هل تتأمَّل دوما في كلمة الله؟
«تَمَعَّنْ فِي هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ وَٱنْهَمِكْ فِيهَا، لِيَكُونَ تَقَدُّمُكَ ظَاهِرًا لِلْجَمِيعِ». — ١ تي ٤:١٥.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٥٧، ٥٢
١، ٢ مَاذَا يُمَيِّزُ ٱلدِّمَاغَ ٱلْبَشَرِيَّ؟
اَلدِّمَاغُ ٱلْبَشَرِيُّ عُضْوٌ فَرِيدٌ مِنْ نَوْعِهِ. فَبِفَضْلِهِ نَتَعَلَّمُ لُغَةً تُتِيحُ لَنَا أَنْ نَقْرَأَ، نَكْتُبَ، نَتَحَدَّثَ، نَفْهَمَ ٱلْكَلَامَ، نُصَلِّيَ، وَنُرَنِّمَ تَسَابِيحَ لِيَهْوَهَ. فَهٰذِهِ ٱلْمَقْدِرَاتُ ٱلْمُذْهِلَةُ تَتَطَلَّبُ تَشْغِيلَ مَنَاطِقَ فِي ٱلدِّمَاغِ وَشَبَكَاتٍ مِنَ ٱلْخَلَايَا ٱلْعَصَبِيَّةِ يَعْجَزُ ٱلْعُلَمَاءُ حَتَّى ٱلْيَوْمَ عَنْ فَهْمِهَا كَامِلًا. يَذْكُرُ بْرُوفِسُورٌ فِي عِلْمِ ٱللُّغَةِ: «إِنَّ مَقْدِرَةَ ٱلْأَوْلَادِ عَلَى ٱكْتِسَابِ ٱللُّغَةِ عَلَامَةٌ فَارِقَةٌ تُمَيِّزُ [ٱلْبَشَرَ]».
٢ إِذًا، ٱلْمَهَارَاتُ ٱللُّغَوِيَّةُ مَوْهِبَةٌ عَجَائِبِيَّةٌ أَنْعَمَ بِهَا ٱللهُ عَلَى ٱلْإِنْسَانِ. (مز ١٣٩:١٤؛ رؤ ٤:١١) إِلَّا أَنَّ دِمَاغَنَا يَنْفَرِدُ بِمِيزَةٍ أُخْرَى أَيْضًا. فَبِخِلَافِ ٱلْحَيَوَانَاتِ، نَحْنُ نَتَمَتَّعُ بِإِرَادَةٍ حُرَّةٍ لِأَنَّنَا خُلِقْنَا «عَلَى صُورَةِ ٱللهِ». وَعَلَى هٰذَا ٱلْأَسَاسِ، فِي وِسْعِنَا أَنْ نَخْتَارَ ٱسْتِخْدَامَ مَقْدِرَاتِنَا ٱللُّغَوِيَّةِ لِتَمْجِيدِهِ وَتَسْبِيحِهِ. — تك ١:٢٧.
٣ أَيَّةُ هَدِيَّةٍ رَائِعَةٍ زَوَّدَنَا بِهَا يَهْوَهُ تَمْنَحُنَا ٱلْحِكْمَةَ؟
٣ وَقَدْ أَعْطَى يَهْوَهُ كُلَّ ٱلرَّاغِبِينَ فِي إِكْرَامِهِ وَتَسْبِيحِهِ هَدِيَّةً رَائِعَةً هِيَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. فَهُوَ مُتَوَفِّرٌ كَامِلًا أَوْ جُزْئِيًّا بِأَكْثَرَ مِنْ ٢٬٨٠٠ لُغَةٍ. مز ٤٠:٥؛ ٩٢:٥؛ ١٣٩:١٧) وَٱلتَّأَمُّلُ فِي هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارِ ‹يُصَيِّرُكَ حَكِيمًا لِلْخَلَاصِ›. — اقرأ ٢ تيموثاوس ٣:١٤-١٧.
وَعِنْدَمَا تَتَشَرَّبُ مَا فِي طَيَّاتِ هٰذِهِ ٱلْكِتَابَاتِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، تُشْبِعُ عَقْلَكَ بِأَفْكَارِ ٱللهِ. (٤ مَاذَا يَعْنِي ٱلتَّأَمُّلُ، وَعَنْ أَيَّةِ أَسْئِلَةٍ سَنُجِيبُ؟
٤ وَيَعْنِي ٱلتَّأَمُّلُ أَنْ تُرَكِّزَ ذِهْنَكَ فِي أَمْرٍ مَا وَتَتَمَعَّنَ أَوْ تُفَكِّرَ فِيهِ مَلِيًّا، جَيِّدًا كَانَ أَمْ رَدِيئًا. (مز ٧٧:١٢؛ ام ٢٤:١، ٢) وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ ٱللهَ وَٱبْنَهُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ هُمَا أَرْوَعُ شَخْصِيَّتَيْنِ يُفِيدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِيهِمَا. (يو ١٧:٣) وَلٰكِنْ هَلْ مِنْ عَلَاقَةٍ بَيْنَ طَرِيقَةِ ٱلْقِرَاءَةِ وَٱلتَّأَمُّلِ؟ فِيمَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَأَمَّلَ؟ وَكَيْفَ نَعْتَادُ ٱلتَّأَمُّلَ وَنَجِدُ فِيهِ ٱلْمُتْعَةَ وَٱلْمَسَرَّةَ؟ لِنَرَ مَعًا ٱلْأَجْوِبَةَ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ.
اِجْعَلْ دَرْسَكَ أَكْثَرَ إِفَادَةً
٥، ٦ مَاذَا يُسَاعِدُكَ أَنْ تَفْهَمَ وَتَتَذَكَّرَ مَا تَقْرَأُهُ؟
٥ لَعَلَّكَ تُدْرِكُ أَنَّكَ بِفَضْلِ دِمَاغِكَ تَقُومُ لَاإِرَادِيًّا بِأَعْمَالٍ كَثِيرَةٍ. فَأَنْتَ تَتَنَفَّسُ وَتَمْشِي وَتَقُودُ ٱلدَّرَّاجَةَ آلِيًّا دُونَ أَيِّ تَفْكِيرٍ. وَلٰكِنْ لِلْأَسَفِ، يَصِحُّ هٰذَا فِي ٱلْقِرَاءَةِ أَحْيَانًا. لِذٰلِكَ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تُرَكِّزَ عَلَى مَعْنَى مَا تَقْرَأُهُ. فَعِنْدَمَا تَصِلُ إِلَى نِهَايَةِ ٱلْفِقْرَةِ فِي مَطْبُوعَةٍ مَا، تَوَقَّفْ قَلِيلًا وَتَمَعَّنْ فِيهَا وَتَأَكَّدْ أَنَّكَ فَهِمْتَهَا تَمَامًا قَبْلَ أَنْ تَنْتَقِلَ إِلَى ٱلْفِقْرَةِ ٱلتَّالِيَةِ أَوْ تَبْدَأَ بِعُنْوَانٍ فَرْعِيٍّ جَدِيدٍ. وَلٰكِنْ بِٱلطَّبْعِ، قَدْ يَشْرُدُ ذِهْنُكَ بِسَبَبِ ٱلتَّلْهِيَاتِ أَوْ قِلَّةِ ٱلتَّرْكِيزِ فَلَا يَعُودُ دَرْسُكَ مُفِيدًا. فَكَيْفَ تَتَفَادَى ذٰلِكَ؟
٦ تُظْهِرُ ٱلْأَبْحَاثُ ٱلْعِلْمِيَّةُ أَنَّ ٱلْكَلِمَاتِ يَسْهُلُ تَذَكُّرُهَا إِذَا قِيلَتْ بِصَوْتٍ مَسْمُوعٍ أَثْنَاءَ ٱلدَّرْسِ. وَخَالِقُ دِمَاغِنَا عَلِيمٌ بِذٰلِكَ. فَهُوَ أَوْصَى يَشُوعَ أَنْ يَقْرَأَ «هَمْسًا» فِي سِفْرِ ٱلشَّرِيعَةِ. (اقرأ يشوع ١:٨.) أَنْتَ أَيْضًا إِذَا قَرَأْتَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ هَمْسًا، أَيْ بِصَوْتٍ مُنْخَفِضٍ، تَنْطَبِعُ ٱلْمَوَادُّ عَمِيقًا فِي ذِهْنِكَ وَيَتَحَسَّنُ تَرْكِيزُكَ أَيْضًا.
٧ مَا ٱلظُّرُوفُ ٱلْمِثَالِيَّةُ لِلتَّأَمُّلِ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٧ وَفِي حِينِ لَا تَحْتَاجُ ٱلْقِرَاءَةُ إِلَى جُهْدٍ كَبِيرٍ، يَعْتَمِدُ ٱلتَّأَمُّلُ عَلَى ٱلتَّرْكِيزِ. وَبِمَا أَنَّنَا بَشَرٌ نَاقِصُونَ، يَمِيلُ دِمَاغُنَا إِلَى ٱلْقِيَامِ بِٱلْمَهَامِّ ٱلْأَسْهَلِ وَٱلْأَقَلِ تَعَبًا. لِذَا كَيْ تَسْتَفِيدَ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ، ٱخْتَرْ وَقْتًا لَا تَكُونُ فِيهِ تَعِبًا وَمَكَانًا هَادِئًا فِيهِ أَقَلُّ مَا يُمْكِنُ مِنَ ٱلتَّلْهِيَاتٍ. مَثَلًا، ٱعْتَادَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ أَنْ يَتَأَمَّلَ وَهُوَ مُسْتَيْقِظٌ عَلَى فِرَاشِهِ لَيْلًا. (مز ٦٣:٦) وَيَسُوعُ ٱلَّذِي ٱمْتَلَكَ مَقْدِرَاتٍ فِكْرِيَّةً كَامِلَةً قَصَدَ أَمَاكِنَ هَادِئَةً لِيَتَأَمَّلَ وَيُصَلِّيَ. — لو ٦:١٢.
مَجَالَاتٌ وَاسِعَةٌ لِلتَّأَمُّلِ
٨ (أ) إِضَافَةً إِلَى كَلِمَةِ ٱللهِ، فِيمَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَأَمَّلَ؟ (ب) كَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَهُ حِينَ نَصْرِفُ ٱلْوَقْتَ فِي ٱلْحَدِيثِ عَنْهُ؟
٨ فَضْلًا عَنِ ٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، فِي وِسْعِكَ أَنْ تُرَكِّزَ ٱنْتِبَاهَكَ عَلَى رَوَائِعِ ٱلْخَلِيقَةِ. تَوَقَّفْ لَحْظَةً وَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹مَاذَا تُعَلِّمُنِي عَنْ يَهْوَهَ؟›. وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذَا سَيَدْفَعُكَ إِلَى تَسْبِيحِهِ عَلَى صَلَاحِهِ وَإِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ عَمَّا تَشْعُرُ بِهِ مِنْ مَهَابَةٍ وَتَقْدِيرٍ. (مز ١٠٤:٢٤؛ اع ١٤:١٧) وَهَلْ يُسَرُّ يَهْوَهُ بِنَا حِينَ نُفَكِّرُ فِيهِ وَنَتَحَدَّثُ عَنْهُ وَاحِدُنَا مَعَ ٱلْآخَرِ؟ لِنَقْرَإِ ٱلْجَوَابَ فِي كَلِمَتِهِ ٱلثَّمِينَةِ. فَقَدْ أَنْبَأَ ٱلنَّبِيُّ مَلَاخِي عَنْ أَيَّامِنَا: «حِينَئِذٍ تَكَلَّمَ خَائِفُو يَهْوَهَ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ صَاحِبِهِ، وَيَهْوَهُ أَصْغَى وَسَمِعَ. وَكُتِبَ أَمَامَهُ سِفْرُ تَذْكِرَةٍ لِخَائِفِي يَهْوَهَ وَ لِلْمُفَكِّرِينَ فِي ٱسْمِهِ». — مل ٣:١٦.
٩ (أ) فِيمَ وَجَبَ عَلَى تِيمُوثَاوُسَ أَنْ يَتَأَمَّلَ؟ (ب) كَيْفَ نُطَبِّقُ نَصِيحَةَ بُولُسَ فِيمَا نَسْتَعِدُّ لِلْخِدْمَةِ؟
٩ وَفِيمَ يُمْكِنُ أَنْ نَتَأَمَّلَ أَيْضًا؟ حَثَّ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ تِيمُوثَاوُسَ أَنْ ‹يَتَمَعَّنَ› كَيْفَ يُؤَثِّرُ كَلَامُهُ وَسُلُوكُهُ وَتَعْلِيمُهُ فِي ٱلْآخَرِينَ. (اقرأ ١ تيموثاوس ٤:١٢-١٦.) فَلِمَ لَا تَحْذُو حَذْوَ تِيمُوثَاوُسَ؟ مَثَلًا، خَصِّصِ ٱلْوَقْتَ لِلتَّأَمُّلِ حِينَ تَسْتَعِدُّ لِعَقْدِ دَرْسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَفِيمَا تُبْقِي ٱلتِّلْمِيذَ فِي بَالِكَ، فَكِّرْ فِي أَسْئِلَةٍ تَكْشِفُ لَكَ وُجْهَةَ نَظَرِهِ أَوْ إِيضَاحٍ يُسَاعِدُهُ عَلَى ٱلتَّقَدُّمِ. فَصَرْفُ ٱلْوَقْتِ عَلَى هٰذِهِ ٱلْمَسَائِلِ يُفْرِحُكَ، يُقَوِّي إِيمَانَكَ، وَيُسَاعِدُكَ أَنْ تُدِيرَ دُرُوسَكَ بِحَمَاسَةٍ وَفَعَّالِيَّةٍ أَكْبَرَ. وَتَحْصُدُ فَوَائِدَ مُمَاثِلَةً أَيْضًا حِينَ تُهَيِّئُ قَلْبَكَ لِلذَّهَابِ إِلَى خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ. (اقرأ عزرا ٧:١٠.) فَقِرَاءَةُ إِصْحَاحٍ مِنْ سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ «تُضْرِمُ» حَمَاسَتَكَ لِلْكِرَازَةِ. وَٱلتَّأَمُّلُ فِي ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي تَنْوِي ٱسْتِعْمَالَهَا وَٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلَّتِي تُخَطِّطُ لِتَوْزِيعِهَا يُسَاعِدُكَ عَلَى إِنْجَاحِ خِدْمَتِكَ. (٢ تي ١:٦) فَكِّرْ كَذٰلِكَ فِي ٱلنَّاسِ بِٱلْمُقَاطَعَةِ وَفِي ٱلْمَوَاضِيعِ ٱلَّتِي تُثِيرُ ٱهْتِمَامَهُمْ. وَٱسْتِعْدَادُكَ ٱلشَّامِلُ هٰذَا يُجَهِّزُكَ لِتَشْهَدَ «بِتَجَلٍّ لِرُوحِ ٱللهِ وَقُدْرَتِهِ» مِنْ خِلَالِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. — ١ كو ٢:٤.
١٠ أَيَّةُ مَجَالَاتٍ أُخْرَى مُتَاحَةٌ أَمَامَنَا لِلتَّأَمُّلِ؟
١٠ وَهَلْ مِنْ مَجَالَاتٍ أُخْرَى لِلتَّأَمُّلِ؟ إِذَا كُنْتَ تَأْخُذُ مُلَاحَظَاتٍ خِلَالَ ٱلْخِطَابَاتِ ٱلْعَامَّةِ وَٱلْمَحَافِلِ، مَجَلَّتَيْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ إِسْتَيْقِظْ!. وَلَا تَنْسَ ٱلْكِتَابَ ٱلسَّنَوِيَّ. فَقَدْ تَجِدُ مُنَاسِبًا أَنْ تَتَوَقَّفَ قَلِيلًا بَيْنَ ٱخْتِبَارٍ وَآخَرَ لِتَتَأَمَّلَ فِي مَا قَرَأْتَهُ وَتَسْمَحَ لِلِٱخْتِبَارِ أَنْ يَمَسَّ قَلْبَكَ. اِقْتِرَاحٌ آخَرُ هُوَ أَنْ تَضَعَ خَطًّا تَحْتَ ٱلْأَفْكَارِ ٱلرَّئِيسِيَّةِ أَثْنَاءَ قِرَاءَتِكَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ أَوْ تَكْتُبَ مُلَاحَظَاتٍ فِي ٱلْهَامِشِ لِتَسْتَعْمِلَهَا حِينَ تَسْتَعِدُّ لِتَعْيِينٍ أَوْ خِطَابٍ أَوْ زِيَارَةٍ مُكَرَّرَةٍ أَوْ زِيَارَةٍ رِعَائِيَّةٍ. بَيْتُ ٱلْقَصِيدِ إِذًا هُوَ أَنْ تَتَوَقَّفَ وَتَتَأَمَّلَ بَيْنَ ٱلْحِينِ وَٱلْآخَرِ أَثْنَاءَ قِرَاءَتِكَ ٱلْمَوَادَّ ٱلْمُؤَسَّسَةَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَهٰذَا يُفْسِحُ لَكَ ٱلْمَجَالَ أَنْ تَسْتَوْعِبَهَا جَيِّدًا وَتَشْكُرَ يَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ عَلَى تَعَالِيمِهِ ٱلرَّائِعَةِ.
فَٱصْرِفِ ٱلْوَقْتَ لِتُرَاجِعَهَا وَتُمْعِنَ ٱلتَّفْكِيرَ فِي مَا تَتَعَلَّمُهُ مِنْ كَلِمَةِ ٱللهِ وَهَيْئَتِهِ. هُنَاكَ أَيْضًا ٱلْمَوَادُّ ٱلْجَدِيدَةُ ٱلَّتِي نَتَسَلَّمُهَا فِي إِصْدَارَاتِ ٱلْمَحَافِلِ وَٱلْأَعْدَادِ ٱلشَّهْرِيَّةِ مِنْتَأَمَّلْ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ كُلَّ يَوْمٍ
١١ عَلَامَ يَنْبَغِي أَنْ يَنْصَبَّ تَأَمُّلُنَا، وَلِمَاذَا؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ أَيْضًا.)
١١ يَنْبَغِي أَنْ يَنْصَبَّ تَأَمُّلُنَا فِي ٱلْمَرْتَبَةِ ٱلْأُولَى عَلَى كَلِمَةِ ٱللهِ ٱلْمُوحَى بِهَا. وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ حُرِمْتَ مِنْهَا فِي يَوْمٍ مِنَ ٱلْأَيَّامِ؟ * فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، تَذَكَّرْ أَنْ لَا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يَحْرِمَكَ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي مَا خَزَّنْتَهُ بِذَاكِرَتِكَ، مِثْلِ آيَاتِكَ ٱلْمُفَضَّلَةِ وَكَلِمَاتِ تَرَانِيمِ ٱلْمَلَكُوتِ. (اع ١٦:٢٥) وَرُوحُ ٱللهِ سَيُسَاعِدُكَ أَنْ تَتَذَكَّرَ ٱلْحَقَائِقَ ٱلرُّوحِيَّةَ ٱلَّتِي تَعَلَّمْتَهَا. — يو ١٤:٢٦.
١٢ أَيُّ رُوتِينٍ لِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَعُودُ عَلَيْكَ بِٱلْفَائِدَةِ؟
١٢ مِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ، حَدِّدْ أَيَّامًا فِي ٱلْأُسْبُوعِ لِتَتَأَمَّلَ فِي قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأُسْبُوعِيَّةِ فِي مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ. وَعَيِّنْ أَيَّامًا أُخْرَى لِتَتَأَمَّلَ فِي أَقْوَالِ يَسُوعَ وَأَعْمَالِهِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي ٱلْأَنَاجِيلِ ٱلْأَرْبَعَةِ ٱلْمَعْرُوفَةِ جِدًّا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (رو ١٠:١٧؛ عب ١٢:٢؛ ١ بط ٢:٢١) وَفِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ، لَدَيْنَا كِتَابٌ يَرْوِي حَيَاةَ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِٱلتَّرْتِيبِ ٱلزَّمَنِيِّ. وَهُوَ مُسَاعِدٌ رَائِعٌ لَنَا، لَا سِيَّمَا إِذَا قَرَأْنَا بِٱعْتِنَاءٍ رِوَايَاتِ ٱلْأَنَاجِيلِ ٱلْمُتَنَاظِرَةَ ٱلْمُشَارَ إِلَيْهَا فِي كُلِّ فَصْلٍ وَرَكَّزْنَا ٱنْتِبَاهَنَا عَلَيْهَا. — يو ١٤:٦.
لِمَ ٱلتَّأَمُّلُ مُهِمٌّ جِدًّا؟
١٣، ١٤ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى ٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلرُّوحِيَّةِ، وَإِلَامَ يَدْفَعُنَا ذٰلِكَ؟
١٣ يُسَاعِدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلرُّوحِيَّةِ أَنْ نَتَقَدَّمَ إِلَى ٱلنُّضْجِ ٱلْمَسِيحِيِّ. (عب ٥:١٤؛ ٦:١) فَٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي بِٱلْكَادِ يُخَصِّصُ ٱلْوَقْتَ لِلتَّفْكِيرِ فِي يَهْوَهَ وَيَسُوعَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَبْقَى رَاسِخًا فِي ٱلْإِيمَانِ، بَلْ يُعَرِّضُ نَفْسَهُ لِخَطَرِ ٱلِٱنْجِرَافِ أَوِ ٱلِٱبْتِعَادِ عَنِ ٱلْحَقِّ. (عب ٢:١؛ ٣:١٢) فَيَسُوعُ حَذَّرَ أَنَّنَا لَنْ ‹نَحْفَظَ› كَلِمَةَ ٱللهِ مَا لَمْ نَسْمَعْهَا وَنَقْبَلْهَا «بِقَلْبٍ جَيِّدٍ وَصَالِحٍ». فَقَدْ ‹تَجْرُفُنَا هُمُومُ وَغِنَى وَلَذَّاتُ ٱلْحَيَاةِ› بِسُهُولَةٍ، وَ ‹لَا نَأْتِي بِشَيْءٍ تَامِّ ٱلنُّمُوِّ›. — لو ٨:١٤، ١٥.
١٤ مِنْ هُنَا، لِنَسْعَ دَوْمًا إِلَى ٱلتَّمَعُّنِ فِي كَلِمَةِ يَهْوَهَ. فَهٰذَا يَدْفَعُنَا أَنْ نَعْكِسَ مَجْدَهُ وَصِفَاتِهِ وَشَخْصِيَّتَهُ كَمَا يَكْشِفُهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. (٢ كو ) وَمَاذَا نَتَمَنَّى بَعْدُ؟! فَأَمَامَنَا ٱلْفُرْصَةُ أَنْ نَزِيدَ مَعْرِفَتَنَا عَنْ أَبِينَا ٱلْمُحِبِّ وَنَسْعَى إِلَى ٱلتَّمَثُّلِ بِهِ إِلَى ٱلْأَبَدِ. إِنَّهُ حَقًّا لَشَرَفٌ عَظِيمٌ! — ٣:١٨جا ٣:١١.
١٥، ١٦ (أ) كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ؟ (ب) لِمَ يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَحْيَانًا أَنْ نَتَأَمَّلَ، وَلٰكِنْ لِمَ يَسْتَحِقُّ ٱلْأَمْرُ ٱلْعَنَاءَ؟
١٥ وَبِٱلْمُدَاوَمَةِ عَلَى ٱلتَّأَمُّلِ نُحَافِظُ عَلَى غَيْرَتِنَا لِلْحَقِّ. وَهٰذِهِ ٱلْغَيْرَةُ تُنْعِشُ إِخْوَتَنَا وَأَخَوَاتِنَا وَٱلْمُهْتَمِّينَ ٱلَّذِينَ نَلْتَقِيهِمْ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ. كَمَا أَنَّ ٱلتَّفْكِيرَ ٱلْمُتَعَمِّقَ فِي أَعْظَمِ هِبَةٍ مِنْ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ، ذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةِ، يَدْفَعُنَا أَنْ نُعِزَّ عَلَاقَتَنَا ٱلْحَمِيمَةَ بِيَهْوَهَ. (رو ٣:٢٤؛ يع ٤:٨) إِلَيْكَ مِثَالَ مَارْك، أَخٍ مِنْ جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا أَمْضَى ثَلَاثَ سَنَوَاتٍ فِي ٱلسِّجْنِ بِسَبَبِ حِيَادِهِ ٱلْمَسِيحِيِّ. يَقُولُ: «اَلتَّأَمُّلُ أَشْبَهُ بِمُغَامَرةٍ مُشَوِّقَةٍ. فَكُلَّمَا تَأَمَّلْتَ فِي ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ، ٱكْتَشَفْتَ أَوْجُهًا جَدِيدَةً لِشَخْصِيَّةِ يَهْوَهَ. أَحْيَانًا عِنْدَمَا أَشْعُرُ أَنَّنِي مُثَبَّطٌ قَلِيلًا أَوْ قَلِقٌ بِشَأْنِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ، أَتَنَاوَلُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَأَتَأَمَّلُ فِي مَقْطَعٍ مِنْهُ، فَيَزُولُ قَلَقِي وَأَشْعُرُ بِٱلرَّاحَةِ».
١٦ لٰكِنَّ ٱلْحَيَاةَ فِي عَالَمِنَا ٱلْيَوْمَ مَلِيئَةٌ بِٱلتَّلْهِيَاتِ ٱلَّتِي تُصَعِّبُ عَلَيْنَا أَحْيَانًا إِيجَادَ ٱلْوَقْتِ لِلتَّأَمُّلِ. يَعْتَرِفُ أَخٌ مِنْ إِفْرِيقْيَا يُدْعَى بَاتْرِيك: «عَقْلِي مِثْلُ صُنْدُوقِ بَرِيدٍ مَلِيءٍ بِشَتَّى ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلضَّرُورِيَّةِ وَغَيْرِ ٱلضَّرُورِيَّةِ ٱلَّتِي يَلْزَمُ أَنْ أَفْرِزَهَا يَوْمِيًّا. وَبَيْنَمَا أَبْحَثُ فِيهَا غَالِبًا مَا أَجِدُ ‹هُمُومًا› مُزْعِجَةً. لِذَا أَحْتَاجُ أَنْ أُصَلِّيَ إِلَى يَهْوَهَ بِشَأْنِهَا كَيْ أَتَمَكَّنَ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ بِذِهْنٍ صَافٍ. صَحِيحٌ أَنَّ ذٰلِكَ قَدْ يَتَطَلَّبُ بَعْضَ ٱلْوَقْتِ، لٰكِنَّهُ يُقَرِّبُنِي أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ وَيَفْتَحُ ذِهْنِي لِأَفْهَمَ ٱلْحَقَّ فَهْمًا أَفْضَلَ». (مز ٩٤:١٩) فِعْلًا، رَائِعَةٌ هِيَ ٱلْبَرَكَاتُ ٱلَّتِي يَحْصُدُهَا كُلُّ مَنْ ‹يَفْحَصُ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ يَوْمِيًّا› وَيَتَأَمَّلُ فِي تَعَالِيمِهَا. — اع ١٧:١١.
أَيُّ وَقْتٍ يُنَاسِبُكَ؟
١٧ مَتَى تَجِدُ ٱلْوَقْتَ لِتَتَأَمَّلَ؟
١٧ بِإِمْكَانِكَ أَنْ تَقْرَأَ وَتَتَأَمَّلَ وَتُصَلِّيَ فِي وَقْتٍ يُنَاسِبُكَ: فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ، خِلَالَ ٱسْتِرَاحَةِ ٱلْغَدَاءِ، فِي ٱلْأُمْسِيَةِ أَوْ قَبْلَ ٱلنَّوْمِ. وَهُنَاكَ مَنْ يَتَمَتَّعُ بِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي ٱلصَّبَاحِ وَمُجَدَّدًا قَبْلَ ٱلنَّوْمِ. وَلٰكِنْ بِصَرْفِ ٱلنَّظَرِ عَنِ ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي تَخْتَارُهُ، يَلْزَمُ أَنْ تَقْرَأَ «نَهَارًا وَلَيْلًا»، أَيْ بِٱنْتِظَامٍ. (يش ١:٨) فَاَلْمُهِمُّ أَنْ ‹تَشْتَرِيَ ٱلْوَقْتَ›، أَيْ أَنْ تَتَخَلَّى عَنِ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْأَقَلِّ أَهَمِّيَّةً لِتَتَأَمَّلَ يَوْمِيًّا فِي كَلِمَةِ ٱللهِ. — اف ٥:١٥، ١٦.
١٨ بِمَ يَعِدُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلَّذِينَ يَتَأَمَّلُونَ فِيهِ يَوْمِيًّا وَيَسْعَوْنَ لِتَطْبِيقِ تَعَالِيمِهِ؟
١٨ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ تَكْرَارًا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُبَارِكُ كُلَّ مَنْ يَتَأَمَّلُ فِي كَلِمَتِهِ وَيَسْعَى لِتَطْبِيقِ مَا يَتَعَلَّمُهُ. (اقرإ المزمور ١:١-٣.) كَمَا قَالَ يَسُوعُ: «يَا لَسَعَادَةِ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ ٱللهِ وَيَحْفَظُونَهَا!». (لو ١١:٢٨) وَأَعْظَمُ بَرَكَةٍ نَجْنِيهَا مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ كُلَّ يَوْمٍ أَنَّنَا نُمَجِّدُ خَالِقَنَا ٱلْعَظِيمَ. وَهُوَ بِدَوْرِهِ سَيُكَافِئُنَا بِحَيَاةٍ سَعِيدَةٍ ٱلْآنَ وَحَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ فِي عَالَمِهِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْبَارِّ. — يع ١:٢٥؛ رؤ ١:٣.
^ الفقرة 11 اُنْظُرِ ٱلْمَقَالَةَ «صِرَاعُنَا لِلْبَقَاءِ أَقْوِيَاءَ رُوحِيًّا» فِي عَدَدِ ١ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ٢٠٠٦ مِنْ مَجَلَّةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ.