يهوه يتواصل مع شعبه
«اِسْمَعْ، فَأَتَكَلَّمَ أَنَا». — اي ٤٢:٤.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١١٣، ١١٤
١-٣ (أ) لِمَ لَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ أَفْكَارُ ٱللهِ وَٱللُّغَةُ ٱلَّتِي يَتَوَاصَلُ بِهَا أَسْمَى مِنْ أَفْكَارِ ٱلْبَشَرِ وَلُغَاتِهِمْ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
خَلَقَ ٱللهُ ٱلْمَلَائِكَةَ وَٱلْبَشَرَ لِأَنَّهُ لَا يُرِيدُ أَنْ يَتَفَرَّدَ بِٱلسَّعَادَةِ وَٱلْوُجُودِ. (مز ٣٦:٩؛ ١ تي ١:١١) وَأَوَّلُ مَخْلُوقٍ أَوْجَدَهُ ٱللهُ دَعَاهُ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا «ٱلْكَلِمَةَ». (يو ١:١؛ رؤ ٣:١٤) وَقَدْ تَوَاصَلَ يَهْوَهُ مَعَ ٱبْنِهِ ٱلْبِكْرِ هٰذَا، مُطْلِعًا إِيَّاهُ عَلَى أَفْكَارِهِ وَمَشَاعِرِهِ. (يو ١:١٤، ١٧؛ كو ١:١٥) وَيُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ أَيْضًا يَتَوَاصَلُونَ مَعًا. فَٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَتَى عَلَى ذِكْرِ ‹أَلْسِنَةِ ٱلْمَلَائِكَةِ›، لُغَةٍ سَمَاوِيَّةٍ أَسْمَى مِنَ ٱللُّغَاتِ ٱلَّتِي يَتَوَاصَلُ بِهَا ٱلْبَشَرُ. — ١ كو ١٣:١.
٢ هٰذِهِ ٱلْمَخْلُوقَاتُ ٱلذَّكِيَّةُ ٱلَّتِي أَوْجَدَهَا يَهْوَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ تُعَدُّ بِٱلْبَلَايِينِ. وَمَعَ ذٰلِكَ يَعْرِفُهَا جَمِيعًا حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ. وَهُوَ قَادِرٌ أَنْ يَسْمَعَ وَيَفْهَمَ صَلَوَاتِ أَعْدَادٍ لَا تُحْصَى مِنَ ٱلنَّاسِ مَهْمَا كَانَتْ لُغَتُهُمْ، وَلَوْ قَدَّمُوهَا جَمِيعًا فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ. وَبَيْنَمَا يُصْغِي إِلَى كُلِّ هٰذِهِ ٱلصَّلَوَاتِ، يَتَوَاصَلُ أَيْضًا مَعَ مَلَائِكَتِهِ وَيُوَجِّهُهُمْ. وَلِتَحْقِيقِ كُلِّ ذٰلِكَ، لَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ أَفْكَارُهُ وَٱللُّغَةُ ٱلَّتِي يَتَوَاصَلُ بِهَا أَسْمَى بِأَشْوَاطٍ مِنْ أَفْكَارِ ٱلْبَشَرِ وَٱللُّغَاتِ ٱلَّتِي يَنْطِقُونَ بِهَا. (اقرأ اشعيا ٥٥:٨، ٩.) لِذَا، يُبَسِّطُ يَهْوَهُ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلَّتِي يُعَبِّرُ بِهَا عَنْ أَفْكَارِهِ لِلنَّاسِ، كَيْ يَسْهُلَ عَلَيْهِمْ فَهْمُهَا.
٣ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ ٱلْخُطُوَاتِ ٱلَّتِي ٱتَّخَذَهَا ٱللهُ ٱلْكُلِّيُّ ٱلْحِكْمَةِ لِيَتَوَاصَلَ بِطَرِيقَةٍ مَفْهُومَةٍ مَعَ شَعْبِهِ عَلَى مَرِّ ٱلْقُرُونِ. وَسَنَرَى أَيْضًا كَيْفَ يُغَيِّرُ وَسِيلَةَ ٱلتَّوَاصُلِ عَلَى حَسَبِ ٱلْحَاجَةِ وَٱلظُّرُوفِ.
اَللهُ يَتَوَاصَلُ مَعَ ٱلْبَشَرِ
٤ (أ) بِأَيَّةِ لُغَةٍ تَوَاصَلَ يَهْوَهُ مَعَ مُوسَى وَصَمُوئِيلَ وَدَاوُدَ؟ (ب) عَلَامَ يَحْتَوِي ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ؟
٤ تَوَاصَلَ يَهْوَهُ مَعَ آدَمَ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ بِلُغَةٍ يَفْهَمُهَا ٱلْإِنْسَانُ، هِيَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَحَدُ أَقْدَمِ أَشْكَالِ ٱللُّغَةِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ. وَلَاحِقًا نَقَلَ أَفْكَارَهُ إِلَى كَتَبَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ، أَمْثَالِ مُوسَى وَصَمُوئِيلَ وَدَاوُدَ، فَعَبَّرُوا عَنْهَا بِكَلِمَاتِهِمْ وَأُسْلُوبِهِمِ ٱلْخَاصِّ. كَمَا كَتَبُوا أَفْكَارًا أَمْلَاهَا يَهْوَهُ عَلَيْهِمْ مُبَاشَرَةً. وَقَدْ أَخْبَرَ ٱلْكَتَبَةُ أَيْضًا عَنْ تَعَامُلَاتِ ٱللهِ مَعَ شَعْبِهِ، فَقَصُّوا رِوَايَاتٍ أَعْرَبَ فِيهَا خُدَّامُهُ عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ أَوِ ٱرْتَكَبُوا أَخْطَاءً وَفَعَلُوا ٱلشَّرَّ. وَجَمِيعُ هٰذِهِ ٱلْمَعْلُومَاتِ هِيَ عَلَى جَانِبٍ عَظِيمٍ مِنَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ ٱلْيَوْمَ. — رو ١٥:٤.
٥ هَلْ أَصَرَّ يَهْوَهُ أَنْ يَسْتَخْدِمَ شَعْبُهُ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ فَقَطْ؟ أَوْضِحْ.
٥ لَمْ يَحْصُرْ يَهْوَهُ تَوَاصُلَهُ مَعَ ٱلْبَشَرِ فِي لُغَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ. فَبَعْدَ ٱلسَّبْيِ ٱلْبَابِلِيِّ، ٱخْتَلَفَتِ ٱلظُّرُوفُ وَصَارَ بَعْضُ شَعْبِ ٱللهِ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْأَرَامِيَّةَ فِي حَيَاتِهِمِ ٱلْيَوْمِيَّةِ. وَرُبَّمَا هٰذَا هُوَ ٱلسَّبَبُ ٱلَّذِي مِنْ أَجْلِهِ كَتَبَ ٱلنَّبِيَّانِ دَانِيَالُ وَإِرْمِيَا وَٱلْكَاهِنُ عَزْرَا أَجْزَاءً مِنْ أَسْفَارِهِمْ بِٱلْأَرَامِيَّةِ. *
٦ لِمَ تُرْجِمَتِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ إِلَى ٱلْيُونَانِيَّةِ؟
٦ وَبِسَبَبِ غَزَوَاتِ ٱلْإِسْكَنْدَرِ ٱلْكَبِيرِ، أَصْبَحَتِ ٱللُّغَةُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلشَّائِعَةُ، أَيِ ٱلْكُيْنِيَّةُ، لُغَةً مَحْكِيَّةً وَمَفْهُومَةً فِي كُلِّ مَكَانٍ. نَتِيجَةَ ذٰلِكَ، صَارَ يَهُودٌ كَثِيرُونَ يَتَكَلَّمُونَ هٰذِهِ ٱللُّغَةَ، مَا أَدَّى إِلَى تَرْجَمَةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ إِلَى ٱلْيُونَانِيَّةِ. وَهٰذِهِ ٱلتَّرْجَمَةُ تُدْعَى ٱلسَّبْعِينِيَّةَ، وَهِيَ أُولَى تَرْجَمَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَإِحْدَى أَهَمِّهَا. وَيَقُولُ ٱلْخُبَرَاءُ بِأَنَّ ٧٢ شَخْصًا سَاهَمُوا فِي تَرْجَمَتِهَا. * وَقَدِ ٱعْتَمَدَ هٰؤُلَاءِ أَسَالِيبَ مُخْتَلِفَةً فِي ٱلتَّرْجَمَةِ، فَنَقَلَ بَعْضُهُمُ ٱلنَّصَّ ٱلْعِبْرَانِيَّ كَلِمَةً فَكَلِمَةً فِيمَا لَمْ يَتَقَيَّدْ آخَرُونَ بِٱلْحَرْفِيَّةِ. مَعَ ذٰلِكَ، ٱعْتَبَرَ ٱلْيَهُودُ ٱلنَّاطِقُونَ بِٱلْيُونَانِيَّةِ، وَٱلْمَسِيحِيُّونَ لَاحِقًا، أَنَّ ٱلسَّبْعِينِيَّةَ هِيَ كَلِمَةُ ٱللهِ.
٧ أَيَّةُ لُغَةٍ تَكَلَّمَهَا يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ لِيُعَلِّمَ تَلَامِيذَهُ؟
٧ عِنْدَمَا نَزَلَ ٱبْنُ ٱللهِ ٱلْبِكْرُ إِلَى ٱلْأَرْضِ، تَكَلَّمَ وَعَلَّمَ بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ. (يو ١٩:٢٠؛ ٢٠:١٦؛ اع ٢٦:١٤) وَبِمَا أَنَّ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ تَأَثَّرَتْ بِٱلْأَرَامِيَّةِ عَلَى مَا يَتَّضِحُ، فَرُبَّمَا ٱسْتَخْدَمَ يَسُوعُ كَلِمَاتٍ أَرَامِيَّةً. غَيْرَ أَنَّهُ نَطَقَ أَيْضًا بِٱللُّغَةِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ، لُغَةِ مُوسَى وَٱلْأَنْبِيَاءِ، ٱلَّذِينَ قُرِئَتْ كِتَابَاتُهُمْ كُلَّ أُسْبُوعٍ فِي ٱلْمَجَامِعِ. (لو ٤:١٧-١٩؛ ٢٤:٤٤، ٤٥؛ اع ١٥:٢١) بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، كَانَتِ ٱلْيُونَانِيَّةُ وَٱللَّاتِينِيَّةُ مَحْكِيَّتَيْنِ فِي إِسْرَائِيلَ. لٰكِنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ لَا تُخْبِرُنَا هَلْ تَكَلَّمَ يَسُوعُ هَاتَيْنِ ٱللُّغَتَيْنِ أَمْ لَا.
٨، ٩ لِمَ كُتِبَتْ بَعْضُ أَسْفَارِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱلْيُونَانِيَّةِ، وَمَاذَا يُعَلِّمُنَا ذٰلِكَ عَنْ يَهْوَهَ؟
٨ نَطَقَ أَتْبَاعُ يَسُوعَ ٱلْأَوَّلُونَ أَيْضًا بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ، وَلٰكِنْ، بَعْدَ مَوْتِهِ، تَكَلَّمَ تَلَامِيذُهُ لُغَاتٍ أُخْرَى. (اقرإ الاعمال .) وَمَعَ ٱنْتِشَارِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، صَارَتْ لُغَةُ تَلَامِيذَ كَثِيرِينَ هِيَ ٱلْيُونَانِيَّةَ عِوَضَ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، ٱنْتَشَرَتْ أَنَاجِيلُ مَتَّى وَمَرْقُسَ وَلُوقَا وَيُوحَنَّا بِٱلْيُونَانِيَّةِ. ٦:١ * كَمَا كُتِبَتْ رَسَائِلُ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ وَٱلْأَسْفَارُ ٱلْأُخْرَى ٱلْمُوحَى بِهَا وَٱنْتَشَرَتْ بِٱلْيُونَانِيَّةِ.
٩ وَتَجْدُرُ ٱلْإِشَارَةُ إِلَى أَنَّ كَتَبَةَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱعْتَمَدُوا عَادَةً عَلَى ٱلتَّرْجَمَةِ ٱلسَّبْعِينِيَّةِ عِنْدَ ٱلِٱقْتِبَاسِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ. وَهٰذِهِ ٱلِٱقْتِبَاسَاتُ هِيَ ٱلْآنَ جُزْءٌ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمُوحَى بِهَا، وَإِنْ لَمْ تُطَابِقْ أَحْيَانًا ٱلنَّصَّ ٱلْعِبْرَانِيَّ ٱلْأَصْلِيَّ مُطَابَقَةً تَامَّةً. وَهٰكَذَا، أَصْبَحَ عَمَلُ مُتَرْجِمِينَ نَاقِصِينَ جُزْءًا مِنْ كَلِمَةِ ٱللهِ ٱلَّذِي لَا يُفَضِّلُ حَضَارَةً أَوْ لُغَةً عَلَى أُخْرَى. — اقرإ الاعمال ١٠:٣٤.
١٠ مَاذَا نَسْتَنْتِجُ بِشَأْنِ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يَتَوَاصَلُ بِهَا يَهْوَهُ مَعَ ٱلْبَشَرِ؟
١٠ تَعَلَّمْنَا مِنْ هٰذِهِ ٱلْمُرَاجَعَةِ ٱلْمُخْتَصَرَةِ أَنَّ يَهْوَهَ يَتَوَاصَلُ مَعَ ٱلْبَشَرِ بِحَسَبِ ٱلْحَاجَةِ وَٱلظُّرُوفِ. فَهُوَ لَا يُصِرُّ أَنْ نَتَعَلَّمَ لُغَةً مُعَيَّنَةً لِنَتَعَرَّفَ بِهِ وَبِمَقَاصِدِهِ. (اقرأ زكريا ٨:٢٣؛ رؤيا ٧:٩، ١٠.) وَتَعَلَّمْنَا أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ أَوْحَى بِكَلَامِهِ إِلَى كَتَبَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، لٰكِنَّهُ سَمَحَ لَهُمْ بِأَنْ يَكْتُبُوا أَفْكَارَهُ بِأَسَالِيبَ مُخْتَلِفَةٍ.
حِفْظُ رِسَالَةِ ٱللهِ
١١ لِمَاذَا لَمْ تَقِفِ ٱلِٱخْتِلَافَاتُ ٱللُّغَوِيَّةُ عَائِقًا أَمَامَ تَوَاصُلِ ٱللهِ مَعَ ٱلْبَشَرِ؟
١١ إِنَّ ٱللُّغَاتِ ٱلْمُتَنَوِّعَةَ وَٱلِٱخْتِلَافَاتِ ٱلطَّفِيفَةَ ٱلَّتِي حَدَثَتْ أَثْنَاءَ ٱلتَّرْجَمَةِ لَمْ تَكُنْ لِتَقِفَ عَائِقًا أَمَامَ تَوَاصُلِ ٱللهِ مَعَ ٱلْبَشَرِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ سِوَى بَعْضِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي تَلَفَّظَ بِهَا يَسُوعُ بِٱللُّغَةِ ٱلْأَصْلِيَّةِ، إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ حَرَصَ أَنْ تُدَوَّنَ وَتُتَرْجَمَ تَعَالِيمُ يَسُوعَ بِٱلْيُونَانِيَّةِ، ثُمَّ تُنْقَلَ مَعَ ٱلْوَقْتِ إِلَى لُغَاتٍ أُخْرَى. (مت ٢٧:٤٦؛ مر ٥:٤١؛ ٧:٣٤؛ ١٤:٣٦) فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، نُسِخَتْ مَخْطُوطَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمَرَّةَ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى عَلَى يَدِ ٱلْيَهُودِ وَٱلْمَسِيحِيِّينَ، مَا سَاهَمَ فِي حِفْظِ ٱلْكِتَابَاتِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. ثُمَّ تُرْجِمَتْ هٰذِهِ ٱلْكِتَابَاتُ إِلَى ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱللُّغَاتِ. فَيُوحَنَّا ٱلذَّهَبِيُّ ٱلْفَمِ ٱلَّذِي عَاشَ فِي ٱلْقَرْنَيْنِ ٱلرَّابِعِ وَٱلْخَامِسِ بَعْدَ ٱلْمِيلَادِ قَالَ إِنَّ تَعَالِيمَ يَسُوعَ كَانَتْ فِي أَيَّامِهِ مُتَرْجَمَةً إِلَى لُغَةِ ٱلسُّورِيِّينَ وَٱلْمِصْرِيِّينَ وَٱلْهُنُودِ وَٱلْفُرْسِ وَٱلْحَبَشِيِّينَ وَشُعُوبٍ كَثِيرِينَ غَيْرِهِمْ.
١٢ أَيَّةُ مُقَاوَمَةٍ وَاجَهَهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ؟
١٢ عَلَى مَرِّ ٱلتَّارِيخِ، شُنَّتْ هَجَمَاتٌ عَدِيدَةٌ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَعَلَى ٱلَّذِينَ تَرْجَمُوهُ وَنَشَرُوهُ. فَعَامَ ٣٠٣ بم، أَمَرَ ٱلْإِمْبَرَاطُورُ ٱلرُّومَانِيُّ دِيُوقْلِيتْيَانُس بِإِتْلَافِ كُلِّ نُسَخِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلسَّادِسَ عَشَرَ، ٢ تيموثاوس ٢:٩.
صَمَّمَ وِلْيَم تِنْدَل عَلَى تَرْجَمَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنَ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ وَٱلْيُونَانِيَّةِ إِلَى ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ، قَائِلًا لِأَحَدِ رِجَالِ ٱلدِّينِ: «إِذَا أَبْقَانِي ٱللهُ حَيًّا، فَلَنْ تَمْضِيَ سَنَوَاتٌ كَثِيرَةٌ حَتَّى أَجْعَلَ ٱلصَّبِيَّ ٱلَّذِي يَسُوقُ ٱلْمِحْرَاثَ يَعْرِفُ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَكْثَرَ مِمَّا تَعْرِفُ أَنْتَ». لٰكِنَّ تِنْدَلَ ٱضْطُرَّ إِلَى ٱلْهَرَبِ مِنْ إِنْكِلْتَرَا إِلَى ٱلْقَارَّةِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ لِيُتَرْجِمَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَيَطْبَعَهُ. وَعَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ حَمْلَةٍ شَنَّهَا رِجَالُ ٱلدِّينِ لِحَرْقِ كُلِّ ٱلْكُتُبِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلَّتِي يَعْثُرُونَ عَلَيْهَا، ٱنْتَشَرَتْ تَرْجَمَةُ تِنْدَلَ ٱنْتِشَارًا كَبِيرًا. وَلٰكِنْ، فِي آخِرِ ٱلْأَمْرِ، خَانَهُ صَدِيقٌ مَزْعُومٌ، فَخُنِقَ ثُمَّ أُحْرِقَ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ. إِلَّا أَنَّ تَرْجَمَتَهُ لَمْ تَلْقَ ذَاتَ ٱلْمَصِيرِ، إِذْ إِنَّهَا ٱعْتُمِدَتْ كَأَسَاسٍ لِإِنْتَاجِ تَرْجَمَةِ ٱلْمَلِكِ جَيْمْس. — اقرأ١٣ مَاذَا أَظْهَرَتْ دِرَاسَةُ ٱلْمَخْطُوطَاتِ ٱلْقَدِيمَةِ؟
١٣ طَبْعًا، تَحْتَوِي بَعْضُ نُسَخِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْقَدِيمَةِ عَلَى أَخْطَاءٍ وَفَوَارِقَ طَفِيفَةٍ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْعُلَمَاءَ دَرَسُوا آلَافَ ٱلْجُذَاذَاتِ وَٱلْمَخْطُوطَاتِ وَٱلتَّرْجَمَاتِ ٱلْقَدِيمَةِ دَرْسًا دَقِيقًا وَقَارَنُوهَا بَعْضَهَا بِبَعْضٍ. وَهٰذِهِ ٱلدِّرَاسَاتُ أَثْبَتَتْ دِقَّةَ ٱلْغَالِبِيَّةِ ٱلْعُظْمَى مِنْ آيَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. أَمَّا ٱلْآيَاتُ ٱلْقَلِيلَةُ ٱلَّتِي وُجِدَتْ فِيهَا ٱخْتِلَافَاتٌ بَسِيطَةٌ فَلَا تَمَسُّ جَوْهَرَ رِسَالَتِهِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ أَبْحَاثًا كَهٰذِهِ تُقْنِعُ كُلَّ مَنْ يَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِإِخْلَاصٍ بِأَنَّ مَا يَقْرَأُهُ ٱلْيَوْمَ هُوَ كَلِمَةُ يَهْوَهَ ٱلْمُوحَى بِهَا. — اش ٤٠:٨. *
١٤ مَا مَدَى تَوَفُّرِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱنْتِشَارِهِ؟
١٤ وَلَا يَزَالُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَكْثَرَ ٱلْكُتُبِ تَرْجَمَةً فِي ٱلتَّارِيخِ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنَ ٱلْمُقَاوَمَةِ ٱلشَّرِسَةِ ٱلَّتِي تَعَرَّضَ لَهَا. حَتَّى فِي زَمَنِ ٱلْإِلْحَادِ وَقِلَّةِ ٱلْإِيمَانِ هٰذَا، بَقِيَ ٱلْكِتَابَ ٱلْأَكْثَرَ مَبِيعًا فِي ٱلْعَالَمِ. وَهُوَ مُتَوَفِّرٌ ٱلْآنَ، كَامِلًا أَوْ جُزْئِيًّا، بِأَكْثَرَ مِنْ ٢٬٨٠٠ لُغَةٍ. وَلَيْسَ هُنَاكَ أَيُّ كِتَابٍ يَسْتَطِيعُ مُنَافَسَتَهُ مِنْ حَيْثُ مَدَى تَوَفُّرِهِ وَٱنْتِشَارِهِ. صَحِيحٌ أَنَّ تَرْجَمَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَتَفَاوَتُ فِي ٱلدِّقَّةِ وَٱلْوُضُوحِ، لٰكِنَّهَا كُلَّهَا تَقْرِيبًا تَنْقُلُ ٱلرِّسَالَةَ ٱلْأَسَاسِيَّةَ نَفْسَهَا، رِسَالَةَ ٱلرَّجَاءِ وَٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.
اَلْحَاجَةُ إِلَى تَرْجَمَةٍ جَدِيدَةٍ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ
١٥ (أ) كَيْفَ ذُلِّلَ عَائِقُ ٱللُّغَةِ ٱلْيَوْمَ؟ (ب) لِمَ تُكْتَبُ مَطْبُوعَاتُنَا بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ؟
١٥ فِي أَوَائِلِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، أُقِيمَ فَرِيقٌ صَغِيرٌ مِنْ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِيَكُونُوا «ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ». وَفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، كَانَتِ ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةُ هِيَ ٱللُّغَةَ ٱلرَّئِيسِيَّةَ ٱلَّتِي تَوَاصَلَ بِهَا ٱلْعَبْدُ مَعَ ‹خَدَمِ ٱلْبَيْتِ›. (مت ٢٤:٤٥) وَقَدْ عَمِلَ كُلَّ مَا فِي وِسْعِهِ لِتَوْفِيرِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ بِأَكْبَرِ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنَ ٱللُّغَاتِ، فَأَصْبَحَتْ مَطْبُوعَاتُنَا ٱلْيَوْمَ مُتَوَفِّرَةً بِأَكْثَرَ مِنْ ٧٠٠ لُغَةٍ. وَعَلَى غِرَارِ ٱللُّغَةِ ٱلْكُيْنِيَّةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، يَشِيعُ ٱلْآنَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ ٱسْتِخْدَامُ ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ، لُغَةِ ٱلتِّجَارَةِ وَٱلْعِلْمِ. لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ، تُكْتَبُ مَطْبُوعَاتُنَا بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ، ثُمَّ تُتَرْجَمُ إِلَى لُغَاتٍ أُخْرَى.
١٦، ١٧ (أ) أَيَّةُ حَاجَةٍ شَعَرَ بِهَا شَعْبُ ٱللهِ؟ (ب) كَيْفَ أُشْبِعَتْ هٰذِهِ ٱلْحَاجَةُ؟ (ج) مَاذَا أَمَلَ ٱلْأَخُ نَاثَان نُور؟
١٦ إِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ هُوَ أَسَاسُ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِي مَطْبُوعَاتِنَا. وَفِي ٱلْبِدَايَةِ، ٱسْتَخْدَمَ شَعْبُ ٱللهِ تَرْجَمَةَ ٱلْمَلِكِ جَيْمْسَ ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةَ ٱلَّتِي أُكْمِلَ ٱلْعَمَلُ بِهَا سَنَةَ ١٦١١. إِلَّا أَنَّ لُغَتَهَا كَانَتْ عَتِيقَةَ ٱلطِّرَازِ، وَلَمْ يَظْهَرْ فِيهَا ٱسْمُ ٱللهِ سِوَى مَرَّاتٍ قَلِيلَةٍ رَغْمَ وُرُودِهِ آلَافَ ٱلْمَرَّاتِ فِي ٱلْمَخْطُوطَاتِ ٱلْقَدِيمَةِ. كَمَا أَنَّ هٰذِهِ ٱلتَّرْجَمَةَ ٱشْتَمَلَتْ عَلَى أَخْطَاءٍ فِي ٱلتَّرْجَمَةِ وَآيَاتٍ إِضَافِيَّةٍ لَيْسَتْ مَوْجُودَةً فِي ٱلْمَخْطُوطَاتِ ٱلْقَدِيمَةِ ٱلْمَوْثُوقِ بِهَا. وَلَمْ تَكُنْ تَرْجَمَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةُ ٱلْأُخْرَى بِأَفْضَلَ مِنْهَا.
١٧ لِذَا، نَشَأَتِ ٱلْحَاجَةُ إِلَى تَرْجَمَةٍ دَقِيقَةٍ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَنْقُلُ بِلُغَةٍ عَصْرِيَّةٍ مَعْنَى ٱلْكِتَابَاتِ ٱلْأَصْلِيَّةِ. فَتَشَكَّلَتْ لَجْنَةُ تَرْجَمَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَصَدَرَتْ تَرْجَمَتُهُمْ فِي سِتَّةِ مُجَلَّدَاتٍ عَلَى مَدَى عَشْرِ سَنَوَاتٍ، مِنْ ١٩٥٠ إِلَى ١٩٦٠. وَعِنْدَمَا أَصْدَرَ ٱلْأَخُ نَاثَان نُورُ ٱلْمُجَلَّدَ ٱلْأَوَّلَ فِي مَحْفِلٍ فِي ٢ آبَ (أُغُسْطُس) ١٩٥٠، قَالَ لِلْحُضُورِ: «تَزْدَادُ ٱلْحَاجَةُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ إِلَى تَرْجَمَةٍ لُغَتُهَا عَصْرِيَّةٌ، تَرْجَمَةٍ تُمَاشِي ٱلْحَقَّ وَتُسَاعِدُنَا عَلَى زِيَادَةِ مَعْرِفَتِنَا بِهِ بِنَقْلِ مَعْنَى ٱلْكِتَابَاتِ ٱلْأَصْلِيَّةِ بِأَمَانَةٍ. نَحْتَاجُ إِلَى تَرْجَمَةٍ مَفْهُومَةٍ لِلْقُرَّاءِ ٱلْعَصْرِيِّينَ مِثْلَمَا كَانَتْ كِتَابَاتُ تَلَامِيذِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَصْلِيَّةُ مَفْهُومَةً لِلنَّاسِ ٱلْبُسَطَاءِ ٱلْعَادِيِّينَ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ فِي أَيَّامِهِمْ». وَكَانَ ٱلْأَخُ نُور يَأْمُلُ أَنْ تَكُونَ هٰذِهِ ٱلتَّرْجَمَةُ خَيْرَ عَوْنٍ رُوحِيٍّ لِمَلَايِينِ ٱلنَّاسِ.
١٨ أَيُّ قَرَارَيْنِ سَرَّعَا تَرْجَمَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٨ تَحَقَّقَ هٰذَا ٱلْأَمَلُ سَنَةَ ١٩٦٣ حِينَ صَدَرَتِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ — تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ بِسِتِّ لُغَاتٍ أُخْرَى هِيَ ٱلْإِسْبَانِيَّةُ، ٱلْأَلْمَانِيَّةُ، ٱلْإِيطَالِيَّةُ، ٱلْبُرْتُغَالِيَّةُ، ٱلْفَرَنْسِيَّةُ، وَٱلْهُولَنْدِيَّةُ. وَعَامَ ١٩٨٩، أَنْشَأَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ لِشُهُودِ يَهْوَهَ قِسْمًا جَدِيدًا فِي ٱلْمَرْكَزِ ٱلرَّئِيسِيِّ ٱلْعَالَمِيِّ لِتَسْهِيلِ تَرْجَمَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. ثُمَّ عَامَ ٢٠٠٥، أَعْطَتِ ٱلْإِذْنَ فِي تَرْجَمَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱللُّغَاتِ ٱلَّتِي تَصْدُرُ بِهَا هٰذِهِ ٱلْمَجَلَّةُ. نَتِيجَةَ ذٰلِكَ، تَتَوَفَّرُ تَرْجَمَةُ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْآنَ، كَامِلًا أَوْ جُزْئِيًّا، بِأَكْثَرَ مِنْ ١٣٠ لُغَةً.
١٩ أَيُّ حَدَثٍ هَامٍّ حَصَلَ عَامَ ٢٠١٣، وَمَاذَا سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
١٩ عَلَى أَنَّ مُرُورَ ٱلْوَقْتِ كَشَفَ ٱلْحَاجَةَ إِلَى تَنْقِيحِ ٱلطَّبْعَةِ ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ مِنْ تَرْجَمَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ كَيْ تَتَمَاشَى مَعَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلَّتِي طَرَأَتْ عَلَى هٰذِهِ ٱللُّغَةِ. وَفِي ٥ وَ ٦ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ٢٠١٣، حَضَرَ ٱلِٱجْتِمَاعَ ٱلسَّنَوِيَّ ٱلْـ ١٢٩ لِجَمْعِيَّةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْكَرَارِيسِ فِي بِنْسِلْفَانْيَا حَشْدٌ مِنْ ١٬٤١٣٬٦٧٦ شَخْصًا فِي ٣١ بَلَدًا، إِمَّا شَخْصِيًّا أَوْ مِنْ خِلَالِ تِقْنِيَّةِ ٱلْبَثِّ عَبْرَ ٱلْإِنْتِرْنِت. فَٱبْتَهَجَ ٱلْجَمِيعُ حِينَ سَمِعُوا عُضْوًا فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ يُعْلِنُ عَنْ إِصْدَارِ ٱلطَّبْعَةِ ٱلْمُنَقَّحَةِ مِنْ تَرْجَمَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ. وَقَدْ ذَرَفَ كَثِيرُونَ دُمُوعَ ٱلْفَرَحِ فِيمَا كَانَ ٱلْحُجَّابُ يُمَرِّرُونَ إِلَيْهِمْ نُسَخًا مِنْهَا. وَبَيْنَمَا قَرَأَ ٱلْخُطَبَاءُ آيَاتٍ مِنْ هٰذِهِ ٱلطَّبْعَةِ، بَدَا وَاضِحًا لِلْحُضُورِ أَنَّ ٱلتَّرْجَمَةَ أَصْبَحَتْ فِي غَايَةِ ٱلْبَسَاطَةِ وَٱلسَّلَاسَةِ. وَسَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ تَفَاصِيلَ عَنْ هٰذِهِ ٱلطَّبْعَةِ ٱلْمُنَقَّحَةِ وَعَنْ تَرْجَمَتِهَا إِلَى لُغَاتٍ أُخْرَى.
^ الفقرة 5 فِي ٱلْأَصْلِ، كُتِبَتِ ٱلْآيَاتُ ٱلتَّالِيَةُ بِٱللُّغَةِ ٱلْأَرَامِيَّةِ: عَزْرَا ٤:٨–٦:١٨؛ ٧:١٢-٢٦؛ إِرْمِيَا ١٠:١١؛ وَ دَانِيَالُ ٢:٤ب–٧:٢٨.
^ الفقرة 6 يُعْتَقَدُ أَنَّ عَمَلَ ٱلتَّرْجَمَةِ بَدَأَ فِي مِصْرَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلثَّالِثِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ وَٱنْتَهَى بِحُلُولِ سَنَةِ ١٥٠ قم. وَلَا تَزَالُ لِهٰذِهِ ٱلتَّرْجَمَةِ أَهَمِّيَّتُهَا، لِأَنَّهَا تُمَكِّنُ ٱلْعُلَمَاءَ مِنْ فَهْمِ مَعَانِي بَعْضِ ٱلْكَلِمَاتِ وَٱلْآيَاتِ ٱلْغَامِضَةِ فِي ٱلنَّصِّ ٱلْعِبْرَانِيِّ.
^ الفقرة 8 يَظُنُّ ٱلْبَعْضُ أَنَّ إِنْجِيلَ مَتَّى كُتِبَ بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ، وَمِنْ ثُمَّ تُرْجِمَ إِلَى ٱلْيُونَانِيَّةِ رُبَّمَا عَلَى يَدِ هٰذَا ٱلرَّسُولِ نَفْسِهِ.
^ الفقرة 13 اُنْظُرِ ٱلْمُلْحَقَ A3 فِي تَرْجَمَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، ٱلطَّبْعَةِ ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ ٱلْمُنَقَّحَةِ، وَ كِتَابٌ لِكُلِّ ٱلنَّاسِ، ٱلْجُزْءَ بِعُنْوَانِ «كَيْفَ بَقِيَ ٱلْكِتَابُ؟»، ٱلصَّفَحَاتِ ٧-٩.