محادثة في موضوع من الكتاب المقدس
هل يبالي الله بآلامنا؟
ما يلي محادثة نموذجية بين شاهدة ليهوه وإحدى السيدات. لنتخيّل ان شاهدة اسمها كارمن تتكلم الى امرأة تدعى جويس امام منزلها.
كيف سمح بذلك؟
كارمن: اني اقدِّم اليوم للناس في الجوار هذه النشرة. عنوانها هل ترغب في معرفة الحقيقة؟. تفضلي، هذه نسخة لك.
جويس: هل تتحدث عن الدين؟
كارمن: اجل. لاحظي الاسئلة الستة في الصفحة الاولى. اي سؤال يلفت . . .
جويس: لا داعي ان تكملي. فأنت تضيعين وقتك معي.
كارمن: لمَ تقولين ذلك؟
جويس: في الحقيقة، اني اشك في وجود الله.
كارمن: اقدِّر صراحتك. ولكن اسمحي لي ان اسألك: منذ متى تساورك هذه الشكوك؟
جويس: تربيت في عائلة متدينة. وكنت ارتاد الكنيسة، الا اني توقفت عن ذلك منذ فترة طويلة.
كارمن: حقا؟ اعذريني، نسيت ان اعرِّفك بنفسي. اسمي كارمن.
جويس: وأنا جويس.
كارمن: تشرفت بمعرفتك.
جويس: الشرف لي.
كارمن: لا اريد ان افرض معتقداتي عليك يا جويس. لكنك اثرت فضولي. أودّ ان اسألك: هل حدث امر ما دفعك الى الشك بوجود الله؟
جويس: نعم. تعرضت امي لحادث سيارة منذ ١٧ سنة.
كارمن: يؤسفني ذلك. أرجو ألّا تكون قد تأذت كثيرا!
جويس: لقد أُصيبت بالشلل بعد الحادث.
كارمن: كم هذا محزن! لا شك انك تتألمين كثيرا.
جويس: صحيح. ولا يسعني الا ان اتساءل: اذا كان الله موجودا، فكيف سمح بذلك؟ لماذا يدعنا نتعذب؟
هل من الخطإ ان نسأل لماذا؟
كارمن: لا عجب ان تنتابك هذه المشاعر ويراودك هذا النوع من الاسئلة. فعندما نعاني المشقات، من الطبيعي ان نسأل لماذا. حتى بعض الرجال والنساء الامناء في زمن الكتاب المقدس خطرت في بالهم هذه التساؤلات.
جويس: حقا؟
كارمن: اجل. هل لي ان اريك مثلا على ذلك من الكتاب المقدس؟
جويس: تفضلي.
كارمن: لاحظي الاسئلة التي طرحها على الله النبي الامين حبقوق. فهو يقول في سفر حبقوق الاصحاح ١، العددين ٢ و ٣: «الى متى يا يهوه استغيث وأنت لا تسمع؟ الى متى اصرخ اليك من العنف وأنت لا تخلِّص؟ لماذا تريني السوء؟». أليست هذه الاسئلة شبيهة بأسئلتك؟
جويس: بلى.
كارمن: ومن اللافت ان الله لم يوبِّخ حبقوق على اسئلته ولم يقل له ان ايمانه ضعيف وعليه تقويته.
جويس: كلامك اثار اهتمامي.
يهوه يكره ان يرانا نتألم
كارمن: ويعلِّم الكتاب المقدس ايضا ان الله يرى عذابنا ويهتم لأمرنا.
جويس: ماذا تقصدين؟
كارمن: دعيني اريك مثالا على ذلك في الخروج ٣:٧. هلا تقرأين هذه الآية؟
جويس: حسنا. «فقال يهوه: ‹اني قد رأيت مشقة شعبي الذين في مصر، وسمعت صراخهم بسبب مسخِّريهم، لأني عالم بأوجاعهم›».
كارمن: شكرا. بناء على ما قرأته في هذه الآية، هل يلاحظ الله معاناة شعبه؟
جويس: نعم، يبدو ذلك.
كارمن: هذا صحيح. ويذكر الجزء الاخير من الآية: «اني عالم بأوجاعهم». فالله يعرف اوجاعنا جيدا، لا معرفة سطحية فقط. ولا يعقل ان يقول هذه الكلمات اذا كان إلها غير مبالٍ وبارد المشاعر. ألا توافقينني الرأي؟
جويس: اظن ذلك.
كارمن: ظنك في محله. وثمة فرق شاسع بين معرفة امر ما وبين التأثر به والتفاعل معه.
جويس: معك حق.
كارمن: لنبقِ هذه الفكرة في بالنا فيما نقرأ حادثة اخرى رأى فيها الله شعبه يتألم. وهي مسجلة في اشعيا ٦٣:٩. يقول الجزء الاول: «في كل شدتهم تضايق». فما رأيك؟ أما تأثر الله بآلام شعبه؟
جويس: بلى.
كارمن: في الحقيقة، يهتم الله بنا كثيرا وهو يكره ان يرانا نتألم. فعندما نتعذب، يتعذب هو ايضا.
لماذا لم يتدخل حتى الآن؟
كارمن: هناك فكرة اخرى اود ان اخبرك بها قبل ان اغادر.
جويس: ما هي؟
كارمن: لاحظي ماذا يعلِّمنا الكتاب المقدس عن قوة الله. من فضلك، اقرإي هذه الآية في ارميا ١٠:١٢.
جويس: «هو صانع الارض بقوّته، مثبِّت المعمورة بحكمته، وبفهمه بسط السموات».
كارمن: شكرا. لنفكر قليلا في هذه الكلمات. ألا تعتقدين ان خلق هذا الكون الفسيح وكل ما فيه استلزم الكثير من القوة؟
جويس: بلى، حتما.
كارمن: جيد. فما دام الله يملك القوة لخلق كل ما حولنا، فنحن نتوقع ان يملك القوة ايضا للاهتمام بخليقته.
جويس: هذا منطقي.
كارمن: فكِّري مجددا في حالة امك. لمَ تتضايقين حين ترينها تتعذب؟
جويس: لأنني احبها، فهي امي.
كارمن: لو كنت تملكين القدرة على شفائها، أفلا تفعلين ذلك فورا؟
جويس: بلى، هذا مؤكد.
كارمن: والآن، تأملي في النقاط التالية التي ناقشناها. يعلّم الكتاب المقدس ان الله يرى آلامنا، يتعاطف معنا، ويملك قوة هائلة. فهل تتخيلين كم يضبط نفسه لكيلا يتدخل وينهي آلامنا في الحال؟
جويس: لم تخطر هذه الفكرة على بالي من قبل.
كارمن: ألا تعتقدين ان لديه اسبابا وجيهة منعته حتى الآن من التدخل ووضع حد لمشاكلنا؟ *
جويس: افترض ذلك.
كارمن: اني اسمع رنة هاتفك. ما رأيك ان اعود مرة اخرى كي نناقش هذا الموضوع؟
جويس: يسرني ذلك. *
هل من سؤال يراودك حول موضوع معيَّن من الكتاب المقدس؟ وهل يثير فضولك ايٌّ من معتقدات شهود يهوه او ممارساتهم الدينية؟ في هذه الحال، لا تتردد في التحدث اليهم. ولا شك انهم سيفرحون بمناقشة الامر معك.
^ الفقرة 61 لمزيد من المعلومات، انظر الفصل ١١ في كتاب ماذا يعلّم الكتاب المقدس حقا؟، اصدار شهود يهوه.
^ الفقرة 64 ستناقش مقالة مقبلة من هذه السلسلة لماذا يسمح الله بالالم.