موضوع الغلاف | حكومة عالمية تنتصر على الفساد
ملكوت الله: حكومة تنتصر على الفساد
اوضح مدقِّق الحسابات العام في نيكاراغوا لمَ يعتبر الفساد مشكلة يستحيل حلّها، قائلا: «الرسميون الحكوميون هم في نهاية المطاف مواطنون. ونحن جميعا نتاج مجتمعاتنا».
ألا توافق ان الفساد في المجتمع البشري سينعكس حتما على اي حكومة تنبثق منه؟ لا بد اذًا ان تأتي الحكومة الخالية من الفساد من خارج المجتمع البشري. والكتاب المقدس يخبر عن حكومة كهذه: ملكوت الله الذي علَّم يسوع أتباعه ان يصلوا من اجله. — متى ٦:
وهذا الملكوت حكومة حقيقية تحكم من السماء. وهي ستحل محل جميع الحكومات البشرية. (مزمور ٢:
١- السلطة
المشكلة: يموِّل المواطنون حكوماتهم عموما من خلال الضرائب والرسوم. فيُغرى بعض الرسميين باختلاس الاموال المتدفقة. اما آخرون فيقبلون الرشى ممَّن يطلبون تخفيض ضرائبهم او دفعات اخرى مستحقة للحكومة. فيخلق ذلك حلقة مفرغة: ترفع الحكومة الضرائب تعويضا عن الخسائر، فيستشري الفساد وهكذا دواليك. ومَن يعاني الامرَّين؟ المواطنون النزهاء.
الحل: يستمد الملكوت سلطته من يهوه الله القادر على كل شيء. * (رؤيا ١١:١٥) ولا حاجة له ان يحصِّل الضرائب لتمويل عمله. فالله ‹بعظمة قوته› وسخائه يضمن تلبية كل حاجات رعاياه وأكثر. — اشعيا ٤٠:٢٦؛ مزمور ١٤٥:١٦.
٢- الحاكم
المشكلة: تقول سوزان روز أكرمان المقتبس منها في المقالة السابقة ان مكافحة الفساد «يجب ان تبدأ عند قمة الهرم». فالحكومات تخسر مصداقيتها حين تحاول ان تحاربه في الشرطة ومصلحة الجمارك انما تتغاضى عنه بين المسؤولين الكبار. كما ان الحكام البشر الذين يتحلَّون بأشرف الاخلاق هم اشخاص ناقصون. نقرأ في الكتاب المقدس: «ليس في الارض انسان بار يفعل الصلاح دائما». — جامعة ٧:٢٠.
رفض يسوع اهم وأكبر رشوة على الاطلاق
الحل: على عكس البشر الناقصين، لا يمكن ليسوع المسيح الذي اختاره الله حاكما لهذا الملكوت ان يُغرى بارتكاب الشرور. وقد برهن ذلك حين رفض اهم وأكبر رشوة على الاطلاق. فقد عرض عليه ابليس حاكم هذا العالم ‹جميع الممالك ومجدها› لقاء القيام بعمل عبادة له. (متى ٤:
٣- الاستقرار
المشكلة: تُجري بلدان عديدة انتخابات منتظمة، مما يسمح للناس نظريًّا ان يطيحوا بالمسؤولين الفاسدين. لكنَّ الحقيقة ان الحملات والانتخابات عرضة للفساد في كل البلدان بما فيها «المتقدِّمة». فمن خلال التبرُّعات لتمويل الحملات الانتخابية مثلا، يستطيع الاغنياء ان يكسبوا نفوذا عند المسؤولين الحاليين والمقبلين.
ذكر القاضي في المحكمة العليا الاميركية جون بول ستيفنز ان نفوذا كهذا «لا يهدد شرعية ونوعية الحكم فحسب، بل ثقة الرأي العام به ايضا». فلا عجب اذًا ان كثيرين حول العالم يرون في الاحزاب السياسية اكثر المؤسسات فسادا.
الحل: يستحيل ان يشهد ملكوت الله احتيالا في الحملات او الانتخابات لأن حكمه ثابت ودائم. (دانيال ٧:
٤- القوانين
المشكلة: لعلك تظن للوهلة الاولى ان سنَّ قوانين جديدة يحسِّن الاحوال. لكنَّ الخبراء وجدوا ان زيادة القوانين تفسح في حالات كثيرة مجالا اوسع للفساد. فضلا عن ذلك، كثيرا ما تكون القوانين الرامية الى مكافحته مكلفة ولا تحقق تقدُّما يُذكر.
الحل: ان قوانين ملكوت الله اسمى بكثير من القوانين البشرية. على سبيل المثال، لم يُعِدّ يسوع قائمة طويلة من الفرائض، بل اعطى وصية معروفة بالقاعدة الذهبية. قال: «كل ما تريدون ان يفعل الناس بكم، افعلوا هكذا انتم ايضا بهم». (متى ٧:١٢) ولكن ما يميِّز الملكوت بشكل خاص هو ان قوانينه تركِّز على الدوافع والافعال معا. اوصى يسوع: «تحب قريبك كنفسك». (متى ٢٢:٣٩) ولا شك ان الله الذي يفحص القلوب قادر ان يفرض مثل هذه الوصايا. — ١ صموئيل ١٦:٧.
٥- الدوافع
المشكلة: يقوم الفساد على دوافع كالجشع والمصلحة الشخصية. وغالبا ما يعرب المسؤولون والمواطنون عن هاتين الصفتين السلبيتين. ففي حادثة انهيار المركز التجاري في سيول، قبِل الرسميون رشى من المتعهدين الذين ادركوا ان الرشوة تكلِّفهم اقل من مواد البناء المناسبة واتِّباع قوانين البناء الصحيحة.
للقضاء على الفساد اذًا يجب تعليم الناس كيف يتخلصون من الدوافع المتأصلة فيهم كالجشع والانانية. الا ان الحكومات البشرية تفتقر الى الرغبة والقدرة على تطبيق هذه البرامج التعليمية.
الحل: يقتلع ملكوت الله الفساد من جذوره بتعليم * وهذا البرنامج التعليمي يساعدهم ان ‹يتجدَّدوا في القوة التي تحرِّك ذهنهم›. (افسس ٤:٢٣) فيتركون الجشع والانانية ويتَّصفون بالاكتفاء ويهتمون اهتماما شخصيا بالآخرين. — فيلبي ٢:٤؛ ١ تيموثاوس ٦:٦.
الناس كيف يتغلبون على الدوافع الخاطئة.٦- الرعايا
المشكلة: يختار البعض طريق الغش والفساد، ولو عاشوا في بيئة مثالية تقدِّم افضل تربية اخلاقية. ويقرّ الخبراء ان هذا ما يمنع الحكومات البشرية من استئصال الفساد. لذا جلُّ ما تطمح اليه هو تضييق مجال الفساد والحدّ من آثاره المؤذية.
الحل: تذكر اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد ان من واجب الحكومات ترويج «النزاهة والامانة والمسؤولية». صحيح ان هذا الهدف نبيل، لكنَّ ملكوت الله لا يكتفي بمجرد ترويج هذه الصفات بل يتطلَّبها من رعاياه. يقول الكتاب المقدس ان ‹الجشعين› و «الكذبة» لن يرثوا ملكوت الله. — ١ كورنثوس ٦:
وهل بإمكان الناس ان يتعلَّموا التقيد بهذه المقاييس الادبية الرفيعة؟ بالتأكيد، حسبما يظهر لنا مثال المسيحيين الاولين. مثلا، حاول تلميذ يدعى سيمون ان يشتري امتيازا روحيا من رسولين، الا انهما رفضا رشوته وأمراه: «تُبْ عن سيِّئتك هذه». وما ان رأى سيمون خطورة رغبته الخاطئة حتى طلب منهما ان يصليا من اجله كي يتغلب عليها. — اعمال ٨:
كيف تصبح من رعايا الملكوت؟
بغض النظر عن جنسيتك، الفرصة متاحة امامك لتصير من رعايا هذا الملكوت. (اعمال ١٠:
^ الفقرة 8 يهوه هو اسم الله حسبما يكشف الكتاب المقدس.
^ الفقرة 22 على سبيل المثال، انظر المقالة «هل يعقل ان نتحلى بالامانة في عالم فاسد؟» في عدد ١ تشرين الاول (اكتوبر) ٢٠١٢ من مجلة برج المراقبة.