الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«زِدنا ايمانا»‏

‏«زِدنا ايمانا»‏

‏«أَعِنِّي حَيْثُ أَحْتَاجُ إِلَى ٱلْإِيمَانِ!‏».‏ —‏ مر ٩:‏٢٤‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٨١،‏ ١٣٥

١ مَا أَهَمِّيَّةُ ٱلْإِيمَانِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

‏‹هَلْ يَجِدُنِي يَهْوَهُ أَهْلًا لِلنَّجَاةِ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟‏›.‏ لَرُبَّمَا رَاوَدَكَ يَوْمًا هٰذَا ٱلسُّؤَالُ.‏ وَقَدْ أَشَارَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِلَى أَحَدِ أَهَمِّ ٱلْمُؤَهِّلَاتِ،‏ قَائِلًا:‏ «بِدُونِ إِيمَانٍ يَسْتَحِيلُ إِرْضَاؤُهُ».‏ (‏عب ١١:‏٦‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ ذٰلِكَ يَبْدُو فِي غَايَةِ ٱلْبَسَاطَةِ،‏ لٰكِنَّ ٱلْحَقِيقَةَ هِيَ أَنَّ «ٱلْإِيمَانَ لَيْسَ لِجَمِيعِ ٱلنَّاسِ».‏ (‏٢ تس ٣:‏٢‏)‏ وَهَاتَانِ ٱلْآيَتَانِ تُظْهِرَانِ لَنَا كَمْ مُهِمٌّ أَنْ نُنَمِّيَ إِيمَانًا قَوِيًّا.‏

٢،‏ ٣ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ أَبْرَزَ بُطْرُسُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْإِيمَانِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا ٱلْآنَ؟‏

٢ أَبْرَزَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ أَيْضًا أَهَمِّيَّةَ ٱلْإِيمَانِ.‏ فَقَدْ قَالَ إِنَّ ٱلْإِيمَانَ ٱلْمُمْتَحَنَ «يَكُونُ سَبَبًا لِلْمَدْحِ وَٱلْمَجْدِ وَٱلْكَرَامَةِ عِنْدَ ٱلْكَشْفِ عَنْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ».‏ ‏(‏اقرأ ١ بطرس ١:‏٧‏.‏)‏ وَبِمَا أَنَّ ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ بَاتَ وَشِيكًا،‏ أَفَلَا يَجِبُ أَنْ نَتَحَلَّى بِإِيمَانٍ قَوِيٍّ يُؤَهِّلُنَا لِنَيْلِ ٱلْمَدْحِ مِنْ مَلِكِنَا يَسُوعَ عِنْدَ ٱلْكَشْفِ عَنْهُ؟‏ فَمَا مِنْ شَكٍّ أَنَّنَا نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ «مِمَّنْ لَهُمْ إِيمَانٌ لِٱسْتِحْيَاءِ ٱلنَّفْسِ».‏ (‏عب ١٠:‏٣٩‏)‏ لِذٰلِكَ،‏ بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَسْأَلَ ٱللهَ مَا سَأَلَهُ ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي قَالَ لِيَسُوعَ:‏ «أَعِنِّي حَيْثُ أَحْتَاجُ إِلَى ٱلْإِيمَانِ!‏».‏ (‏مر ٩:‏٢٤‏)‏ أَوْ يُمْكِنُ أَنْ نَلْتَمِسَ قَائِلِينَ:‏ «زِدْنَا إِيمَانًا»،‏ مِثْلَمَا فَعَلَ رُسُلُ ٱلْمَسِيحِ.‏ —‏ لو ١٧:‏٥‏.‏

٣ وَبِٱلنَّظَرِ لِحَاجَتِنَا إِلَى زِيَادَةِ إِيمَانِنَا،‏ سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلتَّالِيَةَ:‏ كَيْفَ نُقَوِّي إِيمَانَنَا؟‏ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّ لَنَا إِيمَانًا حَيًّا؟‏ وَمَاذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ يَهْوَهَ يَسْتَجِيبُ لَنَا حِينَ نَطْلُبُ مِنْهُ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْإِيمَانِ؟‏

تَنْمِيَةُ ٱلْإِيمَانِ ٱلَّذِي يُرِيدُهُ ٱللهُ

٤ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ تَدْفَعُنَا إِلَى تَعْزِيزِ إِيمَانِنَا؟‏

٤ بِمَا أَنَّ «كُلَّ مَا كُتِبَ مِنْ قَبْلُ كُتِبَ لِإِرْشَادِنَا»،‏ فَبِإِمْكَانِنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ مِنْ أَمْثِلَةِ أَشْخَاصٍ كَثِيرِينَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱتَّصَفُوا بِٱلْإِيمَانِ.‏ (‏رو ١٥:‏٤‏)‏ فَعِنْدَمَا نَقْرَأُ عَنْ أَشْخَاصٍ مِثْلِ إِبْرَاهِيمَ،‏ سَارَةَ،‏ إِسْحَاقَ،‏ يَعْقُوبَ،‏ مُوسَى،‏ رَاحَابَ،‏ جِدْعُونَ،‏ بَارَاقَ،‏ وَكَثِيرِينَ غَيْرِهِمْ،‏ نَنْدَفِعُ إِلَى فَحْصِ إِيمَانِنَا.‏ (‏عب ١١:‏٣٢-‏٣٥‏)‏ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ،‏ عِنْدَمَا نَقْرَأُ ٱخْتِبَارَاتٍ عَصْرِيَّةً عَنْ إِخْوَةٍ وَأَخَوَاتٍ لَنَا أَعْرَبُوا عَنْ إِيمَانٍ مَتِينٍ،‏ نَنْدَفِعُ إِلَى بَذْلِ كُلِّ جُهْدِنَا لِتَرْسِيخِ إِيمَانِنَا.‏ *

٥ كَيْفَ أَظْهَرَ إِيلِيَّا أَنَّ إِيمَانَهُ بِيَهْوَهَ قَوِيٌّ،‏ وَعَلَامَ يَحْمِلُنَا مِثَالُهُ؟‏

٥ إِنَّ أَحَدَ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلْوَارِدَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هُوَ مِثَالُ ٱلنَّبِيِّ إِيلِيَّا.‏ تَأَمَّلْ فِي ٱلْحَوَادِثِ ٱلتَّالِيَةِ ٱلَّتِي تَكْشِفُ عَنْ ثِقَتِهِ ٱلْمُطْلَقَةِ بِيَهْوَهَ.‏ فَعِنْدَمَا أَعْلَمَ هٰذَا ٱلنَّبِيُّ ٱلْمَلِكَ أَخْآبَ بِنِيَّةِ يَهْوَهَ أَنْ يَجْلُبَ جَفَافًا،‏ أَعْلَنَ بِثِقَةٍ:‏ «حَيٌّ هُوَ يَهْوَهُ .‏ .‏ .‏ إِنَّهُ لَنْ يَكُونَ .‏ .‏ .‏ نَدًى وَلَا مَطَرٌ إِلَّا عِنْدَ قَوْلِ كَلِمَتِي».‏ (‏١ مل ١٧:‏١‏)‏ وَقَدْ آمَنَ إِيلِيَّا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعِيلُهُ هُوَ وَغَيْرَهُ خِلَالَ فَتْرَةِ ٱلْجَفَافِ.‏ (‏١ مل ١٧:‏٤،‏ ٥،‏ ١٣،‏ ١٤‏)‏ كَمَا كَانَ وَاثِقًا بِقُدْرَةِ يَهْوَهَ عَلَى إِقَامَةِ ٱبْنِ ٱلْأَرْمَلَةِ مِنَ ٱلْمَوْتِ.‏ (‏١ مل ١٧:‏٢١‏)‏ وَلَمْ يَكُنْ لَدَيْهِ أَدْنَى شَكٍّ فِي أَنَّ يَهْوَهَ سَيُرْسِلُ نَارًا لِتَأْكُلَ ٱلذَّبِيحَةَ عَلَى جَبَلِ ٱلْكَرْمَلِ.‏ (‏١ مل ١٨:‏٢٤،‏ ٣٧‏)‏ وَعِنْدَمَا قَرَّرَ يَهْوَهُ أَنْ يُنْهِيَ فَتْرَةَ ٱلْجَفَافِ،‏ قَالَ إِيلِيَّا لِأَخْآبَ حَتَّى قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ أَيُّ دَلِيلٍ عَلَى هُطُولِ ٱلْمَطَرِ:‏ «اِصْعَدْ كُلْ وَٱشْرَبْ،‏ لِأَنَّهُ صَوْتُ دَوِيِّ وَابِلٍ مِنَ ٱلْمَطَرِ».‏ (‏١ مل ١٨:‏٤١‏)‏ أَفَلَا تَحْمِلُنَا هٰذِهِ ٱلْحَوَادِثُ عَلَى فَحْصِ إِيمَانِنَا لِنَرَى هَلْ هُوَ بِقُوَّةِ إِيمَانِهِ؟‏

كَيْفَ نُقَوِّي إِيمَانَنَا؟‏

٦ أَيُّ أَمْرٍ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَيْهِ مِنْ يَهْوَهَ لِنُقَوِّيَ إِيمَانَنَا؟‏

٦ لَيْسَ بِمَقْدُورِنَا أَنْ نُنَمِّيَ إِيمَانَنَا بِقُوَّتِنَا ٱلْخَاصَّةِ.‏ فَنَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى رُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ،‏ لِأَنَّ ٱلْإِيمَانَ هُوَ أَحَدُ أَوْجُهِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ.‏ (‏غل ٥:‏٢٢‏)‏ لِذَا،‏ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نَتَّبِعَ مَشُورَةَ يَسُوعَ وَنُصَلِّيَ أَنْ يُعْطِيَنَا ٱللهُ ٱلْمَزِيدَ مِنْ رُوحِهِ،‏ لِأَنَّ يَسُوعَ أَكَّدَ أَنَّ يَهْوَهَ «يُعْطِي رُوحًا قُدُسًا لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ».‏ —‏ لو ١١:‏١٣‏.‏

٧ أَوْضِحْ كَيْفَ نُبْقِي إِيمَانَنَا قَوِيًّا.‏

٧ بَعْدَ أَنْ يَتَرَسَّخَ إِيمَانُنَا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي تَغْذِيَتِهِ.‏ فَإِيمَانُنَا أَشْبَهُ بِٱلنَّارِ ٱلَّتِي نُشْعِلُهَا فِي ٱلْحَطَبِ.‏ فَهِيَ فِي ٱلْبِدَايَةِ تَتَأَجَّجُ وَتَنْبَعِثُ مِنْهَا أَلْسِنَةُ ٱللَّهَبِ.‏ أَمَّا إِذَا لَمْ نَزِدْهَا حَطَبًا،‏ فَسَتَخْمُدُ أَخِيرًا وَتَصِيرُ جَمْرًا حَارًّا،‏ وَٱلْجَمْرُ إِذَا تُرِكَ أَصْبَحَ رَمَادًا بَارِدًا.‏ وَلٰكِنْ،‏ إِذَا غَذَّيْنَا ٱلنَّارَ بِٱسْتِمْرَارٍ بِٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْحَطَبِ،‏ فَلَنْ تَنْطَفِئَ أَبَدًا.‏ بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ،‏ يُمْكِنُ أَنْ نُبْقِيَ إِيمَانَنَا قَوِيًّا إِذَا تَغَذَّيْنَا بِٱسْتِمْرَارٍ بِكَلِمَةِ ٱللهِ.‏ فَعِنْدَمَا نَقْرَأُ وَنَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَوْمِيًّا،‏ نُنَمِّي مَحَبَّةً عَمِيقَةً لِيَهْوَهَ وَكَلِمَتِهِ.‏ وَنَتِيجَةَ ذٰلِكَ،‏ نَتَمَكَّنُ مِنْ زِيَادَةِ إِيمَانِنَا.‏

٨ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى تَقْوِيَةِ إِيمَانِنَا وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَيْهِ؟‏

٨ وَهَلْ مِنْ أُمُورٍ أُخْرَى تُسَاعِدُنَا عَلَى تَقْوِيَةِ إِيمَانِنَا وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَيْهِ؟‏ عَلَيْنَا أَلَّا نَكْتَفِيَ بِمَا تَعَلَّمْنَاهُ قَبْلَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ.‏ (‏عب ٦:‏١،‏ ٢‏)‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ لِنَتَمَعَّنْ بِٱسْتِمْرَارٍ فِي نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي تَحَقَّقَتْ،‏ لِأَنَّهَا تُشَكِّلُ أُسُسًا مَتِينَةً تُوَطِّدُ إِيمَانَنَا.‏ وَبِإِمْكَانِنَا أَيْضًا أَنْ نَفْحَصَ إِيمَانَنَا عَلَى مِحَكِّ كَلِمَةِ ٱللهِ لِنَرَى هَلْ يُطَابِقُ مُوَاصَفَاتِ ٱلْإِيمَانِ ٱلْقَوِيِّ.‏ —‏ اقرأ يعقوب ١:‏٢٥؛‏ ٢:‏٢٤،‏ ٢٦‏.‏

٩،‏ ١٠ كَيْفَ يَتَقَوَّى إِيمَانُنَا مِنْ خِلَالِ (‏أ)‏ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلْجَيِّدَةِ؟‏ (‏ب)‏ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏ (‏ج)‏ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ؟‏

٩ لَقَدْ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِنَّ بِإِمْكَانِنَا أَنْ «نَتَبَادَلَ ٱلتَّشْجِيعَ .‏ .‏ .‏ كُلُّ وَاحِدٍ بِإِيمَانِ ٱلْآخَرِ».‏ (‏رو ١:‏١٢‏)‏ فَعِنْدَمَا نُعَاشِرُ إِخْوَانَنَا،‏ وَلَا سِيَّمَا ٱلَّذِينَ بَرْهَنُوا أَنَّ إِيمَانَهُمْ «مُمْتَحَنٌ»،‏ نَبْنِي وَاحِدُنَا إِيمَانَ ٱلْآخَرِ.‏ (‏يع ١:‏٣‏)‏ فَٱلْمُعَاشَرَاتُ ٱلْجَيِّدَةُ تُقَوِّي ٱلْإِيمَانَ،‏ أَمَّا ٱلرَّدِيئَةُ فَتَهْدِمُهُ.‏ (‏١ كو ١٥:‏٣٣‏)‏ مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ يُوصِينَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَلَّا نَتْرُكَ «ٱجْتِمَاعَنَا».‏ فَهُنَاكَ ‹نُشَجِّعُ بَعْضُنَا بَعْضًا›.‏ ‏(‏اقرإ العبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏)‏ كَمَا أَنَّ مَوَادَّ ٱلِٱجْتِمَاعِ بِحَدِّ ذَاتِهَا تُقَوِّي ٱلْإِيمَانَ.‏ وَهٰذَا يَنْسَجِمُ مَعَ مَا قَالَهُ بُولُسُ:‏ «اَلْإِيمَانُ يَلِي ٱلسَّمَاعَ».‏ (‏رو ١٠:‏١٧‏)‏ فَهَلْ حُضُورُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ جُزْءٌ لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ حَيَاتِنَا؟‏

١٠ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ،‏ يَنْمُو إِيمَانُنَا حِينَ نُشَارِكُ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ.‏ فَعَلَى غِرَارِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ،‏ نَتَعَلَّمُ أَنْ نَضَعَ كَامِلَ ثِقَتِنَا فِي يَهْوَهَ وَأَنْ نَتَكَلَّمَ بِجُرْأَةٍ فِي أَيِّ ظَرْفٍ كَانَ.‏ —‏ اع ٤:‏١٧-‏٢٠؛‏ ١٣:‏٤٦‏.‏

١١ لِمَ ٱمْتَلَكَ كَالِبُ وَيَشُوعُ إِيمَانًا قَوِيًّا،‏ وَكَيْفَ يَنْمُو إِيمَانُنَا نَحْنُ أَيْضًا؟‏

١١ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ يَنْمُو إِيمَانُنَا حِينَ نَرَى كَيْفَ يَدْعَمُنَا يَهْوَهُ فِي حَيَاتِنَا وَكَيْفَ يَسْتَجِيبُ لِصَلَوَاتِنَا.‏ وَهٰذَا مَا حَصَلَ مَعَ كَالِبَ وَيَشُوعَ.‏ فَقَدْ كَانَ لَدَيْهِمَا إِيمَانٌ بِيَهْوَهَ حِينَ تَجَسَّسَا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ.‏ لٰكِنَّ هٰذَا ٱلْإِيمَانَ قَوِيَ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ وَنَمَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ كُلَّمَا لَمَسَا تَوْجِيهَ يَهْوَهَ فِي مُخْتَلِفِ مَرَاحِلِ حَيَاتِهِمَا.‏ فَلَا عَجَبَ أَنْ قَالَ يَشُوعُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِكُلِّ ثِقَةٍ:‏ «لَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ جَمِيعِ ٱلْكَلَامِ ٱلصَّالِحِ ٱلَّذِي كَلَّمَكُمْ بِهِ يَهْوَهُ إِلٰهُكُمْ».‏ ثُمَّ أَضَافَ لَاحِقًا:‏ «وَٱلْآنَ خَافُوا يَهْوَهَ وَٱخْدُمُوهُ بِلَا عَيْبٍ وَبِٱلْحَقِّ .‏ .‏ .‏ أَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَخْدُمُ يَهْوَهَ».‏ (‏يش ٢٣:‏١٤؛‏ ٢٤:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ نَحْنُ أَيْضًا يُمْكِنُنَا أَنْ نُنَمِّيَ قَنَاعَةً كَهٰذِهِ حِينَمَا نَذُوقُ مَا أَطْيَبَ يَهْوَهَ.‏ —‏ مز ٣٤:‏٨‏.‏

كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّ لَنَا إِيمَانًا حَيًّا؟‏

١٢ كَيْفَ نُبَرْهِنُ أَنَّ إِيمَانَنَا حَيٌّ؟‏

١٢ يَقُولُ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ:‏ «أَنَا أُرِيكَ إِيمَانِي بِأَعْمَالِي».‏ (‏يع ٢:‏١٨‏)‏ فَلْنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي أَمْثِلَةٍ تُظْهِرُ كَيْفَ نُرِي إِيمَانَنَا بِأَعْمَالِنَا.‏

اِجْتِهَادُنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ دَلِيلٌ عَلَى إِيمَانِنَا ٱلْقَوِيِّ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٣.‏)‏

١٣ كَيْفَ يَكُونُ عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ دَلِيلًا عَلَى إِيمَانِنَا؟‏

١٣ إِنَّ ٱلْمُشَارَكَةَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ طَرِيقَةٌ رَائِعَةٌ نُبَرْهِنُ بِهَا أَنَّ إِيمَانَنَا حَيٌّ.‏ ذٰلِكَ أَنَّ هٰذَا ٱلْعَمَلَ يَتَطَلَّبُ ٱلْإِيمَانَ بِأَنَّ ٱلنِّهَايَةَ قَرِيبَةٌ وَأَنَّهَا «لَنْ تَتَأَخَّرَ».‏ (‏حب ٢:‏٣‏)‏ وَعَلَيْهِ،‏ فَإِنَّ مَدَى ٱجْتِهَادِنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ هُوَ مِحَكٌّ لِإِيمَانِنَا.‏ فَهَلْ نَبْذُلُ كُلَّ طَاقَتِنَا لِإِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ عَنِ ٱللهِ؟‏ وَهَلْ نَبْحَثُ عَنْ طَرَائِقَ لِنُوَسِّعَ خِدْمَتَنَا؟‏ (‏٢ كو ١٣:‏٥‏)‏ فَٱلْقِيَامُ «بِإِعْلَانٍ جَهْرِيٍّ لِلْخَلَاصِ» طَرِيقَةٌ فَعَّالَةٌ نُظْهِرُ بِهَا أَنَّ إِيمَانَنَا حَيٌّ.‏ —‏ اقرأ روما ١٠:‏١٠‏.‏

١٤،‏ ١٥ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْإِيمَانِ فِي وَجْهِ تَحَدِّيَاتِ ٱلْحَيَاةِ؟‏ (‏ب)‏ اِرْوِ ٱخْتِبَارًا يُظْهِرُ كَيْفَ يَكُونُ ٱلْإِيمَانُ حَيًّا بِٱلْأَعْمَالِ.‏

١٤ وَيَظْهَرُ أَيْضًا إِيمَانُنَا بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي نُجَابِهُ بِهَا تَحَدِّيَاتِ ٱلْحَيَاةِ.‏ فَسَوَاءٌ عَانَيْنَا ٱلْمَرَضَ أَوِ ٱلتَّثَبُّطَ أَوِ ٱلْكَآبَةَ أَوِ ٱلْفَقْرَ أَوْ أَيَّةَ مُشْكِلَةٍ أُخْرَى،‏ نَحْنُ نَثِقُ أَنَّ يَهْوَهَ وَٱبْنَهُ سَيَدْعَمَانِنَا «عِنْدَمَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلْعَوْنِ».‏ (‏عب ٤:‏١٦‏)‏ وَنُعْرِبُ عَنْ هٰذِهِ ٱلثِّقَةِ حِينَ نَطْلُبُ مِنْ يَهْوَهَ ٱلْمُسَاعَدَةَ.‏ فَيَسُوعُ قَالَ إِنَّنَا نَسْتَطِيعُ ٱلصَّلَاةَ حَتَّى مِنْ أَجْلِ حَاجَاتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةِ،‏ بِمَا فِيهَا «خُبْزُنَا ٱلْيَوْمِيُّ».‏ (‏لو ١١:‏٣‏)‏ وَتُؤَكِّدُ رِوَايَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ يَهْوَهَ قَادِرٌ عَلَى إِعَالَتِنَا.‏ فَخِلَالَ فَتْرَةِ جَفَافٍ شَدِيدٍ فِي إِسْرَائِيلَ،‏ زَوَّدَ ٱللهُ إِيلِيَّا بِٱلطَّعَامِ وَٱلْمَاءِ.‏ تَذْكُرُ ٱلرِّوَايَةُ:‏ «كَانَتِ ٱلْغِرْبَانُ تُحْضِرُ لَهُ خُبْزًا وَلَحْمًا فِي ٱلصَّبَاحِ وَخُبْزًا وَلَحْمًا فِي ٱلْمَسَاءِ،‏ وَكَانَ يَشْرَبُ مِنَ ٱلْوَادِي».‏ (‏١ مل ١٧:‏٣-‏٦‏)‏ وَمِثْلَمَا دَعَمَ يَهْوَهُ إِيلِيَّا فِي ٱلْمَاضِي،‏ لَدَيْنَا ٱلثِّقَةُ بِأَنَّهُ سَيُزَوِّدُنَا بِحَاجَاتِنَا نَحْنُ أَيْضًا.‏

يَظْهَرُ إِيمَانُنَا بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي نُجَابِهُ بِهَا تَحَدِّيَاتِ ٱلْحَيَاةِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٤.‏)‏

١٥ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ نَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّ تَطْبِيقَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُسَاعِدُنَا عَلَى تَأْمِينِ قُوتِنَا ٱلْيَوْمِيِّ.‏ وَلَمَسَتْ صِحَّةَ ذٰلِكَ أُخْتٌ مُتَزَوِّجَةٌ فِي آسِيَا تُدْعَى رِيبِيكَّا.‏ فَقَدْ طَبَّقَتْ هِيَ وَعَائِلَتُهَا مَتَّى ٦:‏٣٣ وَٱلْأَمْثَال ١٠:‏٤ بِوَضْعِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا وَٱلْعَمَلِ بِٱجْتِهَادٍ.‏ فَفِي إِحْدَى ٱلْمَرَاحِلِ،‏ شَعَرَ زَوْجُهَا أَنَّ عَمَلَهُ يُعَرِّضُ رُوحِيَّاتِهِمْ لِلْخَطَرِ،‏ فَقَدَّمَ ٱسْتِقَالَتَهُ.‏ وَلٰكِنْ،‏ كَيْفَ كَانَا سَيُعِيلَانِ أَوْلَادَهُمَا ٱلْأَرْبَعَةَ؟‏ تُخْبِرُ رِيبِيكَّا:‏ ‏«بَدَأْنَا نَصْنَعُ ٱلْحَلْوَى وَنَبِيعُهَا.‏ وَعَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ،‏ شَعَرْنَا أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَتَخَلَّ عَنَّا قَطُّ.‏ فَلَمْ تَنْقُصْنَا وَجْبَةُ طَعَامٍ وَاحِدَةٌ».‏ فَهَلْ حَصَلَ مَعَكَ ٱخْتِبَارٌ مُمَاثِلٌ قَوَّى إِيمَانَكَ؟‏

١٦ مَاذَا يَحْصُلُ إِذَا ٱتَّكَلْنَا عَلَى ٱللهِ؟‏

١٦ إِنَّ ٱتِّبَاعَ إِرْشَادِ ٱللهِ هُوَ دَائِمًا لِخَيْرِنَا،‏ وَيَجِبُ أَلَّا نَشُكَّ يَوْمًا فِي هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةِ.‏ كَتَبَ بُولُسُ مُقْتَبِسًا كَلِمَاتِ حَبَقُّوقَ ٱلْمُوحَى بِهَا:‏ «اَلْبَارُّ بِٱلْإِيمَانِ يَحْيَا».‏ (‏غل ٣:‏١١؛‏ حب ٢:‏٤‏)‏ فَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَكُونَ إِيمَانُنَا قَوِيًّا بِٱلَّذِي يَسْتَطِيعُ فِعْلًا أَنْ يُسَاعِدَنَا.‏ وَمَنْ غَيْرُ ٱللهِ «قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَ،‏ بِحَسَبِ قُوَّتِهِ ٱلْعَامِلَةِ فِينَا،‏ مَا يَفُوقُ جِدًّا كُلَّ مَا نَسْأَلُ أَوْ نَتَخَيَّلُ وَأَكْثَرَ»؟‏!‏ (‏اف ٣:‏٢٠‏)‏ لِذَا،‏ يَعْمَلُ خُدَّامُ يَهْوَهَ كُلَّ مَا فِي وِسْعِهِمْ لِيُتَمِّمُوا مَشِيئَةَ ٱللهِ.‏ لٰكِنَّهُمْ،‏ إِذْ يَعْرِفُونَ أَنَّ قُدْرَتَهُمْ لَهَا حُدُودٌ،‏ يَتَّكِلُونَ عَلَى يَهْوَهَ لِيُبَارِكَ جُهُودَهُمْ.‏ أَفَلَا يُفْرِحُنَا أَنَّ ٱللهَ هُوَ دَائِمًا إِلَى جَانِبِنَا؟‏

يَهْوَهُ يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِ خُدَّامِهِ

١٧ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ ٱسْتُجِيبَ طَلَبُ ٱلرُّسُلِ أَنْ يَزِيدَهُمُ ٱلرَّبُّ إِيمَانًا؟‏ (‏ب)‏ هَلْ يَسْتَجِيبُ ٱللهُ لَنَا ٱلْيَوْمَ إِذَا طَلَبْنَا ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْإِيمَانِ؟‏

١٧ بَعْدَ هٰذِهِ ٱلْمُنَاقَشَةِ،‏ قَدْ نَشْعُرُ مِثْلَمَا شَعَرَ ٱلرُّسُلُ حِينَ سَأَلُوا ٱلرَّبَّ:‏ «زِدْنَا إِيمَانًا».‏ (‏لو ١٧:‏٥‏)‏ وَقَدِ ٱسْتُجِيبَ طَلَبُهُمْ،‏ خَاصَّةً يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م حِينَ سُكِبَ عَلَيْهِمِ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ وَعَمُقَتْ مَعْرِفَتُهُمْ لِقَصْدِ ٱللهِ.‏ وَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّهُمْ بَاشَرُوا حَمْلَةً كِرَازِيَّةً كُبْرَى لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهَا مِنْ قَبْلُ.‏ (‏كو ١:‏٢٣‏)‏ وَهَلْ يَسْتَجِيبُ ٱللهُ لَنَا ٱلْيَوْمَ إِذَا طَلَبْنَا ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْإِيمَانِ؟‏ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ،‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّ ٱللهَ يَسْمَعُ لَنَا إِذَا «طَلَبْنَا بِحَسَبِ مَشِيئَتِهِ».‏ —‏ ١ يو ٥:‏١٤‏.‏

١٨ كَيْفَ يُبَارِكُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ يُنَمُّونَ إِيمَانَهُمْ؟‏

١٨ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ يَهْوَهَ يَرْضَى عَنَّا حِينَ نَضَعُ فِيهِ كَامِلَ ثِقَتِنَا.‏ وَهُوَ سَيَسْتَجِيبُ طَلَبَنَا أَنْ نَزْدَادَ إِيمَانًا،‏ فَيَنْمُو إِيمَانُنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ وَنُحْسَبُ «مُسْتَحِقِّينَ لِمَلَكُوتِ ٱللهِ».‏ —‏ ٢ تس ١:‏٣،‏ ٥‏.‏

^ ‎الفقرة 4‏ لِلْحُصُولِ عَلَى بَعْضِ ٱلْأَمْثِلَةِ،‏ ٱنْظُرْ فِي مَجَلَّةِ إِسْتَيْقِظْ!‏ قِصَصَ حَيَاةِ لِيلِيَان غُوبَايْتَس كْلُوزِه (‏٢٢ تَمُّوزَ [يُولْيُو] ١٩٩٣‏)‏،‏ فِيلِكْس بُورِيس (‏٢٢ شُبَاطَ [فِبْرَايِر] ١٩٩٤‏)‏،‏ وَجُوزِفِين إِلِيَاس (‏أَيْلُولَ [سِبْتَمْبِر] ٢٠٠٩‏)‏.‏