هلَّا نبادل يهوه المحبة؟
‹نَحْنُ نُحِبُّ لِأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلًا›. — ١ يو ٤:١٩.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٥٦، ١٣٨
١، ٢ اِسْتِنَادًا إِلَى ٱلرَّسُولِ يُوحَنَّا، كَيْفَ يُعَلِّمُنَا يَهْوَهُ أَنْ نُحِبَّهُ؟
لَا يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ أَنَّ ٱلْمِثَالَ ٱلْأَبَوِيَّ لَهُ ٱلدَّوْرُ ٱلْأَهَمُّ فِي تَعْلِيمِ ٱلْأَوْلَادِ. وَيَهْوَهُ ٱلَّذِي رَسَمَ مِثَالًا كَامِلًا فِي ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْأَبَوِيَّةِ يُعَلِّمُنَا كَيْفَ لَنَا أَنْ نُحِبَّهُ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا: ‹نَحْنُ نُحِبُّ لِأَنَّ ٱللهَ أَحَبَّنَا أَوَّلًا›. — ١ يو ٤:١٩.
٢ وَكَيْفَ ‹أَحَبَّنَا ٱللهُ أَوَّلًا›؟ ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «اَللهُ . . . بَيَّنَ لَنَا فَضْلَ مَحَبَّتِهِ بِأَنَّهُ إِذ كُنَّا بَعْدُ خُطَاةً مَاتَ ٱلْمَسِيحُ عَنَّا». (رو ٥:٨) فَقَدْ قَدَّمَ يَهْوَهُ تَضْحِيَةً عَظِيمَةً بَاذِلًا ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ فِدْيَةً عَنِ ٱلْبَشَرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. فَأَعْرَبَ بِذٰلِكَ عَنْ مَحَبَّةٍ حَقِيقِيَّةٍ خَالِصَةٍ، مَحَبَّةٍ فِيهَا كُلُّ مَعَانِي ٱلْعَطَاءِ وَٱلتَّفَانِي وَٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ. وَتَصَرُّفُهُ ٱلنَّبِيلُ هٰذَا فَتَحَ لَنَا ٱلطَّرِيقَ أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَيْهِ وَنَشْعُرَ بِمَحَبَّتِهِ وَنُبَادِلَهُ هٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةَ. — ١ يو ٤:١٠.
٣، ٤ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ نُحِبَّ ٱللهَ؟
٣ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ ٱلصِّفَةُ ٱلْغَالِبَةُ فِي شَخْصِيَّةِ يَهْوَهَ. فَلَا عَجَبَ أَنَّ أَعْظَمَ وَصِيَّةٍ أَعْطَاهَا، حَسْبَمَا قَالَ يَسُوعُ، هِيَ: «تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ عَقْلِكَ وَبِكُلِّ قُوَّتِكَ». (مر ١٢:٣٠) فَقَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، يَنْبَغِي أَنْ تَنْبَعَ مَحَبَّتُنَا لِلهِ مِنْ قَلْبٍ كَامِلٍ لَا مُنْقَسِمٍ، وَإِلَّا نَبْعَثُ ٱلْحُزْنَ فِي نَفْسِهِ. لٰكِنَّ مَحَبَّتَنَا ٱلْأَصِيلَةَ لِيَهْوَهَ أَكْثَرُ بِكَثِيرٍ مِنْ عَاطِفَةٍ أَوْ إِحْسَاسٍ. فَعَلَيْنَا أَنْ نُحِبَّهُ مِنْ كُلِّ نَفْسِنَا وَعَقْلِنَا وَقُوَّتِنَا، أَيْ بِكَامِلِ طَاقَاتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلْفِكْرِيَّةِ وَٱلْجَسَدِيَّةِ. وَهٰذَا مَا طَلَبَهُ يَهْوَهُ بِفَمِ نَبِيِّهِ مِيخَا. — اقرأ ميخا ٦:٨.
٤ خُلَاصَةُ كَلَامِ يَسُوعَ إِذًا أَنْ نُحِبَّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ بِلَا مُنَازِعٍ، وَنُعَبِّرَ لَهُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةِ بِكُلِّ كِيَانِنَا دُونَ قَيْدٍ أَوْ شَرْطٍ. فَكَيْفَ ذٰلِكَ؟ لَقَدْ نَاقَشْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ أَرْبَعَةَ مَجَالَاتٍ يُعْرِبُ لَنَا يَهْوَهُ مِنْ خِلَالِهَا عَنْ مَحَبَّتِهِ ٱلْعَظِيمَةِ. فَلْنَرَ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ كَيْفَ عَسَانَا نُبَادِلُهُ ٱلْمَحَبَّةَ وَنُقَوِّيهَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ لِنَكْسِبَ رِضَاهُ وَنُفَرِّحَ قَلْبَهُ.
قَدِّرْ تَدَابِيرَ يَهْوَهَ وَٱشْكُرْهُ عَلَيْهَا
٥ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ رَدَّةُ فِعْلِنَا حِيَالَ عَطَايَا يَهْوَهَ؟
٥ مَاذَا تَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِكَ حِينَ تَتَلَقَّى هَدِيَّةً؟ لَا شَكَّ أَنَّكَ سَتَشْكُرُ مَنْ قَدَّمَهَا إِلَيْكَ، وَسَتُحْسِنُ ٱسْتِخْدَامَهَا أَيْضًا لِأَنَّكَ تُعِزُّهَا وَتُقَدِّرُ قِيمَتَهَا. كَتَبَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ: «كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ كَامِلَةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، لِأَنَّهَا تَنْزِلُ مِنْ عِنْدِ أَبِي ٱلْأَنْوَارِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ، ٱلَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرُ دَوَرَانِ ٱلظِّلِّ». (يع ١:١٧) فَيَهْوَهُ يَهَبُنَا بِسَخَاءٍ كُلَّ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِنَعِيشَ وَنَسْعَدَ فِي حَيَاتِنَا. أَفَلَا يَدْفَعُنَا هٰذَا أَنْ نُبَادِلَهُ ٱلْمَحَبَّةَ؟
٦ مَاذَا وَجَبَ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَفْعَلُوا كَيْ يَسْتَمِرَّ يَهْوَهُ فِي مُبَارَكَتِهِمْ؟
٦ طَوَالَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ، نَعِمَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بِعِنَايَةِ يَهْوَهَ ٱلْحُبِّيَّةِ وَتَمَتَّعُوا بِٱلْبَرَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ وَٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي أَغْدَقَهَا عَلَيْهِمْ. (تث ٤:
٧ كَيْفَ نَسْتَخْدِمُ ‹نَفَائِسَنَا› لِنُعَبِّرَ عَنْ مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ؟
٧ فَمَاذَا عَنَّا ٱلْيَوْمَ؟ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نُقَدِّمُ ذَبَائِحَ حَرْفِيَّةً، لٰكِنَّنَا نُعَبِّرُ عَنْ مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ حِينَ نُكْرِمُهُ ‹بِنَفَائِسِنَا›. (ام ٣:٩) مَثَلًا، بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَسْتَخْدِمَ مَوَارِدَنَا ٱلْمَادِّيَّةَ فِي دَعْمِ عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ مَحَلِّيًّا وَحَوْلَ ٱلْعَالَمِ. فَسَوَاءٌ كُنَّا نَمْلِكُ ٱلْكَثِيرَ أَوِ ٱلْقَلِيلَ، فِي وِسْعِنَا جَمِيعًا أَنْ نُعْرِبَ عَنْ مَحَبَّتِنَا لِلهِ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلرَّائِعَةِ. (٢ كو ٨:١٢) وَلٰكِنْ ثَمَّةَ مَجَالَاتٌ أُخْرَى نُظْهِرُ مِنْ خِلَالِهَا أَنَّنَا نُحِبُّ يَهْوَهَ.
٨، ٩ مَا ٱلْعَلَاقَةُ بَيْنَ مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ وَٱلثِّقَةِ بِوُعُودِهِ؟ أَوْضِحْ.
٨ لَا بُدَّ أَنَّكَ تَذْكُرُ حَضَّ يَسُوعَ لِأَتْبَاعِهِ أَنْ يُدَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِ ٱللهِ وَأَلَّا يَحْمِلُوا هَمَّ ٱلطَّعَامِ وَٱللِّبَاسِ لِأَنَّ أَبَاهُمْ يَعْلَمُ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ حَقًّا. (مت ٦:
٩ هٰذَا مَا فَعَلَهُ مَسِيحِيٌّ ٱسْمُهُ مَايْك. فَمُنْذُ صِغَرِهِ تَتَمَلَّكُهُ رَغْبَةٌ شَدِيدَةٌ فِي خِدْمَةِ ٱللهِ بِبَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ. وَمَعَ أَنَّهُ تَزَوَّجَ وَأَنْجَبَ وَلَدَيْنِ، لَمْ تَخْبُ رَغْبَتُهُ هٰذِهِ قَطُّ. وَبَعْدَمَا تَشَجَّعَ هُوَ وَعَائِلَتُهُ بِٱلْمَقَالَاتِ وَٱلتَّقَارِيرِ ٱلْكَثِيرَةِ عَنِ ٱلْخِدْمَةِ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ مَاسَّةٌ، قَرَّرُوا أَنْ يُبَسِّطُوا حَيَاتَهُمْ. فَبَاعُوا مَنْزِلَهُمُ ٱلْمُسْتَقِلَّ وَٱنْتَقَلُوا لِلْعَيْشِ فِي شِقَّةٍ أَصْغَرَ. وَقَلَّصَ مَايْك حَجْمَ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي يَتَرَأَّسُهُ فِي مَجَالِ ٱلتَّنْظِيفَاتِ وَتَعَلَّمَ كَيْفَ يُدِيرُهُ عَنْ بُعْدٍ عَبْرَ ٱلْإِنْتِرْنِت. ثُمَّ نَفَّذَتِ ٱلْعَائِلَةُ خُطَّتَهَا وَٱنْتَقَلَتْ إِلَى بَلَدٍ بَعِيدٍ. وَبَعْدَ مُرُورِ سَنَتَيْنِ مَلِيئَتَيْنِ بِٱلْفَرَحِ فِي ٱلْخِدْمَةِ، عَبَّرَ مَايْك: «لَمَسْنَا لَمْسَ ٱلْيَدِ صِدْقَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٦:٣٣».
أَعِزَّ ٱلْحَقَّ ٱلَّذِي تَتَعَلَّمُهُ مِنْ يَهْوَهَ
١٠ بِٱلنَّظَرِ إِلَى مِثَالِ دَاوُدَ، أَيُّ أَثَرٍ يَتْرُكُهُ فِينَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي ٱلْحَقِّ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ مِنْ يَهْوَهَ؟
١٠ قَبْلَ حَوَالَيْ ٣٬٠٠٠ سَنَةٍ، تَأَمَّلَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ ٱلْمَنْظُورَةِ فَٱنْدَفَعَ إِلَى ٱلْقَوْلِ: «اَلسَّمٰوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ ٱللهِ، وَٱلْجَلَدُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ». وَبَعْدَمَا مَسَّتْ قَلْبَهُ ٱلْحِكْمَةُ فِي شَرِيعَةِ ٱللهِ، ذَكَرَ: «شَرِيعَةُ يَهْوَهَ كَامِلَةٌ تَرُدُّ ٱلنَّفْسَ. مُذَكِّرَاتُ يَهْوَهَ أَمِينَةٌ تُصَيِّرُ قَلِيلَ ٱلْخِبْرَةِ حَكِيمًا». وَأَيُّ أَثَرٍ أَحْدَثَهُ هٰذَا ٱلتَّأَمُّلُ وَٱلتَّقْدِيرُ فِي حَيَاةِ دَاوُدَ؟ تَابَعَ قَائِلًا: «لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَتَأَمُّلَاتُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ، يَا يَهْوَهُ صَخْرَتِي وَفَادِيَّ». فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ عَلَاقَةً لَصِيقَةً وَحَمِيمَةً جَمَعَتْهُ بِإِلٰهِهِ يَهْوَهَ. — مز ١٩:
١١ كَيْفَ نَسْتَخْدِمُ ٱلْمَعْرِفَةَ ٱلَّتِي يُنَوِّرُنَا بِهَا يَهْوَهُ لِنُظْهِرَ مَحَبَّتَنَا لَهُ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
١١ وَٱلْيَوْمَ، يُبَارِكُنَا يَهْوَهُ بِمَعْرِفَةٍ وَافِرَةٍ عَنْ أَعْمَالِهِ ٱلْخَلْقِيَّةِ وَإِتْمَامِ مَقَاصِدِهِ. وَفِي حِينِ يُشَجِّعُ هٰذَا ٱلْعَالَمُ عَلَى ٱكْتِسَابِ ٱلْمَعْرِفَةِ مِنْ خِلَالِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْعَالِي، تُثْبِتُ ٱلتَّجَارِبُ أَنَّ عَدِيدِينَ مِمَّنِ ٱخْتَارُوا هٰذَا ٱلْمَسْلَكَ خَسِرُوا إِيمَانَهُمْ بِٱللهِ وَمَحَبَّتَهُمْ لَهُ. بِٱلْمُقَابِلِ، لَا يَحُثُّنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ نُحِبَّ ٱلْمَعْرِفَةَ فَحَسْبُ، بَلْ أَنْ نَقْتَنِيَ أَيْضًا ٱلْحِكْمَةَ وَٱلْفَهْمَ. وَهٰذَا يَعْنِي أَنْ نَتَعَلَّمَ كَيْفَ نَسْتَخْدِمُ ٱلْمَعْرِفَةَ ٱلَّتِي يُنَوِّرُنَا بِهَا ٱللهُ لِنَسْتَفِيدَ وَنُفِيدَ ٱلْآخَرِينَ. (ام ٤:
١٢ أَيُّ تَقْدِيرٍ لِتَدَابِيرِ يَهْوَهَ ٱلرُّوحِيَّةِ عَبَّرَتْ عَنْهُ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ؟
١٢ يُعْرِبُ ٱلصِّغَارُ أَيْضًا عَنْ مَحَبَّتِهِمْ لِيَهْوَهَ بِتَقْدِيرِ تَدَابِيرِهِ ٱلرُّوحِيَّةِ. إِلَيْكَ مَا حَصَلَ مَعَ شَانُون. فَحِينَ كَانَ عُمْرُهَا ١١ سَنَةً وَأُخْتِهَا ١٠ سَنَوَاتٍ، حَضَرَتَا مَعَ وَالِدَيْهِمَا مَحْفِلَ «ٱلتَّعَبُّدِ ٱلتَّقَوِيِّ» ٱلْكُورِيَّ. وَخِلَالَ أَحَدِ ٱلْخِطَابَاتِ، طُلِبَ مِنَ ٱلصِّغَارِ أَنْ يَجْلِسُوا فِي مَكَانٍ خُصِّصَ لَهُمْ. فِي ٱلْبِدَايَةِ، شَعَرَتْ شَانُون بِشَيْءٍ مِنَ ٱلتَّوَتُّرِ. لٰكِنَّهَا مَا لَبِثَتْ أَنْ تَفَاجَأَتْ حِينَ أُهْدِيَ إِلَى كُلٍّ مِنَ ٱلصِّغَارِ كِتَابٌ جَمِيلٌ عُنْوَانُهُ أَسْئِلَةٌ يَطْرَحُهَا . وَكَيْفَ أَثَّرَتْ هٰذِهِ ٱلْهَدِيَّةُ فِي مَشَاعِرِ شَانُون حِيَالَ يَهْوَهَ ٱللهِ؟ عَبَّرَتْ قَائِلَةً: «أَدْرَكْتُ أَخِيرًا أَنَّ يَهْوَهَ حَقِيقِيٌّ وَأَنَّهُ يُحِبُّنِي أَنَا شَخْصِيًّا كَثِيرًا جِدًّا. يَا لَسَعَادَتِنَا لِأَنَّ إِلٰهَنَا ٱلْعَظِيمَ يَهْوَهَ يُعْطِينَا مَجَّانًا هَدَايَا رَائِعَةً!». ٱلْأَحْدَاثُ — أَجْوِبَةٌ تَنْجَحُ
اِقْبَلْ نُصْحَ يَهْوَهَ وَتَأْدِيبَهُ
١٣، ١٤ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَتَجَاوَبَ مَعَ تَأْدِيبِ يَهْوَهَ، وَلِمَاذَا؟
١٣ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اَلَّذِي يُحِبُّهُ يَهْوَهُ يُوَبِّخُهُ، كَمَا يُوَبِّخُ ٱلْأَبُ ٱبْنَهُ ٱلَّذِي يُسَرُّ بِهِ». (ام ٣:١٢) فَكَيْفَ إِذًا يَنْبَغِي أَنْ نَتَجَاوَبَ مَعَ ٱلتَّأْدِيبِ؟ لَمْ يُبَالِغِ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ حِينَ كَتَبَ: «كُلُّ تَأْدِيبٍ لَا يَبْدُو فِي ٱلْحَاضِرِ مُفْرِحًا بَلْ مُحْزِنًا». لٰكِنَّ كَلِمَاتِهِ هٰذِهِ لَا تُقَلِّلُ مِنْ قِيمَةِ ٱلتَّأْدِيبِ وَأَهَمِّيَّتِهِ. فَقَدْ تَابَعَ قَائِلًا: «بَعْدَ ذٰلِكَ يُعْطِي [ٱلتَّأْدِيبُ] مَنْ تَدَرَّبَ بِهِ ثَمَرَ سَلَامٍ، أَيْ بِرًّا». (عب ١٢:١١) فَإِذَا كُنَّا نُحِبُّ يَهْوَهَ، فَلْنَحْذَرْ لِئَلَّا نَتَعَالَى عَلَى مَشُورَتِهِ أَوْ نَسْتَاءَ مِنْهَا. وَإِنْ كُنَّا نَسْتَصْعِبُ قُبُولَ ٱلنُّصْحِ وَٱلتَّأْدِيبِ، فَمَحَبَّتُنَا لِلهِ عَوْنٌ كَبِيرٌ لَنَا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.
١٤ فِي أَيَّامِ ٱلنَّبِيِّ مَلَاخِي، ٱزْدَرَى ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْيَهُودِ بِمَشُورَةِ يَهْوَهَ. فَهُمْ كَانُوا عَلَى عِلْمٍ بِٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِتَقْدِيمِ ٱلذَّبَائِحِ. لٰكِنَّهُمْ أَهْمَلُوا تَطْبِيقَهَا إِهْمَالًا مُخْزِيًا، مَا دَفَعَ يَهْوَهَ إِلَى تَوْبِيخِهِمْ. (اقرأ ملاخي ١:
١٥ أَيُّ مَوْقِفٍ شَائِعٍ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ عَلَيْنَا أَنْ نَحْذَرَ مِنْهُ؟
١٥ لٰكِنَّ جِيلَ ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي تُسَيِّرُهُ ٱلْأَنَانِيَّةُ وَمَحَبَّةُ ٱلذَّاتِ لَا يَقْبَلُ ٱلْمَشُورَةَ وَٱلتَّأْدِيبَ وَلَا يَسْتَسِيغُ هٰذِهِ رو ١٢:٢) وَيَهْوَهُ مِنْ خِلَالِ هَيْئَتِهِ يُزَوِّدُنَا بِنَصَائِحَ فِي حِينِهَا تَمَسُّ مُخْتَلِفَ أَوْجُهِ حَيَاتِنَا، مِثْلِ سُلُوكِنَا مَعَ ٱلْجِنْسِ ٱلْآخَرِ، مُعَاشَرَاتِنَا، وَتَسْلِيَتِنَا. وَحِينَ نَقْبَلُ تَوْجِيهَاتِهِ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ وَنُطَبِّقُهَا، نُعَبِّرُ عَنِ ٱمْتِنَانِنَا لَهُ وَنُبَرْهِنُ أَنَّنَا نُحِبُّهُ مِنَ ٱلْقَلْبِ. — يو ١٤:٣١؛ رو ٦:١٧.
ٱلْفِكْرَةَ أَسَاسًا. وَإِنْ قَبِلَهَا ٱلْبَعْضُ فَغَالِبًا عَلَى مَضَضٍ. لِذَا يَحُثُّ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ ‹يَكُفُّوا عَنْ مُشَاكَلَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا›، وَأَنْ يَتَبَيَّنُوا بِٱلْأَحْرَى «مَشِيئَةَ ٱللهِ . . . ٱلْكَامِلَةَ» وَيَعْمَلُوا بِهَا. (اِحْتَمِ بِيَهْوَهَ وَٱرْجُ خَلَاصَهُ
١٦، ١٧ (أ) لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَأْخُذَ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ حِينَ نَتَّخِذُ ٱلْقَرَارَاتِ؟ (ب) كَيْفَ أَظْهَرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنَّ هُنَاكَ خَلَلًا فِي مَحَبَّتِهِمْ لِيَهْوَهَ وَثِقَتِهِمْ بِهِ؟
١٦ فِي سَنَوَاتِ ٱلطُّفُولَةِ، يَهْرَعُ ٱلْأَوْلَادُ لَا شُعُورِيًّا إِلَى وَالِدِيهِمْ مَا إِنْ يَشْعُرُونَ بِٱلْخَطَرِ. وَلٰكِنْ فِيمَا يَكْبَرُونَ، يَتَعَلَّمُونَ ٱلِٱتِّكَالَ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ عَلَى حُكْمِهِمِ ٱلْخَاصِّ وَيَبْدَأُونَ بِٱتِّخَاذِ قَرَارَاتِهِمْ هُمْ بِأَنْفُسِهِمْ. وَهٰذِهِ خُطْوَةٌ أَسَاسِيَّةٌ فِي مِشْوَارِ نُمُوِّهِمْ إِلَى ٱلرُّشْدِ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْأَوْلَادَ ٱلَّذِينَ تَرْبِطُهُمْ عَلَاقَةٌ وَثِيقَةٌ بِوَالِدِيهِمْ لَا يَكُفُّونَ عَنِ ٱلِٱسْتِرْشَادِ بِآرَائِهِمْ وَنَصَائِحِهِمْ قَبْلَ ٱلْإِقْدَامِ عَلَى أَيَّةِ خُطْوَةٍ. وَٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ يَنْطَبِقُ رُوحِيًّا. فَيَهْوَهُ يُعْطِينَا رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ ‹لِكَيْ نُرِيدَ وَنَعْمَلَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ›، فَاسِحًا لَنَا ٱلْمَجَالَ أَنْ نَتَّخِذَ قَرَارَاتِنَا بِأَنْفُسِنَا. وَلٰكِنْ إِنْ لَمْ نَأْخُذْ مَشِيئَتَهُ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ، نُبَيِّنُ أَنَّ هُنَاكَ خَلَلًا فِي مَحَبَّتِنَا لَهُ وَثِقَتِنَا بِهِ. — في ٢:١٣.
١٧ وَغَالِبًا مَا ظَهَرَ هٰذَا ٱلْخَلَلُ فِي حَالَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. فَفِي أَيَّامِ صَمُوئِيلَ، هُزِمُوا شَرَّ هَزِيمَةٍ فِي مَعْرَكَةٍ أَمَامَ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ. وَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ كَانُوا بِأَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ وَٱلْحِمَايَةِ. فَمَاذَا فَعَلُوا؟ فَكَّرُوا قَائِلِينَ: «لِنَأْخُذْ لِأَنْفُسِنَا مِنْ شِيلُوهَ تَابُوتَ يَهْوَهَ، فَيَدْخُلَ فِي وَسْطِنَا وَيُخَلِّصَنَا مِنْ يَدِ أَعْدَائِنَا». وَٱلنَّتِيجَةُ؟ «كَانَتِ ٱلضَّرْبَةُ عَظِيمَةً جِدًّا، فَسَقَطَ مِنْ إِسْرَائِيلَ ثَلَاثُونَ أَلْفَ رَاجِلٍ. وَأُخِذَ تَابُوتُ ٱللهِ». (١ صم ٤:
١٨ كَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ يَهْوَهَ؟
١٨ كَتَبَ مُرَنِّمٌ مُلْهَمٌ تَحَلَّى بِمَوْقِفٍ صَائِبٍ نَابِعٍ مِنَ ٱلْقَلْبِ: «اِنْتَظِرِي ٱللهَ [يَا نَفْسِي] فَإِنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ لِأَنَّهُ خَلَاصُ وَجْهِي. يَا إِلٰهِي، نَفْسِي يَائِسَةٌ فِيَّ. فَلِذٰلِكَ أَذْكُرُكَ». (مز ٤٢:
١٩ كَيْفَ تَنْوِي أَنْ تُبَرْهِنَ عَنْ مَحَبَّتِكَ لِيَهْوَهَ؟
١٩ لَقَدْ أَحَبَّنَا يَهْوَهُ أَوَّلًا فَعَلَّمَنَا بِٱلتَّالِي كَيْفَ نُحِبُّهُ. فَلْنُبْقِ فِي بَالِنَا مِثَالَهُ ٱلْعَظِيمَ وَلْنُبَادِلْهُ دَوْمًا ٱلْمَحَبَّةَ ‹بِكُلِّ قَلْبِنَا وَنَفْسِنَا وَعَقْلِنَا وَقُوَّتِنَا›. — مر ١٢:٣٠.