الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الدرس ٨

‏«أُعيِّن عليها راعيًا واحدًا»‏

‏«أُعيِّن عليها راعيًا واحدًا»‏

حزقيال ٣٤:‏٢٣

فكرة الدرس الرئيسية:‏ أربع نبوات عن المسيا وإتمامها بيسوع المسيح

١-‏٣ لماذا قلبُ حزقيال مليء بالحزن،‏ وماذا أوحى إليه يهوه أن يكتب؟‏

 إنها السنة السادسة من أسر حزقيال في بابل.‏ a مضى وقت طويل ولا يزال هذا النبي بعيدًا مئات الكيلومترات عن موطنه.‏ وكلما فكَّر في أرضه الحبيبة يهوذا،‏ امتلأ قلبه بالحزن؛‏ فبلده يمر بمرحلة سوداء.‏ حاكمٌ يروح وحاكم يجيء،‏ والوضع من سيئ إلى أسوأ.‏

٢ وُلد حزقيال في منتصف حكم الملك الأمين يوشيا.‏ ولا شك أنه فرح كثيرًا عندما سمع عن الحملة التي قام بها هذا الملك ليُدمِّر المنحوتات ويرد العبادة النقية في يهوذا.‏ (‏٢ أخ ٣٤:‏١-‏٨‏)‏ لكن الإصلاحات التي قام بها يوشيا لم تدم طويلًا.‏ فالملوك بعده لم يُكملوا مسيرته،‏ بل عبدوا يهوه بالاسم فقط.‏ فليس غريبًا مع ملوك كهؤلاء أن ينحطَّ الشعب أكثر فأكثر روحيًّا وأخلاقيًّا.‏ ولكن هل يعني هذا أن لا أمل لشعب اللّٰه؟‏ أبدًا.‏

٣ أوحى يهوه إلى نبيِّه الأمين أن يكتب عدة نبوات عن المسيا.‏ وهذا المسيا هو حاكم وراعٍ سيأتي في المستقبل ليردَّ العبادة النقية إلى الأبد ويهتم برقة بخراف يهوه.‏ ومهم جدًّا أن نتأمل بدقة في هذه النبوات لأن إتمامها يؤثِّر في حياتنا إلى الأبد.‏ لنُناقش أربع نبوات عن المسيا من سفر حزقيال.‏

‏‹غصن جديد طري› يصير «شجرة أرز شامخة»‏

٤ ماذا تُظهر نبوة حزقيال،‏ وماذا وجَّهه يهوه أن يفعل في البداية؟‏

٤ نحو سنة ٦١٢ ق‌م،‏ ‹كلَّم يهوه حزقيال› ونقل إليه نبوة تُظهر كم سيكون حكم المسيا شاملًا وكم مهم أن يثق شعب اللّٰه بمملكة المسيا.‏ في البداية،‏ وجَّه يهوه حزقيال أن يُخبر الأسرى عن لغز نبوي.‏ وهذا اللغز يُصوِّر عدم أمانة حكام يهوذا ويُظهر الحاجة إلى حاكم صالح:‏ المسيا.‏ —‏ حز ١٧:‏١،‏ ٢‏.‏

٥ تحدَّث عن اللغز باختصار.‏

٥ إقرأ حزقيال ١٧:‏٣-‏١٠‏.‏ يمكننا أن نُلخِّص هذا اللغز كما يلي:‏ ‹نسر عظيم› يقطع أعلى غصن جديد من شجرة أرز ويزرعه في «مدينة للتجار».‏ ثم يأخذ هذا النسر «بعض البذور من الأرض» ويزرعها في حقل للزراعة «قرب مياه كثيرة».‏ فتنبت هذه البذور وتصير «كرمة ممتدة».‏ لاحقًا،‏ يظهر «نسر عظيم آخر».‏ فتمدُّ الكرمة جذورها إليه «باندفاع»،‏ وكأنها تطلب منه أن يزرعها في مكان آخر فيه أيضًا مياه كثيرة.‏ لكن يهوه لا يقبل أبدًا بهذا التصرف ويقول إن هذه الكرمة سوف «تيبس تمامًا» وتُقتَلع جذورها.‏

أول نسر عظيم يُمثِّل نبوخذنصر ملك بابل (‏أُنظر الفقرة ٦)‏

٦ ما معنى اللغز؟‏

٦ ما معنى هذا اللغز؟‏ (‏إقرأ حزقيال ١٧:‏١١-‏١٥‏.‏)‏ سنة ٦١٧ ق‌م،‏ حاصر نبوخذنصر ملك بابل (‏أول ‹نسر عظيم›)‏ مدينة أورشليم.‏ ثم أخذ نبوخذنصر يهوياكين ملك يهوذا (‏«أعلى غصن جديد»)‏ من عرشه وجلبه إلى بابل (‏«مدينة للتجار»)‏.‏ بعد ذلك،‏ وضع نبوخذنصر صدقيا (‏أحد «البذور» الملكية في يهوذا)‏ على العرش في أورشليم.‏ وهذا الملك الجديد أُجبِر أن يحلف باسم اللّٰه أن يظل تابعًا وليًّا لنبوخذنصر.‏ (‏٢ أخ ٣٦:‏١٣‏)‏ لكن صدقيا لم يحترم قسَمه،‏ بل تمرَّد على بابل وطلب المساعدة العسكرية من فرعون ملك مصر (‏‹النسر العظيم الآخر›)‏.‏ لكن جهوده كلها فشلت.‏ فيهوه لم يقبل أبدًا بخيانة صدقيا الذي لم يحترم قسَمه.‏ (‏حز ١٧:‏١٦-‏٢١‏)‏ وفي النهاية،‏ عُزل صدقيا عن العرش ومات في السجن في بابل.‏ —‏ إر ٥٢:‏٦-‏١١‏.‏

٧ ماذا نتعلم من لغز حزقيال النبوي؟‏

٧ ماذا نتعلم من هذا اللغز النبوي؟‏ أولًا،‏ بما أننا نقدِّم ليهوه عبادة نقية،‏ يجب أن نلتزم بكلامنا.‏ قال يسوع:‏ «كلمتكم ‹نعم› يجب أن تعني نعم،‏ وكلمتكم ‹لا› يجب أن تعني لا».‏ (‏مت ٥:‏٣٧‏)‏ وإذا اضطُررنا أن نحلف باللّٰه،‏ في المحكمة مثلًا،‏ فعلينا أن ننظر إلى هذا القسَم بجدية.‏ ثانيًا،‏ يجب أن نعرف بمَن علينا أن نضع ثقتنا.‏ فالكتاب المقدس يحذِّرنا:‏ «لا تتَّكلوا على الحكام،‏ ولا على أي إنسان لأنه لا يقدر أن يُخلِّص».‏ —‏ مز ١٤٦:‏٣‏.‏

٨-‏١٠ ماذا أنبأ يهوه عن المسيا الحاكم الذي سيأتي،‏ وكيف تمَّت هذه النبوة؟‏ (‏أُنظر أيضًا الإطار «‏نبوة عن المسيا:‏ شجرة الأرز الضخمة‏».‏)‏

٨ ولكن هناك حاكم يستحق ثقتنا الكاملة.‏ فبعد اللغز النبوي عن الغصن الجديد،‏ يستخدم يهوه الوصف نفسه ليُخبر حزقيال عن المسيا الحاكم الذي سيأتي في المستقبل.‏

٩ ماذا تقول النبوة؟‏ (‏إقرأ حزقيال ١٧:‏٢٢-‏٢٤‏.‏‏)‏ هذه المرة لا تتحدث النبوة عن نسور عظيمة،‏ بل عن يهوه.‏ فهو بنفسه سيتصرَّف:‏ سيأخذ غصنًا جديدًا طريًّا «من رأس شجرة الأرز الشامخة» ويزرعه «على جبل مرتفع جدًّا».‏ وهذا الغصن الجديد سينمو و «يصير شجرة أرز شامخة» تعيش فيها «كل أنواع الطيور».‏ عندئذٍ،‏ ستعرف «كل أشجار الحقل» أن يهوه هو بنفسه مَن جعل هذه الشجرة الشامخة تنمو.‏

١٠ كيف تمَّت هذه النبوة؟‏ أخذ يهوه ابنه يسوع المسيح من السلالة الملكية لداود (‏«شجرة الأرز الشامخة»)‏ وزرعه على جبل صهيون (‏«جبل مرتفع جدًّا»)‏.‏ (‏مز ٢:‏٦؛‏ إر ٢٣:‏٥؛‏ رؤ ١٤:‏١‏)‏ فيهوه أخذ ابنه،‏ الذي كان «أدنى الناس» في نظر أعدائه،‏ وأعطاه «عرش أبيه داود».‏ وهكذا يكون قد رفَّعه.‏ (‏دا ٤:‏١٧؛‏ لو ١:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ ومثل شجرة أرز شامخة،‏ سيحكم هذا المسيا،‏ الملك يسوع المسيح،‏ على كل الأرض.‏ وكل الذين يعيشون تحت حكمه سيتمتعون ببركات كثيرة.‏ وهم ‹سيسكنون بأمان،‏ ولن يخافوا من أي مصيبة›.‏ (‏أم ١:‏٣٣‏)‏ فهل هناك حاكم أفضل منه يستحق ثقتنا؟‏!‏

١١ أي درس مهم نتعلمه من النبوة عن ‹الغصن الجديد الطري›؟‏

١١ ماذا نتعلم من هذه النبوة؟‏ هذه النبوة الرائعة عن ‹الغصن الجديد الطري› تُساعدنا أن نجيب على أهم سؤال:‏ بمَن سنضع ثقتنا؟‏ من الغباء أن نثق بحكومات البشر وقواتهم العسكرية.‏ فكي نجد الأمان الحقيقي،‏ علينا أن نضع ثقتنا الكاملة بالمسيا.‏ فمملكة المسيح السماوية هي الأمل الوحيد للبشرية.‏ —‏ رؤ ١١:‏١٥‏.‏

‏«الذي لديه الحق الشرعي»‏

١٢ كيف أظهر يهوه بوضوح أنه لم يتخلَّ عن عهده مع داود؟‏

١٢ بعدما شرح يهوه اللغز النبوي عن النسرَين،‏ فهم حزقيال أمرًا مهمًّا.‏ فملك أورشليم المتمرد صدقيا،‏ الذي كان من سلالة داود الملكية،‏ سيُعزَل عن العرش ويُؤخَذ أسيرًا إلى بابل.‏ ولكن ربما تساءل هذا النبي:‏ ‹ماذا عن عهد اللّٰه مع داود؟‏ ألم يَعِده يهوه أن سلالته ستظل تحكم إلى الأبد؟‏›.‏ (‏٢ صم ٧:‏١٢،‏ ١٦‏)‏ إذا خطر على بال حزقيال هذا السؤال،‏ فقد أتاه الجواب بعد فترة قصيرة.‏ فنحو سنة ٦١١ ق‌م،‏ في السنة السابعة من الأسر فيما كان صدقيا لا يزال يحكم في يهوذا،‏ ‹كلَّم يهوه حزقيال› وطلب منه أن ينقل نبوة أخرى عن المسيا.‏ (‏حز ٢٠:‏٢‏)‏ هذه النبوة بيَّنت بوضوح أن اللّٰه لم يتخلَّ عن عهده مع داود.‏ على العكس تمامًا،‏ أظهرت هذه النبوة أن المسيا الذي سيأتي في المستقبل سيكون لديه الحق الشرعي ليحكم لأنه سيكون من سلالة داود‏.‏

١٣،‏ ١٤ ماذا أنبأ يهوه في حزقيال ٢١:‏٢٥-‏٢٧‏،‏ وكيف تمَّت النبوة؟‏

١٣ ماذا تقول النبوة؟‏ (‏إقرأ حزقيال ٢١:‏٢٥-‏٢٧‏.‏)‏ من خلال حزقيال،‏ وجَّه يهوه رسالة واضحة إلى «رئيس إسرائيل الشرير» الذي جاء وقت حسابه.‏ فيهوه أخبره أن ‹عمامته الملكية› و ‹تاجه›،‏ إشارة إلى سلطته كملك،‏ سيُؤخذان منه.‏ بعد ذلك،‏ ‹ستُرفَّع› القوى الحاكمة التي اعتُبرت ‹محتقرة› وتحل محل القوى الحاكمة التي كانت مُرفَّعة.‏ وهذه القوى الحاكمة التي كانت محتقرة لكنها رُفِّعَت ستظل تحكم إلى أن يأتي «الذي لديه الحق الشرعي».‏ عندئذٍ،‏ يعطيه يهوه المملكة.‏

١٤ كيف تمَّت هذه النبوة؟‏ سنة ٦٠٧ ق‌م،‏ دمَّر البابليون أورشليم عاصمة يهوذا وعزلوا الملك صدقيا عن العرش ثم أسروه.‏ وهكذا أُنزِلت مملكة يهوذا ‹المُرفَّعة›.‏ وبما أنه لم يعد هناك ملك من سلالة داود يحكم في أورشليم،‏ رُفِّعت قوى الأمم ‹المحتقرة› وبدأت تحكم على كل الأرض،‏ ولكن لفترة محدودة فقط.‏ فأزمنة الأمم،‏ أو «الوقت المحدَّد للأمم»،‏ انتهت سنة ١٩١٤ عندما أعطى يهوه الحكم إلى يسوع المسيح.‏ (‏لو ٢١:‏٢٤‏)‏ وبما أن يسوع هو من نسل الملك داود،‏ فهو لديه «الحق الشرعي» ليحكم على مملكة المسيا.‏ b (‏تك ٤٩:‏١٠‏)‏ وهكذا من خلال يسوع،‏ وفى يهوه بوعده لداود أن تظل سلالته تحكم إلى الأبد.‏ —‏ لو ١:‏٣٢،‏ ٣٣‏.‏

يسوع لديه الحق الشرعي ليكون الملك على مملكة اللّٰه (‏أُنظر الفقرة ١٥)‏

١٥ لماذا نثق ثقة مطلقة بالملك يسوع المسيح؟‏

١٥ ماذا نتعلم من هذه النبوة؟‏ بإمكاننا أن نثق ثقة مطلقة بالملك يسوع المسيح.‏ لماذا؟‏ الحكام البشر يصلون إلى مراكزهم بالقوة أو ينتخبهم أشخاص ناقصون.‏ أما يسوع فلديه الحق الشرعي أن يحكم،‏ وقد اختاره يهوه اللّٰه شخصيًّا و‹أعطاه مملكة›.‏ (‏دا ٧:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وإذا كان يهوه نفسه يثق بهذا الملك،‏ فلا شك أنه يستاهل ثقتنا نحن أيضًا.‏

‏«خادمي داود .‏ .‏ .‏ يكون راعيها»‏

١٦ كيف يشعر يهوه تجاه خرافه،‏ وكيف كان «رعاة إسرائيل» أيام حزقيال يُعاملون الشعب؟‏

١٦ يهوه هو أعظم راعٍ على الإطلاق ويهمُّه كثيرًا خير خرافه،‏ أي خدامه على الأرض.‏ (‏مز ١٠٠:‏٣‏)‏ وعندما يوكل رعاةً بشريين،‏ أي الذين لديهم مسؤولية في الجماعة،‏ أن يهتموا بخرافه،‏ يراقب جيدًا كيف يعاملون خرافه.‏ تخيَّل إذًا كيف شعر يهوه تجاه «رعاة إسرائيل» أيام حزقيال.‏ فبكل وقاحة،‏ تسلَّطوا على الإسرائيليين «بقسوة واستبداد».‏ وبالنتيجة،‏ كان وضع الخراف مأساويًّا،‏ وكثيرون تركوا العبادة النقية.‏ —‏ حز ٣٤:‏١-‏٦‏.‏

١٧ كيف أنقذ يهوه خرافه؟‏

١٧ فماذا فعل يهوه؟‏ قال عن حكام إسرائيل القساة:‏ «سأجعلهم يقدِّمون حسابًا على الطريقة التي عاملوا بها خرافي».‏ ووعد أيضًا:‏ «سأُنقذ خرافي».‏ (‏حز ٣٤:‏١٠‏)‏ ويهوه يفي بوعوده دائمًا.‏ (‏يش ٢١:‏٤٥‏)‏ لذلك سنة ٦٠٧ ق‌م،‏ استعمل يهوه البابليين ليُزيلوا هؤلاء الرعاة الأنانيين.‏ وهكذا أنقذ خرافه منهم.‏ وبعد ٧٠ سنة،‏ أنقذ خدامه الأمناء من بابل وأعادهم إلى موطنهم كي يردوا العبادة النقية هناك.‏ لكن خراف يهوه ظلَّت ضعيفة لأنها بقيت تحت سيطرة قوى عالمية.‏ ‹فالوقت المحدَّد للأمم› ما كان لينتهي قبل أن تمر مئات السنين.‏ —‏ لو ٢١:‏٢٤‏.‏

١٨،‏ ١٩ بماذا تنبَّأ حزقيال سنة ٦٠٦ ق‌م؟‏ (‏أُنظر الصورة في بداية الدرس.‏)‏

١٨ سنة ٦٠٦ ق‌م،‏ أي بعد سنة تقريبًا من دمار أورشليم وقبل عشرات السنين من تحرير الإسرائيليين من الأسر في بابل،‏ أوحى يهوه إلى حزقيال أن ينقل إليهم نبوة.‏ وهذه النبوة تُظهر كم يهتم الراعي العظيم يهوه بخرافه ويحب أن يراهم دائمًا بخير.‏ فهي تصف كيف سيرعى المسيا الحاكم خراف يهوه.‏

١٩ ماذا تقول النبوة؟‏ (‏إقرأ حزقيال ٣٤:‏٢٢-‏٢٤‏.‏)‏ قال يهوه:‏ «أُعيِّن على [خرافي] راعيًا واحدًا»،‏ ودعا هذا الراعي «خادمي داود».‏ لاحِظ أن يهوه وعد أن يُقيم «راعيًا واحدًا» واستعمل كلمة «خادمي» بالمفرد بدل أن يقول «خدامًا».‏ لماذا؟‏ لأن هذا الحاكم سيكون آخر ملك من سلالة داود وسيبقى إلى الأبد،‏ ولن يأتي بعده ملوك من هذه السلالة.‏ وهذا الراعي الحاكم سيُطعم خراف اللّٰه ويكون «رئيسًا بينهم».‏ واللّٰه من جهته سيعمل «عهد سلام» مع خرافه.‏ وبالنتيجة،‏ «ستنزل البركات [عليهم] مثل المطر الغزير»،‏ ويتلذَّذون بالأمان والازدهار.‏ حتى إن السلام لن يكون موجودًا فقط بين الإنسان وأخيه الإنسان،‏ بل أيضًا بين الإنسان والحيوان.‏ —‏ حز ٣٤:‏٢٥-‏٢٨‏.‏

٢٠،‏ ٢١ (‏أ)‏ كيف تمَّت النبوة عن الحاكم الذي دعاه يهوه «خادمي داود»؟‏ (‏ب)‏ كيف يؤثِّر في مستقبلنا ما قاله حزقيال عن «عهد سلام»؟‏

٢٠ كيف تمَّت هذه النبوة؟‏ عندما دعا يهوه الحاكم «خادمي داود»،‏ كان يُشير نبويًّا إلى يسوع المسيح الذي كان سيأتي من نسل داود ولديه الحق الشرعي أن يحكم.‏ (‏مز ٨٩:‏٣٥،‏ ٣٦‏)‏ وبالفعل،‏ عندما كان يسوع على الأرض،‏ برهن أنه «الراعي الصالح».‏ فهو ضحَّى بحياته «من أجل الخراف».‏ (‏يو ١٠:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ أما اليوم فراعينا يسوع المسيح هو في السماء.‏ (‏عب ١٣:‏٢٠‏)‏ فسنة ١٩١٤،‏ عيَّن اللّٰه يسوع ليكون ملكًا ووكَّله أن يرعى خرافه على الأرض ويُطعمهم.‏ وبعد فترة قصيرة،‏ تحديدًا سنة ١٩١٩،‏ عيَّن هذا الملك الجديد «العبد الأمين الحكيم» ليُطعم «الخدم»،‏ أي كل عباد يهوه الأولياء سواء كان رجاؤهم سماويًّا أو أرضيًّا.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ وقد أمَّن هذا العبد الطعام الروحي لخراف يهوه ولا يزال يؤمِّنه حتى يومنا.‏ وبفضل هذا الطعام،‏ نعيش بسلام وأمان في الفردوس الروحي الذي يتوسَّع أكثر فأكثر.‏

٢١ إذًا،‏ تكلَّم حزقيال عن «عهد سلام» وعن بركات كثيرة.‏ فكيف يؤثِّر ذلك في مستقبلنا؟‏ في العالم الجديد،‏ كل الذين يقدِّمون ليهوه عبادة نقية سيتمتعون إلى أقصى حد بالبركات التي تأتي من ‹عهد السلام›.‏ فهؤلاء البشر الأمناء سيعيشون في جنة حرفية تُغطي الأرض كلها.‏ وفي هذا العالم،‏ سينسون الحرب والجريمة والمجاعة والمرض والحيوانات المفترسة.‏ (‏إش ١١:‏٦-‏٩؛‏ ٣٥:‏٥،‏ ٦؛‏ ٦٥:‏٢١-‏٢٣‏)‏ ألا تفرح حين تفكِّر أن لديك الفرصة أن تعيش إلى الأبد في جنة على الأرض؟‏ ألا تفرح حين تفكِّر أن خراف يهوه «سيسكنون بأمان ولن يخيفهم أحد»؟‏ —‏ حز ٣٤:‏٢٨‏.‏

راعينا يسوع يراقب من السماء كيف يُعامل الرعاة خراف اللّٰه (‏أُنظر الفقرة ٢٢)‏

٢٢ كيف يشعر يسوع تجاه الخراف،‏ وكيف يتمثَّل به الذين يخدمون كرعاة؟‏

٢٢ ماذا نتعلم من هذه النبوة؟‏ يهتم يسوع كثيرًا بخير الخراف،‏ تمامًا مثل أبيه.‏ فهذا الراعي حريص أن يعيش خراف أبيه بسلام وأمان في الفردوس الروحي ويكون لديهم وفرة من الطعام.‏ فهل هناك أجمل من أن يهتم بنا حاكم كهذا؟‏!‏ أيضًا،‏ يجب على كل الذين يخدمون كرعاة أن يهتموا بالخراف تمامًا مثلما يهتم هو.‏ فعلى الشيوخ أن يرعوا رعية اللّٰه ‹من كل قلبهم› و «باندفاع»،‏ وأن يكونوا أمثلة للخراف.‏ (‏١ بط ٥:‏٢،‏ ٣‏)‏ ومهم جدًّا أن لا يعاملوا أي واحد من خراف يهوه معاملة سيئة.‏ لنُبقِ في بالنا ما قاله يهوه عن رعاة إسرائيل القساة أيام حزقيال:‏ «سأجعلهم يُقدِّمون حسابًا على الطريقة التي عاملوا بها خرافي».‏ (‏حز ٣٤:‏١٠‏)‏ فيهوه،‏ أعظم راعٍ على الإطلاق،‏ يراقب جيدًا كيف تُعامَل خرافه،‏ وهذا ما يفعله ابنه أيضًا.‏

‏«يكون خادمي داود رئيسهم إلى الأبد»‏

٢٣ ماذا وعد يهوه بشأن توحيد أمة إسرائيل،‏ وكيف تمَّ ذلك؟‏

٢٣ يريد يهوه أن يخدمه كل عباده بوحدة.‏ وفي نبوة عن الرد،‏ وعد اللّٰه أن يجمع شعبه،‏ أي مملكة يهوذا التي تتألف من سبطَين ومملكة إسرائيل التي تتألف من عشرة أسباط،‏ ويُوحِّدهم مثل «أمة واحدة»،‏ كأنه يجمع ‹عصوَين› لتصيرا ‹عصًا واحدة في يده›.‏ (‏حز ٣٧:‏١٥-‏٢٣‏)‏ وهل تمَّت هذه النبوة؟‏ نعم.‏ فسنة ٥٣٧ ق‌م،‏ جمعهم يهوه ووحَّدهم في أمة واحدة في أرض الموعد.‏ c وهذه الوحدة ليست إلا مثالًا صغيرًا عن وحدة أكبر تدوم فترة أطول.‏ فبعدما وعد يهوه أن يُوحِّد إسرائيل،‏ طلب من حزقيال أن ينقل نبوة تُظهر كيف سيجمع الحاكم الذي سيأتي في المستقبل العباد الحقيقيين من كل الأرض ويُوحِّدهم إلى الأبد.‏

٢٤ كيف يصف يهوه المسيا الحاكم،‏ وماذا سيُميِّز حكمه؟‏

٢٤ ماذا تقول النبوة؟‏ (‏إقرأ حزقيال ٣٧:‏٢٤-‏٢٨‏.‏)‏ في هذه الآيات،‏ يدعو يهوه المسيا مجدَّدًا «خادمي داود»،‏ ‹راعيًا واحدًا›،‏ و ‹رئيسًا›.‏ ولكن هذه المرة يدعوه أيضًا ‹ملكًا›.‏ (‏حز ٣٧:‏٢٢‏)‏ فماذا يُميِّز حكم هذا الملك؟‏ لن يزول حكمه أبدًا.‏ على ما يبدو،‏ استُخدمَت عبارة «إلى الأبد» للإشارة أن الشعب الذي يعيش تحت حكم هذا الملك سيظل يتمتع بالبركات إلى ما لا نهاية.‏ d سيتميَّز حكمه بالوحدة.‏ رعايا هذه المملكة سيكون لديهم «ملك واحد»،‏ سيتبعون ‹الأحكام› نفسها،‏ و ‹سيسكنون في الأرض› بسلام.‏ سيُقرِّب حكمه الشعب إلى يهوه اللّٰه.‏ سيعمل يهوه «عهد سلام» مع كل الذين يعيشون تحت حكم هذا الملك؛‏ سيكون يهوه إلههم وسيكونون هم شعبه،‏ وسيظل مكانه المقدس «بينهم إلى الأبد».‏

٢٥ كيف تمَّت النبوة عن المسيا الملك؟‏

٢٥ كيف تمَّت هذه النبوة؟‏ سنة ١٩١٩،‏ اتَّحد المختارون الأمناء تحت قيادة «راعٍ واحد» هو المسيا الملك يسوع المسيح.‏ ولاحقًا،‏ انضم إلى هؤلاء المختارين ‹جمع كثير› «من كل الأمم والقبائل والشعوب واللغات».‏ (‏رؤ ٧:‏٩‏)‏ وهكذا صاروا «رعية واحدة» تحت قيادة «راعٍ واحد».‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ وسواء كان رجاؤهم سماويًّا أو أرضيًّا،‏ كلهم يُطيعون أحكام اللّٰه.‏ لذلك يعيشون معًا في فردوس روحي كعائلة عالمية موحَّدة.‏ ويهوه يُبارك هذا الشعب بالسلام.‏ ولا يزال ‹مكانه المقدس›،‏ الذي يُمثِّل العبادة النقية،‏ في وسطهم.‏ بكلمات أخرى،‏ يهوه هو إلههم وهم فخورون أن يكونوا عباده الآن وإلى الأبد.‏

٢٦ كيف تُحافظ على الوحدة في الفردوس الروحي الذي نعيش فيه؟‏

٢٦ ماذا نتعلم من هذه النبوة؟‏ لدينا امتياز كبير أن نكون جزءًا من عائلة عالمية موحَّدة تُقدِّم ليهوه عبادة نقية.‏ لكن هذا الامتياز الكبير ترافقه مسؤولية كبيرة:‏ أن نساهم في هذه الوحدة.‏ وبالتالي،‏ علينا جميعًا أن نقوم بدورنا لنحافظ على الوحدة في المعتقدات والتصرفات.‏ (‏١ كو ١:‏١٠‏)‏ وكي نصل إلى هذا الهدف،‏ علينا أن نأكل بشهية من نفس الطعام الروحي،‏ نتبع نفس المبادئ الأخلاقية الموجودة في الكتاب المقدس،‏ ونشارك في نفس العمل المهم،‏ عمل التبشير والتعليم.‏ لكن سر وحدتنا هو المحبة.‏ فعندما نبذل جهدنا لننمي المحبة ونُظهرها بمختلف أشكالها،‏ مثل التعاطف والحنان والمسامحة،‏ نساهم في زيادة الوحدة بيننا.‏ فالكتاب المقدس يقول إن «المحبة» هي «رباط وحدة كامل».‏ —‏ كو ٣:‏١٢-‏١٤؛‏ ١ كو ١٣:‏٤-‏٧‏.‏

يهوه يبارك عباده الذين هم جزء من عائلة عالمية مُحبَّة (‏أُنظر الفقرة ٢٦)‏

٢٧ (‏أ)‏ كيف تُفيدنا النبوات عن المسيا في سفر حزقيال؟‏ (‏ب)‏ ماذا سنرى في الدروس التالية؟‏

٢٧ نحن نشكر يهوه كثيرًا لأنه أعطانا هذه النبوات عن المسيا في سفر حزقيال.‏ فقراءة هذه النبوات والتأمل فيها يُعلِّماننا أن ملكنا المحب يسوع المسيح يستاهل ثقتنا،‏ لديه الحق الشرعي ليحكم،‏ يرعانا برقة،‏ ويُوحِّدنا إلى الأبد.‏ فعلًا،‏ إنه امتياز كبير أن نعيش تحت حكم المسيا الملك.‏ ولكن لنُبقِ في بالنا أن هذه النبوات عن المسيا هي جزء من الموضوع الأساسي في سفر حزقيال،‏ وهو موضوع الرد.‏ فمن خلال يسوع،‏ يجمع يهوه شعبه ويردُّ العبادة النقية بينهم.‏ (‏حز ٢٠:‏٤١‏)‏ وفي الدروس التالية،‏ سنتحدث عن موضوع الرد المشوِّق وسنرى كيف يُناقشه سفر حزقيال.‏

a أول سنة من الأسر كانت عام ٦١٧ ق‌م.‏ آنذاك،‏ أُخذَت أول مجموعة من الأسرى اليهود إلى بابل.‏ وهكذا تكون سنة ٦١٢ ق‌م هي السنة السادسة من السبي.‏

b إن سلسلة نسب يسوع التي ترجع إلى داود محفوظة بدقة في الأناجيل المكتوبة بوحي من اللّٰه.‏ —‏ مت ١:‏١-‏١٦؛‏ لو ٣:‏٢٣-‏٣١‏.‏

c سنناقش هذه النبوة في الدرس ١٢ ونرى كيف تمَّت.‏

d يقول أحد المراجع عن الكلمة العبرانية التي تُترجَم إلى «الأبد»:‏ «هذه الكلمة لا تُعبِّر فقط عن فترة زمنية ممتدة،‏ بل تحمل أيضًا معنى الاستمرارية والديمومة وعدم التغيُّر وعدم القابلية للإلغاء».‏