الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

تأمَّلْ في محبة يهوه اللامتناهية

تأمَّلْ في محبة يهوه اللامتناهية

‏«أَتَأَمَّلُ فِي جَمِيعِ أَفْعَالِكَ».‏ —‏ مز ٧٧:‏١٢‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٨،‏ ٦١

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ مَا ٱلَّذِي يُقْنِعُكَ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّ شَعْبَهُ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ حَاجَةٍ غَرَسَهَا ٱللهُ فِي ٱلْإِنْسَانِ؟‏

لِمَ أَنْتَ عَلَى ٱقْتِنَاعٍ بِأَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّ شَعْبَهُ؟‏ قَبْلَ أَنْ تُجِيبَ عَلَى هٰذَا ٱلسُّؤَالِ،‏ تَأَمَّلْ فِي هٰذِهِ ٱلْأَمْثِلَةِ:‏ بَقِيَ ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ لِعِدَّةِ سَنَوَاتٍ يُشَجِّعُونَ بِلُطْفٍ أُخْتًا ٱسْمُهَا تَايْلِين أَنْ تَكُونَ مُتَّزِنَةً وَلَا تُحَمِّلَ نَفْسَهَا فَوْقَ طَاقَتِهَا.‏ تَقُولُ:‏ «لَوْ لَمْ يُحِبَّنِي يَهْوَهُ،‏ لَمَا أَحَاطَنِي بِمَشُورَتِهِ بِٱسْتِمْرَارٍ».‏ وَتَقُولُ بْرِيجِيتُ ٱلَّتِي رَبَّتْ وَحْدَهَا وَلَدَيْنِ بَعْدَ مَوْتِ زَوْجِهَا:‏ «تَرْبِيَةُ ٱلْأَوْلَادِ فِي نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ مِنْ أَصْعَبِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ،‏ وَخُصُوصًا بِٱلنِّسْبَةِ لِوَالِدٍ مُتَوَحِّدٍ.‏ لٰكِنِّي مُقْتَنِعَةٌ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّنِي لِأَنَّهُ يُرْشِدُنِي فِي أَحْلَكِ ٱلظُّرُوفِ،‏ وَلَا يَدَعُنِي أُجَرَّبُ فَوْقَ مَا أَسْتَطِيعُ تَحَمُّلَهُ».‏ (‏١ كو ١٠:‏١٣‏)‏ أَمَّا سَانْدْرَا فَتُعَانِي مِنْ مَرَضٍ لَا شِفَاءَ مِنْهُ.‏ وَفِي أَحَدِ ٱلْمَحَافِلِ،‏ خَصَّتْهَا أُخْتٌ بِٱهْتِمَامِهَا.‏ يُعَبِّرُ زَوْجُ سَانْدْرَا قَائِلًا:‏ «مَعَ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ ٱلْأُخْتَ شَخْصِيًّا،‏ فَرِحْنَا كَثِيرًا بِٱهْتِمَامِهَا ٱلْعَمِيقِ.‏ فَتَعَابِيرُ ٱلْمَحَبَّةِ مِنْ إِخْوَانِنَا،‏ حَتَّى ٱلصَّغِيرَةُ مِنْهَا،‏ تُؤَكِّدُ لِي كَمْ يُحِبُّنَا يَهْوَهُ».‏

٢ لَقَدْ غَرَسَ ٱللهُ فِي ٱلْإِنْسَانِ ٱلْحَاجَةَ إِلَى أَنْ يُحِبَّ وَيُحَبَّ.‏ وَمِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نَتَثَبَّطَ وَنَشْعُرَ أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَعُدْ يُحِبُّنَا حِينَ تَحِلُّ بِنَا كَارِثَةٌ،‏ نُصَابُ بِخَيْبَةِ أَمَلٍ،‏ تَتَدَهْوَرُ صِحَّتُنَا،‏ نُعَانِي مِنْ مَشَاكِلَ ٱقْتِصَادِيَّةٍ،‏ أَوْ حِينَ لَا تُسْفِرُ خِدْمَتُنَا عَنْ نَتَائِجَ جَيِّدَةٍ.‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ،‏ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّنَا ثَمِينُونَ فِي نَظَرِ ٱللهِ وَأَنَّهُ ‹يُمْسِكُ بِيَمِينِنَا› وَيُسَاعِدُنَا.‏ وَهُوَ لَنْ يَنْسَانَا إِذَا كُنَّا أُمَنَاءَ لَهُ.‏ —‏ اش ٤١:‏١٣؛‏ ٤٩:‏١٥‏.‏

٣ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى تَقْوِيَةِ ٱقْتِنَاعِنَا بِأَنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ لَنَا لَا تَنْتَهِي؟‏

٣ إِنَّ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْمَذْكُورِينَ آنِفًا وَاثِقُونَ بِأَنَّ يَهْوَهَ كَانَ مَعَهُمْ فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ.‏ وَبِإِمْكَانِنَا نَحْنُ أَيْضًا ٱمْتِلَاكُ هٰذِهِ ٱلثِّقَةِ.‏ (‏مز ١١٨:‏٦،‏ ٧‏)‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَرَى كَيْفَ تَتَجَلَّى مَحَبَّةُ يَهْوَهَ فِي (‏١)‏ أَعْمَالِهِ ٱلْخَلْقِيَّةِ،‏ (‏٢)‏ كَلِمَتِهِ ٱلْمُوحَى بِهَا،‏ (‏٣)‏ ٱمْتِيَازِ ٱلصَّلَاةِ،‏ وَ (‏٤)‏ تَدْبِيرِ ٱلْفِدْيَةِ.‏ فَٱلتَّأَمُّلُ فِي نِعَمِ يَهْوَهَ يُعَمِّقُ ٱمْتِنَانَنَا عَلَى مَحَبَّتِهِ ٱلَّتِي لَا تَنْتَهِي.‏ —‏ اقرإ المزمور ٧٧:‏١١،‏ ١٢‏.‏

تَأَمَّلْ فِي أَعْمَالِ يَهْوَهَ ٱلْخَلْقِيَّةِ

٤ مَاذَا يَكْشِفُ ٱلتَّأَمُّلُ فِي أَعْمَالِ يَهْوَهَ ٱلْخَلْقِيَّةِ؟‏

٤ يَكْشِفُ ٱلتَّأَمُّلُ فِي أَعْمَالِ يَهْوَهَ ٱلْخَلْقِيَّةِ أَنَّ مَحَبَّتَهُ لَنَا لَا تَنْقَطِعُ أَبَدًا.‏ فَعَمَلِيَّةُ ٱلْخَلْقِ بِحَدِّ ذَاتِهَا دَلِيلٌ عَلَى مَحَبَّةِ ٱللهِ.‏ (‏رو ١:‏٢٠‏)‏ وَقَدْ صَمَّمَ ٱلْأَرْضَ حَتَّى نَعِيشَ عَلَيْهَا وَنَتَمَتَّعَ بِٱلْحَيَاةِ.‏ فَهُوَ لَمْ يَكْتَفِ بِسَدِّ حَاجَتِنَا إِلَى ٱلطَّعَامِ،‏ بَلْ جَعَلَ ٱلْأَرْضَ تُنْتِجُ أَنْوَاعًا لَا تُحْصَى مِنَ ٱلنَّبَاتَاتِ وَٱلْأَطْعِمَةِ ٱلْمُغَذِّيَةِ.‏ وَخَلَقَ فِينَا ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱلتَّلَذُّذِ بِٱلطَّعَامِ ٱلَّذِي نَتَنَاوَلُهُ!‏ (‏جا ٩:‏٧‏)‏ تَقُولُ كَاثْرِين،‏ أُخْتٌ فِي كَنَدَا تَسْتَمْتِعُ كَثِيرًا بِمُرَاقَبَةِ ٱلطَّبِيعَةِ وَٱلْحَيَوَانَاتِ،‏ خَاصَّةً فِي فَصْلِ ٱلرَّبِيعِ:‏ «إِنَّهُ لَمِنَ ٱلْمُذْهِلِ كَيْفَ يَنْبِضُ كُلُّ شَيْءٍ بِٱلْحَيَاةِ،‏ مِنَ ٱلْأَزْهَارِ ٱلَّتِي تَعْرِفُ مَوْعِدَ ٱنْبِثَاقِهَا مِنَ ٱلْأَرْضِ إِلَى ٱلطُّيُورِ ٱلَّتِي تَرْجِعُ مِنْ هِجْرَتِهَا،‏ وَمِنْ بَيْنِهَا طَائِرُ ٱلطَّنَّانِ ٱلصَّغِيرُ ٱلَّذِي يَجِدُ طَرِيقَهُ إِلَى ٱلطَّعَامِ ٱلَّذِي وَضَعْتُهُ لَهُ خَارِجَ نَافِذَةِ مَطْبَخِي.‏ لَا بُدَّ أَنَّ يَهْوَهَ أَوْجَدَ مَبَاهِجَ ٱلْحَيَاةِ هٰذِهِ لِأَنَّهُ يُحِبُّنَا».‏ فَأَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ يُسَرُّ بِخَلِيقَتِهِ،‏ وَيُرِيدُ أَنْ نَتَمَتَّعَ بِهَا نَحْنُ أَيْضًا.‏ —‏ اع ١٤:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

٥ كَيْفَ تَتَجَلَّى مَحَبَّةُ يَهْوَهَ فِي ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي خَلَقَ بِهَا ٱلْإِنْسَانَ؟‏

٥ لَقَدْ خَلَقَ يَهْوَهُ فِينَا ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱلْقِيَامِ بِعَمَلٍ نَافِعٍ وَٱلتَّمَتُّعِ بِهِ.‏ (‏جا ٢:‏٢٤‏)‏ وَقَصَدَ أَنْ يَمْلَأَ ٱلْبَشَرُ ٱلْأَرْضَ وَيُخْضِعُوهَا وَيَتَسَلَّطُوا عَلَى ٱلْأَسْمَاكِ وَٱلطُّيُورِ وَغَيْرِهَا مِنَ ٱلْمَخْلُوقَاتِ.‏ (‏تك ١:‏٢٦-‏٢٨‏)‏ كَمَا أَوْجَدَ فِينَا صِفَاتٍ جَمِيلَةً تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِهِ.‏ —‏ اف ٥:‏١‏.‏

قَدِّرْ كَلِمَةَ ٱللهِ ٱلْمُوحَى بِهَا

٦ مَاذَا يَكْشِفُ لَنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ؟‏

٦ أَعْرَبَ ٱللهُ عَنْ مَحَبَّةٍ عَظِيمَةٍ حِينَ أَعْطَانَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ.‏ فَكَلِمَتُهُ تَكْشِفُ لَنَا مَا نَحْتَاجُ إِلَى مَعْرِفَتِهِ عَنْهُ وَعَنْ تَعَامُلَاتِهِ مَعَ ٱلْبَشَرِ.‏ مَثَلًا،‏ تُخْبِرُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ كَيْفَ تَعَامَلَ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ تَمَرَّدُوا عَلَيْهِ مِرَارًا وَتَكْرَارًا.‏ يَقُولُ ٱلْمَزْمُور ٧٨:‏٣٨‏:‏ «كَانَ رَحِيمًا،‏ يُكَفِّرُ عَنِ ٱلذَّنْبِ وَلَا يُهْلِكُ.‏ وَكَثِيرًا مَا رَدَّ غَضَبَهُ،‏ وَلَمْ يُثِرْ كُلَّ سُخْطِهِ».‏ وَٱلتَّأَمُّلُ فِي هٰذِهِ ٱلْآيَةِ يُمْكِنُ أَنْ يُرِيَكَ كَمْ يُحِبُّكَ يَهْوَهُ وَيَهُمُّهُ أَمْرُكَ.‏ فَكُنْ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّهُ يَهْتَمُّ بِكَ كَثِيرًا.‏ —‏ اقرأ ١ بطرس ٥:‏٦،‏ ٧‏.‏

٧ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نُقَدِّرَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ؟‏

٧ يَلْزَمُ أَنْ نُقَدِّرَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ،‏ لِأَنَّهُ ٱلْوَسِيلَةُ ٱلرَّئِيسِيَّةُ ٱلَّتِي يَتَوَاصَلُ بِهَا ٱللهُ مَعَنَا.‏ وَكَمَا تَقْوَى أَوَاصِرُ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلثِّقَةِ بَيْنَ ٱلْأَبَوَيْنِ وَأَوْلَادِهِمَا عَبْرَ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلْجَيِّدِ،‏ كَذٰلِكَ عَلَاقَتُنَا بِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ يَهْوَهَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَمْ نَرَهُ وَلَمْ نَسْمَعْ صَوْتَهُ،‏ غَيْرَ أَنَّهُ «يَتَكَلَّمُ» مَعَنَا بِوَاسِطَةِ كَلِمَتِهِ ٱلْمُوحَى بِهَا،‏ وَعَلَيْنَا أَنْ نُصْغِيَ إِلَيْهِ بِٱسْتِمْرَارٍ.‏ (‏اش ٣٠:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُرْشِدَنَا وَيَحْمِيَنَا مِنَ ٱلْأَذَى،‏ وَيُرِيدُ مِنَّا أَنْ نَتَعَرَّفَ وَنَثِقَ بِهِ.‏ —‏ اقرإ المزمور ١٩:‏٧-‏١١؛‏ امثال ١:‏٣٣‏.‏

مَعَ أَنَّ يَهْوَهَ أَنَّبَ يَهُوشَافَاطَ بِوَاسِطَةِ يَاهُو،‏ وَجَدَ فِيهِ ‹أُمُورًا صَالِحَةً› (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ٨،‏ ٩.‏)‏

٨،‏ ٩ مَاذَا يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَعْرِفَ؟‏ أَعْطِ مِثَالًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏

٨ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّهُ يُحِبُّنَا وَلَا يُرَكِّزُ عَلَى نَقَائِصِنَا.‏ فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُبَيِّنُ أَنَّهُ يَبْحَثُ عَمَّا هُوَ صَالِحٌ فِينَا.‏ (‏٢ اخ ١٦:‏٩‏)‏ لَاحِظْ مَثَلًا كَيْفَ تَعَامَلَ مَعَ يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا.‏ فَفِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ،‏ وَافَقَ يَهُوشَافَاطُ بِحَمَاقَةٍ عَلَى مُرَافَقَةِ أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ فِي حَمْلَةٍ عَسْكَرِيَّةٍ لِٱسْتِرْدَادِ رَامُوتَ جِلْعَادَ مِنَ ٱلْأَرَامِيِّينَ.‏ وَمَعَ أَنَّ ٤٠٠ نَبِيٍّ كَاذِبٍ أَكَّدُوا لِأَخْآبَ أَنَّهُ سَيَنْجَحُ فِي مَسْعَاهُ،‏ أَكَّدَ لَهُ نَبِيُّ يَهْوَهَ ٱلْحَقِيقِيُّ مِيخَايَا أَنَّهُ سَيُهْزَمُ لَا مَحَالَةَ.‏ فَمَاتَ أَخْآبُ فِي ٱلْمَعْرَكَةِ،‏ وَبِٱلْكَادِ نَجَا يَهُوشَافَاطُ مِنَ ٱلْمَوْتِ.‏ وَعِنْدَ رُجُوعِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ أَنَّبَهُ يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ يَاهُو بْنِ حَنَانِي صَاحِبِ ٱلرُّؤَى عَلَى تَحَالُفِهِ مَعَ أَخْآبَ.‏ لٰكِنَّهُ قَالَ لَهُ أَيْضًا:‏ «وُجِدَتْ فِيكَ أُمُورٌ صَالِحَةٌ».‏ —‏ ٢ اخ ١٨:‏٤،‏ ٥،‏ ١٨-‏٢٢،‏ ٣٣،‏ ٣٤؛‏ ١٩:‏١-‏٣‏.‏

٩ فَفِي بِدَايَةِ مُلْكِهِ،‏ أَمَرَ يَهُوشَافَاطُ أَنْ يَعْبُرَ ٱلرُّؤَسَاءُ وَٱللَّاوِيُّونَ فِي جَمِيعِ مُدُنِ يَهُوذَا،‏ وَمَعَهُمْ أَلِيشَامَاعُ وَيَهُورَامُ ٱلْكَاهِنَانِ،‏ لِيُعَلِّمُوا ٱلشَّعْبَ شَرِيعَةَ يَهْوَهَ.‏ وَكَانَتِ ٱلْحَمْلَةُ فَعَّالَةً جِدًّا لِدَرَجَةِ أَنَّ ٱلْأُمَمَ ٱلْمُحِيطَةَ بِشَعْبِ إِسْرَائِيلَ بَدَأَتْ تَخَافُ يَهْوَهَ.‏ (‏٢ اخ ١٧:‏٣-‏١٠‏)‏ وَٱلْأُمُورُ ٱلصَّالِحَةُ ٱلَّتِي فَعَلَهَا يَهُوشَافَاطُ لَمْ يَنْسَهَا يَهْوَهُ حِينَ ٱتَّخَذَ هٰذَا ٱلْمَلِكُ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ قَرَارًا خَاطِئًا.‏ وَهٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ تُذَكِّرُنَا أَنَّ يَهْوَهَ سَيَظَلُّ يُحِبُّنَا رَغْمَ نَقْصِنَا ٱلْبَشَرِيِّ إِذَا سَعَيْنَا جَاهِدِينَ لِإِرْضَائِهِ.‏

أَعِزَّ ٱمْتِيَازَ ٱلصَّلَاةِ

١٠،‏ ١١ ‏(‏أ)‏ لِمَ ٱلصَّلَاةُ هِبَةٌ فَرِيدَةٌ مِنْ يَهْوَهَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَجِيبَ ٱللهُ صَلَوَاتِنَا؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

١٠ يَصْرِفُ ٱلْأَبُ ٱلْمُحِبُّ وَقْتًا لِيُصْغِيَ إِلَى أَوْلَادِهِ حِينَ يُرِيدُونَ ٱلتَّحَدُّثَ إِلَيْهِ.‏ فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَعْرِفَ مَخَاوِفَهُمْ وَهُمُومَهُمْ لِأَنَّهُ يَهْتَمُّ بِمَشَاعِرِهِمْ.‏ وَبِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ يُصْغِي أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ يَهْوَهُ حِينَ نُصَلِّي إِلَيْهِ.‏ فَيَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ ثَمِينٍ أَنْ نَتَوَاصَلَ مَعَهُ فِي ٱلصَّلَاةِ!‏

١١ بِمَقْدُورِنَا أَنْ نَتَحَدَّثَ إِلَى يَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ وَقْتَمَا نُرِيدُ،‏ لِأَنَّهُ صَدِيقُنَا وَمُسْتَعِدٌّ دَائِمًا لِلِٱسْتِمَاعِ إِلَيْنَا.‏ تَقُولُ تَايْلِينُ ٱلْمَذْكُورَةُ آنِفًا:‏ «يُمْكِنُكَ أَنْ تَقُولَ لَهُ أَيَّ شَيْءٍ يَجُولُ فِي بَالِكَ».‏ وَعِنْدَمَا نُعَبِّرُ لِلهِ عَنْ مَكْنُونَاتِ قَلْبِنَا،‏ قَدْ يَسْتَجِيبُ لَنَا عَبْرَ آيَةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ مَقَالَةٍ فِي إِحْدَى مَجَلَّاتِنَا،‏ أَوْ كَلِمَةٍ مُشَجِّعَةٍ مِنْ أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ.‏ فَهُوَ يَسْمَعُ تَضَرُّعَاتِنَا وَيَفْهَمُ مَشَاعِرَنَا حَتَّى حِينَ لَا يَفْهَمُهَا ٱلْآخَرُونَ.‏ وَٱسْتِجَابَتُهُ لِصَلَوَاتِنَا دَلِيلٌ أَنَّهُ يُكِنُّ لَنَا مَحَبَّةً لَامُتَنَاهِيَةً.‏

١٢ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي ٱلصَّلَوَاتِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏ أَعْطِ مِثَالًا.‏

١٢ يُمْكِنُنَا أَنْ نَسْتَمِدَّ دُرُوسًا مُهِمَّةً مِنَ ٱلصَّلَوَاتِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ.‏ لِذَا،‏ مِنَ ٱلْمُفِيدِ أَنْ نَتَأَمَّلَ أَحْيَانًا فِي بَعْضِهَا أَثْنَاءَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ.‏ فَٱلتَّأَمُّلُ فِي ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي عَبَّرَ بِهَا خُدَّامُ يَهْوَهَ فِي ٱلْمَاضِي عَنْ مَشَاعِرِهِمِ ٱلدَّفِينَةِ يُغْنِي صَلَوَاتِنَا.‏ فَكِّرْ مَثَلًا فِي صَلَاةِ يُونَانَ ٱلْمُتَوَاضِعَةِ وَهُوَ فِي جَوْفِ سَمَكَةٍ كَبِيرَةٍ.‏ (‏يون ١:‏١٧–‏٢:‏١٠‏)‏ رَاجِعْ صَلَاةَ سُلَيْمَانَ ٱلنَّابِعَةَ مِنَ ٱلْقَلْبِ عِنْدَ تَدْشِينَ ٱلْهَيْكَلِ.‏ (‏١ مل ٨:‏٢٢-‏٥٣‏)‏ وَتَأَمَّلْ فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ ٱلَّتِي عَلَّمَنَا إِيَّاهَا يَسُوعُ.‏ (‏مت ٦:‏٩-‏١٣‏)‏ وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا أَنْ ‹تُعْرَفَ طَلِبَاتُنَا لَدَى ٱللهِ› عَلَى ٱلدَّوَامِ.‏ ‹فَسَلَامُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ يَحْرُسُ قُلُوبَنَا وَقُوَانَا ٱلْعَقْلِيَّةَ› إِذَا وَاظَبْنَا عَلَى ٱلصَّلَاةِ.‏ وَهٰكَذَا،‏ يَزِيدُ ٱمْتِنَانُنَا لِيَهْوَهَ مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ ٱلَّتِي لَا تَنْتَهِي.‏ —‏ في ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

قَدِّرْ تَدْبِيرَ ٱلْفِدْيَةِ

١٣ أَيَّةُ فُرْصَةٍ مُتَاحَةٌ لِلْبَشَرِ بِفَضْلِ تَدْبِيرِ ٱلْفِدْيَةِ؟‏

١٣ هَيَّأَ لَنَا يَهْوَهُ تَدْبِيرَ ٱلْفِدْيَةِ «لِنَحْيَا».‏ (‏١ يو ٤:‏٩‏)‏ وَفِي ٱلْإِشَارَةِ إِلَى هٰذَا ٱلتَّعْبِيرِ ٱلْعَظِيمِ عَنْ مَحَبَّةِ ٱللهِ،‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «اَلْمَسِيحُ .‏ .‏ .‏ مَاتَ عَنِ ٱلْكَافِرِينَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ.‏ وَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يَمُوتُ مِنْ أَجْلِ إِنْسَانٍ بَارٍّ،‏ أَمَّا مِنْ أَجْلِ إِنْسَانٍ صَالِحٍ فَرُبَّمَا يَجْسُرُ أَحَدٌ أَنْ يَمُوتَ.‏ أَمَّا ٱللهُ فَبَيَّنَ لَنَا فَضْلَ مَحَبَّتِهِ بِأَنَّهُ إِذْ كُنَّا بَعْدُ خُطَاةً مَاتَ ٱلْمَسِيحُ عَنَّا».‏ (‏رو ٥:‏٦-‏٨‏)‏ وَقَدْ فَتَحَتِ ٱلْفِدْيَةُ ٱلْمَجَالَ أَمَامَ ٱلْبَشَرِ لِيَتَمَتَّعُوا بِعَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بِيَهْوَهَ.‏

١٤،‏ ١٥ مَاذَا تَعْنِي ٱلْفِدْيَةُ (‏أ)‏ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ؟‏ (‏ب)‏ لِذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ؟‏

١٤ نَتِيجَةَ تَدْبِيرِ ٱلْفِدْيَةِ،‏ يَشْعُرُ فَرِيقٌ صَغِيرٌ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِشَكْلٍ خُصُوصِيٍّ بِمَحَبَّةِ يَهْوَهَ ٱللَّامُتَنَاهِيَةِ.‏ (‏يو ١:‏١٢،‏ ١٣؛‏ ٣:‏٥-‏٧‏)‏ فَإِذْ مُسِحَ هٰؤُلَاءِ بِرُوحٍ قُدُسٍ،‏ صَارُوا «أَوْلَادَ ٱللهِ».‏ (‏رو ٨:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وَقَدْ قَالَ بُولُسُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ رُفَقَائِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ:‏ «أَقَامَنَا مَعًا وَأَجْلَسَنَا مَعًا فِي ٱلْأَمَاكِنِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».‏ (‏اف ٢:‏٦‏)‏ وَهُمْ يَشْغَلُونَ هٰذِهِ ٱلْمَكَانَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ لِأَنَّهُمْ ‹خُتِمُوا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلْمَوْعُودِ بِهِ،‏ ٱلَّذِي هُوَ عُرْبُونُ مِيرَاثِهِمْ›،‏ أَيِ ‹ٱلرَّجَاءِ ٱلْمَحْفُوظِ لَهُمْ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ›.‏ —‏ اف ١:‏١٣،‏ ١٤؛‏ كو ١:‏٥‏.‏

١٥ أَمَّا أَغْلَبِيَّةُ ٱلْبَشَرِ ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِٱلْفِدْيَةِ،‏ فَٱلطَّرِيقُ مَفْتُوحَةٌ أَمَامَهُمْ لِيَصِيرُوا أَصْدِقَاءَ لِيَهْوَهَ عَلَى أَمَلِ أَنْ يَتَبَنَّاهُمْ كَأَوْلَادٍ لَهُ وَيَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ.‏ وَهٰكَذَا يُظْهِرُ يَهْوَهُ مَحَبَّتَهُ لِلْعَالَمِ أَجْمَعَ بِوَاسِطَةِ فِدْيَةِ ٱلْمَسِيحِ.‏ (‏يو ٣:‏١٦‏)‏ فَإِذَا بَقِينَا نَخْدُمُ يَهْوَهَ بِأَمَانَةٍ،‏ فَسَنَتَمَتَّعُ بِأَفْضَلِ حَيَاةٍ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.‏ فَكَمْ مُلَائِمٌ أَنْ نَعْتَبِرَ ٱلْفِدْيَةَ أَعْظَمَ دَلِيلٍ عَلَى أَنَّ مَحَبَّةَ ٱللهِ لَنَا لَنْ تَفْنَى أَبَدًا!‏

بَادِلْ يَهْوَهَ ٱلْمَحَبَّةَ

١٦ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ بَعْدَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ لَنَا؟‏

١٦ مِنَ ٱلْمُسْتَحِيلِ أَنْ نُحْصِيَ كُلَّ ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يُظْهِرُ بِهَا يَهْوَهُ مَحَبَّتَهُ لَنَا.‏ رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ:‏ «مَا أَكْرَمَ أَفْكَارَكَ عِنْدِي،‏ وَمَا أَكْثَرَ جُمْلَتَهَا يَا اَللهُ!‏ إِنْ أُحْصِهَا،‏ فَهِيَ أَكْثَرُ مِنَ ٱلرَّمْلِ».‏ (‏مز ١٣٩:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ فَلْنَدَعْ هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارَ تُنَمِّي فِينَا ٱلرَّغْبَةَ فِي أَنْ نُحِبَّ يَهْوَهَ مَحَبَّةً عَمِيقَةً تَقْدِيرًا لِعِنَايَتِهِ ٱلْحُبِّيَّةِ بِنَا،‏ مُقَدِّمِينَ لَهُ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا.‏

١٧،‏ ١٨ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُحِبُّ ٱللهَ؟‏

١٧ ثَمَّةَ طَرَائِقُ كَثِيرَةٌ نُعْرِبُ بِهَا عَنْ مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ.‏ مَثَلًا،‏ نُبَادِلُهُ ٱلْمَحَبَّةَ حِينَ نُشَارِكُ بِغَيْرَةٍ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ.‏ (‏مت ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ كَمَا نُظْهِرُ أَنَّنَا نُحِبُّهُ عِنْدَمَا نَحْتَمِلُ ٱمْتِحَانَاتِ ٱلْإِيمَانِ وَنُحَافِظُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا سَالِكِينَ بِلَا عَيْبٍ.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ٨٤:‏١١؛‏ يعقوب ١:‏٢-‏٥‏.‏)‏ حَتَّى إِذَا ٱشْتَدَّتْ عَلَيْنَا ٱلْمِحَنُ،‏ فَنَحْنُ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ ٱللهَ عَالِمٌ بِمُعَانَاتِنَا وَسَيُسَاعِدُنَا لِأَنَّنَا ثَمِينُونَ فِي نَظَرِهِ.‏ —‏ مز ٥٦:‏٨‏.‏

١٨ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ،‏ تَدْفَعُنَا مَحَبَّتُنَا لِيَهْوَهَ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي كُلِّ ٱلْأُمُورِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي خَلَقَهَا.‏ وَنُظْهِرُ أَنَّنَا نُحِبُّهُ وَنُقَدِّرُ كَلِمَتَهُ حَقًّا بِدَرْسِهَا بِٱجْتِهَادٍ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ مَحَبَّتَنَا لَهُ تَجْعَلُنَا نُعِزُّ ٱمْتِيَازَ ٱلصَّلَاةِ ٱلَّذِي يُقَرِّبُنَا إِلَيْهِ.‏ كَمَا تَزْدَادُ مَحَبَّتُنَا لِلهِ عُمْقًا بِٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱلْفِدْيَةِ ٱلَّتِي هَيَّأَهَا لِمَغْفِرَةِ خَطَايَانَا.‏ (‏١ يو ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وَمَا هٰذِهِ إِلَّا بَعْضُ ٱلطَّرَائِقِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي نُظْهِرُ بِهَا تَقْدِيرَنَا لِمَحَبَّةِ يَهْوَهَ ٱللَّامُتَنَاهِيَةِ.‏