اب لا مثيل له
اقترب الى الله
اب لا مثيل له
«ابي». قليلة هي الكلمات التي تبعث في البشر مشاعر اعمق مما تفعله هذه الكلمة. فالوالد الذي يحب اولاده فعلا يساعدهم على النجاح في الحياة. ولهذا السبب الوجيه يدعو الكتاب المقدس يهوه الله ‹ابا›. (متى ٦:٩) فأي نوع من الآباء هو يهوه؟ لمعرفة الجواب، من الملائم ان نفحص الكلمات التي قالها يهوه ليسوع عند معموديته. فالطريقة التي بها يحدّث الاب اولاده تكشف الكثير عنه.
حوالي شهر تشرين الاول (اكتوبر) سنة ٢٩ بم، ذهب يسوع الى نهر الاردن ليعتمد. يخبرنا الكتاب المقدس: «لما اعتمد يسوع صعد في الحال من الماء، وإذا السموات قد انفتحت، فرأى يوحنا روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا على يسوع. وإذا صوت من السموات يقول: ‹هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت›». * (متى ٣:١٦، ١٧) وبما ان يهوه نفسه هو الذي تفوّه بهذه الكلمات الرقيقة، يمكننا تعلّم الكثير منها عن اي نوع من الآباء هو الله. لاحظ ثلاثة امور كشفها يهوه لابنه.
اولا، حين قال يهوه «هذا هو ابني» كان في الواقع يقول: ‹انا فخور بأن اكون اباك›. والاب الحكيم يسدّ رغبة اولاده الشديدة في نيل التقدير والاهتمام. فكل ولد يحتاج ان يؤكد له والداه انهما يقدّرانه كفرد من افراد العائلة الاعزاء. فتخيّل كيف شعر يسوع، مع كونه راشدا، حين تلقى هذا التقدير من ابيه!
ثانيا، حين وصف يهوه يسوع بالابن «الحبيب» عبّر علنا عن محبته له. فكأنه قال: ‹انا احبّك›. والاب الصالح يخبر اولاده انه يحبّهم كثيرا. فهذه الكلمات، المصحوبة بالحنان، تساعد الاولاد ان ينجحوا في حياتهم. فكم تأثر يسوع دون شك حين سمع اباه يعبّر عن محبته له!
ثالثا، حين قال يهوه «عنه رضيت» عبّر عن رضاه على ابنه. فكان ذلك بمثابة القول: ‹بنيّ، انا مسرور بما فعلته›. والاب المحب يتحين الفرص ليخبر اولاده عن مدى فرحه بالامور الجيدة التي يقولونها او يفعلونها. فالاولاد يستمدون القوة والشجاعة حين ينالون رضى والديهم. فيا للتشجيع الذي لا بد ان يسوع شعر به لدى سماع ابيه يعبّر عن رضاه عليه!
فعلا، يهوه اب لا مثيل له. فهل يتوق قلبك الى اب كهذا؟ اذا كان الامر كذلك، فكن على ثقة ان حيازة علاقة كهذه بيهوه هي في متناولك. وكل ما يلزم هو ان تتعلم عنه وتسعى الى فعل مشيئته بإخلاص، فيتجاوب معك. يقول الكتاب المقدس: «اقتربوا الى الله فيقترب اليكم». (يعقوب ٤:٨) فأي علاقة تمنحك الشعور بالامان اكثر من العلاقة الوطيدة بيهوه الله، افضل اب على الاطلاق؟!
[الحاشية]
^ الفقرة 5 بحسب الرواية المناظرة في انجيل لوقا، استخدم يهوه صيغة المخاطبة قائلا: «انت ابني الحبيب، عنك رضيت». — لوقا ٣:٢٢.