؛‏ مر ١٣:‏١٠‏.‏

١٦ تُعَلِّقُ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ:‏ «عِنْدَمَا نَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ ٱللهِ،‏ نُسَاهِمُ .‏ .‏ .‏ فِي إِنْقَاذِ ٱلنَّاسِ مِنْ مَوْتٍ مُحَتَّمٍ فِي ٱلْكَارِثَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْقَادِمَةِ».‏ وَتُدْرِكُ هٰذِهِ ٱلْأُخْتُ أَهَمِّيَّةَ إِنْقَاذِ ٱلْآخَرِينَ،‏ لِأَنَّهَا وَزَوْجَهَا كَانَا بَيْنَ ٱلنَّاجِينَ مِنْ إِحْدَى أَسْوَإِ ٱلْكَوَارِثِ ٱلْبَحْرِيَّةِ فِي ٱلتَّارِيخِ:‏ غَرَقِ ٱلْبَاخِرَةِ فِيلْهِلْم غُوسْتْلُوف سَنَةَ ١٩٤٥.‏ وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ،‏ حَتَّى فِي مَوَاقِفَ بِهٰذِهِ ٱلْخُطُورَةِ،‏ يُخْطِئُ فِي تَحْدِيدِ أَوْلَوِيَّاتِهِ.‏ فَمَعَ أَنَّ ٱلسَّفِينَةَ كَانَتْ تَغْرَقُ،‏ تَتَذَكَّرُ ٱلْأُخْتُ ٱمْرَأَةً بَقِيَتْ تُوَلْوِلُ:‏ «حَقَائِبِي!‏ حَقَائِبِي!‏ مُجَوْهَرَاتِي!‏ كُلُّ مُجَوْهَرَاتِي مَوْجُودَةٌ فِي ٱلْحُجْرَةِ فِي ٱلْأَسْفَلِ.‏ خَسِرْتُ كُلَّ شَيْءٍ!‏».‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ دَفَعَتِ ٱلنَّخْوَةُ عِدَّةَ مُسَافِرِينَ إِلَى ٱلْمُجَازَفَةِ بِحَيَاتِهِمْ لِيُنْقِذُوا ٱلنَّاسَ ٱلَّذِينَ وَقَعُوا فِي مِيَاهِ ٱلْبَحْرِ ٱلْمُتَجَمِّدَةِ.‏ وَعَلَى غِرَارِ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُسَافِرِينَ غَيْرِ ٱلْأَنَانِيِّينَ،‏ نَبْذُلُ مَا فِي وِسْعِنَا لِمُسَاعَدَةِ ٱلنَّاسِ.‏ فَنُحَافِظُ عَلَى رُوحِ ٱلْإِلْحَاحِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ،‏ وَنُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ قَبْلَ فَوَاتِ ٱلْأَوَانِ عَلَى ٱلنَّجَاةِ مِنَ ٱلْكَارِثَةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْقَادِمَةِ.‏

هَلْ تَتَّخِذُ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْحَكِيمَةَ لِئَلَّا تَسْلُبَكَ ٱلتَّلْهِيَاتُ رُوحَ ٱلْإِلْحَاحِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٧.‏)‏

١٧ لِمَ نَحْنُ مُقْتَنِعُونَ أَنَّ ٱلنِّهَايَةَ يُمْكِنُ أَنْ تَأْتِيَ فِي أَيَّةِ لَحْظَةٍ؟‏

١٧ تَدُلُّ ٱلْأَحْدَاثُ ٱلْعَالَمِيَّةُ بِوُضُوحٍ أَنَّ نُبُوَّةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَتِمُّ ٱلْآنَ وَأَنَّ نِهَايَةَ هٰذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ وَشِيكَةٌ.‏ فَلَا نَعْتَقِدْ أَنَّهُ يَلْزَمُ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْوَقْتِ بَعْدُ لِتَصِلَ حَالَةُ ٱلْعَالَمِ إِلَى مَرْحَلَةِ إِتْمَامِ ٱلرُّؤْيَا ١٧:‏١٦ حِينَ تَقُومُ «ٱلْقُرُونُ ٱلْعَشَرَةُ .‏ .‏ .‏ وَٱلْوَحْشُ» عَلَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ،‏ أَيِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ.‏ وَلْنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ ٱللهَ ‹سَيَضَعُ فِي قُلُوبِهِمْ› أَنْ يُنَفِّذُوا هٰذَا ٱلْأَمْرَ،‏ وَيُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ ذٰلِكَ بِسُرْعَةٍ وَفِي أَيَّةِ لَحْظَةٍ.‏ (‏رؤ ١٧:‏١٧‏)‏ حَقًّا،‏ إِنَّ نِهَايَةَ هٰذَا ٱلنِّظَامِ بِكَامِلِهِ لَيْسَتْ بِبَعِيدَةٍ.‏ فَكَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى تَحْذِيرِ يَسُوعَ:‏ «اِنْتَبِهُوا لِأَنْفُسِكُمْ لِئَلَّا تَثْقُلَ قُلُوبُكُمْ بِٱلْإِفْرَاطِ فِي ٱلْأَكْلِ وَٱلْإِسْرَافِ فِي ٱلشُّرْبِ وَهُمُومِ ٱلْحَيَاةِ،‏ فَيَدْهَمَكُمْ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ فَجْأَةً مِثْلَ شَرَكٍ»!‏ (‏لو ٢١:‏٣٤،‏ ٣٥؛‏ رؤ ١٦:‏١٥‏)‏ فَلْنُصَمِّمْ أَنْ نَتَحَلَّى بِرُوحِ ٱلْإِلْحَاحِ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ،‏ وَاثِقِينَ أَنَّهُ «يَعْمَلُ لِمَنْ يَتَرَقَّبُهُ».‏ —‏ اش ٦٤:‏٤‏.‏

١٨ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

١٨ بَيْنَمَا نَنْتَظِرُ نِهَايَةَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ هٰذَا،‏ لِنُصْغِ إِلَى كَلِمَاتِ ٱلتِّلْمِيذِ يَهُوذَا ٱلْمُوحَى بِهَا:‏ «أَمَّا أَنْتُمْ،‏ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ،‏ فَبِبُنْيَانِ أَنْفُسِكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ ٱلْأَقْدَسِ،‏ وَبِٱلصَّلَاةِ بِرُوحٍ قُدُسٍ،‏ ٱحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ،‏ مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ،‏ وَٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ نُصْبُ أَعْيُنِكُمْ».‏ (‏يه ٢٠،‏ ٢١‏)‏ وَلٰكِنْ،‏ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نَتَرَقَّبُ عَالَمَ ٱللهِ ٱلْجَدِيدَ ٱلْمَوْعُودَ بِهِ وَأَنَّنَا نَتَشَوَّقُ إِلَى ٱلْعَيْشِ فِيهِ؟‏ هٰذَا مَا سَنُنَاقِشُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

^ ‎الفقرة 1‏ تَجِدُ قَائِمَةً بِبَعْضِ نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنِ ٱلْمَسِيَّا وَإِتْمَامِهَا فِي ٱلصَّفْحَةِ ٢٠٠ مِنْ كِتَابِ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟‏‏.‏