الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الدرس ١١

‏«لقد عيَّنتُك حارسًا»‏

‏«لقد عيَّنتُك حارسًا»‏

حزقيال ٣٣:‏٧

فكرة الدرس الرئيسية:‏ يهوه يُعيِّن حارسًا ويُحدِّد مسؤوليته

١ لماذا نقول إن الأنبياء كانوا كالحراس،‏ وهل أصغى الشعب لهم؟‏

 تخيَّل الحارس يقف على أسوار أورشليم عند المغيب.‏ يحاول أن يحجب نور الشمس بيده لكي يراقب الأفق جيدًا.‏ ولكن فجأة يلمح خطرًا كبيرًا.‏ وعلى الفور،‏ يُمسك بوقه ويُطلق التحذير؛‏ فالجيش البابلي آتٍ!‏ يا ليت الشعب أصغوا ليهوه!‏ فطوال عشرات السنين أرسل إليهم «حراسًا»،‏ أي أنبياء،‏ ليُحذِّروهم من هذا اليوم.‏ لكنهم بكل بساطة تجاهلوا التحذير.‏ أما الآن فقد فات الأوان.‏ فها هم الجنود البابليون يحاصرون المدينة.‏ وبعد حصار يدوم عدة أشهر،‏ يُدمِّرون أسوار أورشليم،‏ يهدمون الهيكل،‏ يقتلون قسمًا من الشعب ويأسرون الباقي.‏

٢،‏ ٣ (‏أ)‏ أي وضع سيواجهه البشر قريبًا،‏ وأي فرصة لا تزال مفتوحة أمامهم؟‏ (‏ب)‏ أي أسئلة سنناقشها؟‏

٢ مثلما عيَّن يهوه «حراسًا» في الماضي،‏ يفعل الأمر نفسه اليوم.‏ ففي أيامنا،‏ يتقدَّم جيش يهوه السماوي ليُحارب البشر المتمردين.‏ (‏رؤ ١٧:‏١٢-‏١٤‏)‏ ومع نهاية هذه الحرب،‏ ينتهي أعظم ضيق في تاريخ البشرية.‏ (‏مت ٢٤:‏٢١‏)‏ ولكن حتى الآن،‏ لا تزال الفرصة مفتوحة أمام كثيرين كي يخلصوا.‏

٣ فماذا دفع يهوه من الأساس أن يُعيِّن حراسًا؟‏ ما الرسائل التي يُعلنونها؟‏ مَن تمَّم دور الحارس في الماضي والحاضر؟‏ وما دورنا نحن؟‏ لنناقش معًا هذه الأسئلة.‏

‏«أُنقُل إليهم تحذيري»‏

٤ لماذا عيَّن يهوه حراسًا؟‏ (‏أُنظر الصورة في بداية الدرس.‏)‏

٤ إقرأ حزقيال ٣٣:‏٧‏.‏ كان الحراس عادةً يقفون على أسوار المدينة ليُحذِّروا سكانها من أي خطر.‏ وهم كانوا دليلًا ملموسًا أن حاكم المدينة يهتم بشعبه.‏ صحيح أن الصوت العالي الذي يُطلقه الحارس من بوقه قد يوقظ السكان النائمين ويُخيفهم،‏ ولكن هذا الصوت نفسه يُنقذ حياة الذين يتجاوبون معه.‏ بطريقة مشابهة،‏ لم يُعيِّن يهوه حراسًا ليُرعب شعبه برسائل مخيفة،‏ بل لأنه يهتم بهم ويريد أن يُخلِّص حياتهم.‏

٥،‏ ٦ ما هو أحد الأمور التي تُظهر عدل يهوه؟‏

٥ إن تعيين حزقيال حارسًا كشف صفات رائعة عند يهوه.‏ لنتأمل الآن في اثنتين منها.‏

٦ العدل:‏ يَظهر عدل يهوه حين يتعامل معنا كأفراد.‏ مثلًا،‏ رفض كثيرون من شعب إسرائيل رسالة حزقيال.‏ لكن يهوه لم يحكم على كل الإسرائيليين بأنهم مجموعة متمردين،‏ بل أراد أن يرى ردة فعل كل واحد منهم.‏ لذلك تكلَّم عدة مرات عن ‏«الشرير»‏ بصيغة المفرد وعن ‏«شخص»‏ مستقيم.‏ إذًا ما يهم يهوه هو أن يرى هل يتجاوب الشخص مع رسالته أم لا.‏ —‏ حز ٣٣:‏٨،‏ ١٨-‏٢٠‏.‏

٧ على أي أساس يحكم يهوه على البشر؟‏

٧ إضافة إلى ذلك،‏ هناك أساس محدَّد يعتمده يهوه ليُحاسب الناس.‏ وهذا الأساس يُظهر كم هو إله عادل.‏ فهو لا يُحاسب الشخص على أساس ما فعله في الماضي،‏ بل يهمه أن يرى كيف يتجاوب مع التحذير الآن.‏ قال يهوه لحزقيال:‏ «إذا أنا قلت للشرير:‏ ‹سوف تموت›،‏ وهو ابتعد عن خطيته .‏ .‏ .‏ فسيحيا بالتأكيد».‏ ثم أضاف يهوه فكرة تلفت النظر:‏ «كل الخطايا التي عملها لن تُحسَب عليه».‏ (‏حز ٣٣:‏١٤-‏١٦‏)‏ من جهة ثانية،‏ عاش كثيرون في الماضي حياة تُرضي اللّٰه.‏ لكن هذا لا يُبرِّر لهم أن يتمردوا الآن.‏ فماضي الإنسان لا يشفع لحاضره.‏ فيهوه قال إن الشخص إذا «اتكل على استقامته وعمل ما هو خاطئ،‏ فكل الصواب الذي عمله لن يُحسَب له،‏ بل سيموت لأنه عمل ما هو خاطئ».‏ —‏ حز ٣٣:‏١٣‏.‏

٨ كيف تُبرهن تحذيرات الأنبياء أن يهوه عادل؟‏

٨ ويَظهر أيضًا عدل يهوه عندما يُحذِّر الناس قبل وقت كافٍ.‏ مثلًا،‏ بدأ حزقيال عمله قبل ست سنوات تقريبًا من دمار أورشليم على يد البابليين.‏ لكن حزقيال لم يكن أول نبي يُحذِّر شعب يهوه أنهم سيُحاسَبون.‏ فقبل دمار أورشليم،‏ ظلَّ الأنبياء يُحذِّرون الشعب لأكثر من مئة سنة.‏ فيهوه أرسل هوشع،‏ إشعيا،‏ ميخا،‏ عوديد،‏ وإرميا ليقوموا بدور الحراس.‏ وقد طلب من إرميا أن يُذكِّر الإسرائيليين:‏ «أقمتُ عليكم رقباء [أي حراسًا]،‏ قائلًا:‏ ‹أصغوا إلى صوت القرن!‏›».‏ (‏إر ٦:‏١٧‏)‏ إذًا استمر يهوه والأنبياء طوال سنوات يُحذِّرون الشعب.‏ لذلك لا يمكن أن نُحمِّلهم مسؤوليةَ الذين ماتوا عندما نفَّذ البابليون حكم يهوه على أورشليم.‏

٩ كيف أظهر يهوه المحبة والولاء؟‏

٩ المحبة:‏ أظهرَ يهوه المحبة والولاء عندما أرسل حراسه ليُحذِّروا لا الصالحين فقط بل الأشرار أيضًا،‏ الأشرار الذين كسروا قلبه ولوَّثوا سمعته.‏ فكِّر قليلًا:‏ كان الإسرائيليون معروفين بأنهم شعب يهوه،‏ لكنهم مرة بعد أخرى أداروا ظهرهم له وركضوا وراء آلهة مزيفة.‏ ويهوه شبَّههم بزوجة خائنة ليصف الألم الكبير الذي سبَّبته له هذه الخيانة.‏ (‏حز ١٦:‏٣٢‏)‏ مع ذلك،‏ لم يفقد الأمل منهم بسرعة.‏ بل حاول أن يُصالحهم بدل أن ينتقم منهم.‏ فالعقاب كان آخر خيار عنده،‏ لا أول ردة فعل.‏ لماذا؟‏ قال لحزقيال:‏ «لا أفرح بموت الشرير،‏ بل أفرح حين يغيِّر طريقه ويحيا».‏ (‏حز ٣٣:‏١١‏)‏ هكذا شعر يهوه في الماضي،‏ ولا يزال يشعر هكذا اليوم.‏ —‏ مل ٣:‏٦‏.‏

١٠،‏ ١١ أي درسين نتعلمهما من تعاملات يهوه مع شعبه قديمًا؟‏

١٠ نتعلم دورسًا كثيرة من تعاملات يهوه المُحبة والعادلة مع الإسرائيليين.‏ مثلًا حين نُبشِّر،‏ لا يجب أن ننظر إلى الناس كمجموعات بل كأفراد،‏ أفراد لديهم شخصيتهم المستقلة.‏ وسنكون مخطئين كثيرًا إذا حكمنا على شخص ما بأنه لا يستحق أن يسمع رسالتنا،‏ ربما بسبب سلوكه في الماضي،‏ بيئته،‏ حضارته،‏ وضعه الاقتصادي،‏ أو لغته.‏ فيهوه علَّم الرسول بطرس درسًا لا يزال ينطبق في أيامنا:‏ «اللّٰه ليس عنده تحيُّز،‏ بل يقبل كل شخص يخافه ويعمل الصواب،‏ من أي شعب كان».‏ —‏ أع ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

هل ننظر إلى الناس مثلما ينظر يهوه إليهم؟‏ (‏أُنظر الفقرة ١٠)‏

١١ هناك درس آخر نتعلمه وهو أن ننتبه جيدًا إلى وضعنا.‏ فالأعمال الصالحة التي فعلناها في الماضي لا تُبرِّر أي تصرفات خاطئة الآن.‏ ولنُبقِ في بالنا أن لدينا ميولًا خاطئة،‏ تمامًا مثل الذين نُبشِّرهم.‏ فعلينا أن نتذكر دائمًا النصيحة التي أعطاها الرسول بولس لجماعة كورنثوس:‏ «مَن يظن أنه قائم فليحترز لئلا يسقط.‏ لم تُصبكم تجربة إلا ما هو معهود عند الناس».‏ (‏١ كو ١٠:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ ونحن لا نريد أبدًا أن نكون مثل شخص ‹يتَّكل على استقامته›.‏ بعبارة أخرى،‏ لا نظنَّ أن أعمالنا الصالحة تُعفينا من العقاب في حال كنا نقوم بأعمال خاطئة.‏ (‏حز ٣٣:‏١٣‏)‏ لذلك حتى لو كنا نخدم يهوه من سنوات طويلة،‏ مهم جدًّا أن نظل متواضعين وطائعين.‏

١٢ إذا ارتكبنا خطايا خطيرة في الماضي،‏ فماذا يجب أن نتذكر؟‏

١٢ وماذا لو ارتكبنا خطايا خطيرة في الماضي لكننا الآن نشعر بالندم؟‏ نتعلم من رسالة حزقيال أن يهوه سيُعاقب الخطاة غير التائبين.‏ ونتعلم أيضًا أن إلهنا قبل كل شيء هو إله محبة،‏ لا إله مهووس بالانتقام.‏ (‏١ يو ٤:‏٨‏)‏ فإذا برهنَّا بأعمالنا أننا تائبون،‏ فلا نفكِّر للحظة أن خطايانا أكبر من رحمة يهوه.‏ (‏يع ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فمثلما كان يهوه مستعدًا أن يُسامح الإسرائيليين الذين خانوه روحيًّا،‏ هو مستعد أن يُسامحنا نحن أيضًا.‏ —‏ مز ٨٦:‏٥‏.‏

‏«تكلَّم مع شعبك»‏

١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ أي رسائل أعلنها الذين لعبوا دور الحراس؟‏ (‏ب)‏ أي رسالة نقلها إشعيا؟‏

١٣ إقرأ حزقيال ٣٣:‏٢،‏ ٣‏.‏ أي رسائل أعلنها الذين لعبوا دور الحراس؟‏ صحيح أن تحذير الناس كان جزءًا أساسيًّا من عملهم،‏ لكنهم نقلوا أيضًا أخبارًا حلوة.‏ لنأخذ بعض الأمثلة.‏

١٤ خدم إشعيا من نحو سنة ٧٧٨ إلى ٧٣٢ ق‌م.‏ وخلال خدمته،‏ حذَّر الإسرائيليين أن البابليين سيضعون يدهم على أورشليم ويأخذون سكانها إلى الأسر.‏ (‏إش ٣٩:‏٥-‏٧‏)‏ لكن يهوه أوحى إليه أيضًا أن يكتب:‏ «ها هم رقباؤكِ يرفعون صوتهم.‏ يُهلِّلون معًا،‏ لأنهم يُبصرون عينًا لِعَين حين يَردُّ يهوه صهيون».‏ (‏إش ٥٢:‏٨‏)‏ وهذا كان أحلى خبر يُعلنه إشعيا:‏ العبادة النقية ستُرَد.‏

١٥ أي رسالة أعلنها إرميا؟‏

١٥ خدم إرميا من سنة ٦٤٧ إلى ٥٨٠ ق‌م.‏ ولا شك أنه قام بتعيينه على أكمل وجه.‏ فهو ظلَّ يُحذِّر الإسرائيليين الأشرار من الكوارث التي سيجلبها يهوه عليهم،‏ لدرجة أن البعض يُلقِّبونه اليوم «نبي الشؤم».‏ a لكن هذا غير دقيق.‏ فهو نقل أيضًا أخبارًا حلوة،‏ أخبارًا تُنبئ بعودة شعب اللّٰه إلى أرضهم وردِّ العبادة النقية هناك.‏ —‏ إر ٢٩:‏١٠-‏١٤؛‏ ٣٣:‏١٠،‏ ١١‏.‏

١٦ كيف أفادت رسائل حزقيال الأسرى في بابل؟‏

١٦ أما حزقيال فعيَّنه يهوه ليقوم بدور الحارس سنة ٦١٣ ق‌م.‏ وبقي في هذا التعيين على الأقل حتى سنة ٥٩١ ق‌م.‏ ومثلما رأينا في الدرسين ٥ و ٦‏،‏ قام حزقيال بهذا العمل من كل قلبه.‏ فهو حذَّر الشعب من الدمار الآتي عليهم،‏ وهكذا لم يحمل ذنب أي شخص سيموت.‏ وخلال تعيينه،‏ لم يكتفِ بتحذير الأسرى من عقاب يهوه للمرتدِّين في أورشليم،‏ بل ساعدهم أيضًا كي لا ينسوا يهوه وليكونوا جاهزين للعمل الذي ينتظرهم.‏ فيهوه كان سيردُّ عددًا من الإسرائيليين إلى أرضهم بعدما ينتهي الأسر الذي سيدوم ٧٠ سنة.‏ (‏حز ٣٦:‏٧-‏١١‏)‏ وهؤلاء العائدون سيتألفون بشكل أساسي من الأولاد والأحفاد الذين سمعوا رسائل حزقيال.‏ ومثلما تُظهر الدروس الأخرى في القسم ٣،‏ كان لدى حزقيال الكثير من الأخبار الحلوة التي تؤكِّد أن العبادة النقية ستُرَد في أورشليم.‏

١٧ متى يُعيِّن يهوه أشخاصًا ليقوموا بدور الحراس؟‏

١٧ إذًا نقل هؤلاء الأنبياء رسائل من اللّٰه لشعبه قبل دمار أورشليم وبعده.‏ ولكن هل هم الوحيدون الذين عيَّنهم يهوه ليقوموا بدور الحراس؟‏ كلا.‏ فقصد يهوه يتم على مراحل.‏ وخلال كل مرحلة مهمة،‏ يُعيِّن يهوه أشخاصًا ليقوموا بدور الحراس،‏ فيُحذِّرون الأشرار ويعلنون أخبارًا حلوة في الوقت نفسه.‏

حراس في القرن الأول

١٨ أي تعيين قام به يوحنا المعمدان؟‏

١٨ في القرن الأول الميلادي،‏ قام يوحنا المعمدان بدور الحارس.‏ فهو حذَّر اليهود أن يهوه سيرفضهم قريبًا.‏ (‏مت ٣:‏١،‏ ٢،‏ ٩-‏١١‏)‏ لكنه لم يكتفِ بذلك.‏ فيسوع قال إن يوحنا هو ‹الرسول› الذي أنبأت عنه الأسفار المقدسة أنه سيُجهِّز الطريق أمام المسيا.‏ (‏مل ٣:‏١؛‏ مت ١١:‏٧-‏١٠‏)‏ وقد شمل تعيين يوحنا أن يُعلن أخبارًا حلوة:‏ جاء «حمل اللّٰه»،‏ يسوع المسيح،‏ وسوف «يُزيل خطية العالم».‏ —‏ يو ١:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

١٩،‏ ٢٠ كيف قام يسوع وتلاميذه بدور الحراس؟‏

١٩ من بين كل الحراس الذين عيَّنهم يهوه،‏ كان يسوع هو الأهم.‏ ومثل حزقيال،‏ أرسله يهوه إلى «بيت إسرائيل».‏ (‏حز ٣:‏١٧؛‏ مت ١٥:‏٢٤‏)‏ وقد حذَّر يسوع هذا الشعب أن يهوه سيرفضهم قريبًا وأن أورشليم ستُدمَّر.‏ (‏مت ٢٣:‏٣٧،‏ ٣٨؛‏ ٢٤:‏١،‏ ٢؛‏ لو ٢١:‏٢٠-‏٢٤‏)‏ لكن عمل يسوع الأساسي كان إعلان الأخبار الحلوة.‏ —‏ لو ٤:‏١٧-‏٢١‏.‏

٢٠ وعندما كان يسوع على الأرض،‏ طلب من تلاميذه أن يتصرفوا كالحراس حين قال لهم:‏ «إبقوا ساهرين».‏ (‏مت ٢٤:‏٤٢‏)‏ وقد أطاع التلاميذ هذا الأمر.‏ فهم حذَّروا الناس أن يهوه رفض بيت إسرائيل ورفض مدينة أورشليم الأرضية.‏ (‏رو ٩:‏٦-‏٨؛‏ غل ٤:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ ولكن مثل الحراس قبلهم،‏ كان لدى التلاميذ أيضًا أخبار حلوة لينقلوها.‏ فقد شملت رسالتهم إعلانًا مميزًا بأن الأمم سيصيرون جزءًا من إسرائيل الروحي وسيكون لديهم الامتياز أن يساعدوا المسيح في رد العبادة النقية على الأرض.‏ —‏ أع ١٥:‏١٤؛‏ غل ٦:‏١٥،‏ ١٦؛‏ رؤ ٥:‏٩،‏ ١٠‏.‏

٢١ أي مثال رسمه بولس؟‏

٢١ كان الرسول بولس أحد الحراس في القرن الأول.‏ وقد رسم مثالًا رائعًا.‏ فهو أخذ مسؤوليته بجدية.‏ فمثل حزقيال،‏ عرف أنه سيحمل مسؤولية الذين سيموتون إذا لم يُتمِّم تعيينه.‏ (‏أع ٢٠:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ ومثله مثل الحراس الآخرين،‏ لم يكتفِ بولس بتحذير الناس،‏ بل أعلن أيضًا أخبارًا حلوة.‏ (‏أع ١٥:‏٣٥؛‏ رو ١:‏١-‏٤‏)‏ وأكثر من ذلك،‏ تحت توجيه الروح القدس،‏ اقتبس نبوة قالها إشعيا:‏ «ما أجمل على الجبال قدَمي المُبشِّر»،‏ ثم طبَّقها على العمل الذي يقوم به أتباع المسيح،‏ وهو التبشير عن مملكة اللّٰه.‏ —‏ إش ٥٢:‏٧،‏ ٨؛‏ رو ١٠:‏١٣-‏١٥‏.‏

٢٢ ماذا حصل بعد موت الرسل؟‏

٢٢ بعد موت الرسل،‏ انتشر الفساد المنبأ به في الجماعة المسيحية.‏ (‏أع ٢٠:‏٢٩،‏ ٣٠؛‏ ٢ تس ٢:‏٣-‏٨‏)‏ فخلال فترة طويلة نما خلالها القمح والزوان،‏ صار عدد المسيحيين المزيفين (‏الزوان)‏ أكثر بكثير من عدد أتباع المسيح الأولياء (‏القمح)‏.‏ (‏مت ١٣:‏٣٦-‏٤٣‏)‏ كما غطَّت التعاليم الخاطئة الرسالة الواضحة عن مملكة اللّٰه.‏ ولكن حين اقترب الوقت ليتدخَّل يهوه في شؤون البشر،‏ عيَّن أشخاصًا ليكونوا حراسًا.‏ وهكذا عبَّر من جديد عن محبته وعدله.‏ وكان على هؤلاء الحراس أن يُعلنوا إنذارًا واضحًا للناس وينقلوا أخبارًا حلوة.‏ فمَن هم الحراس الذين عيَّنهم؟‏

يهوه يُعيِّن حراسًا من جديد ليُحذِّروا الأشرار

٢٣ أي دور تمَّمه رصل ورفاقه؟‏

٢٣ خلال السنوات التي سبقت عام ١٩١٤،‏ قام تشارلز رصل ورفاقه بدور ‹الرسول› الذي «سيُجهِّز الطريق» قبل تأسيس مملكة المسيا.‏ b (‏مل ٣:‏١‏)‏ وكي يُتمِّم هذا الفريق عمله كحارس،‏ استعمل مجلة برج المراقبة ليُحذِّر الناس من أحكام اللّٰه وينشر الأخبار الحلوة عن مملكته.‏

٢٤ (‏أ)‏ كيف تمَّم العبد الأمين دور الحارس؟‏ (‏ب)‏ ماذا تعلَّمتَ من الذين قاموا في الماضي بدور الحارس؟‏ (‏أُنظر الجدول «‏حراس مثاليون‏».‏)‏

٢٤ وبعد تأسيس مملكة اللّٰه،‏ عيَّن يسوع فريقًا صغيرًا من الرجال ليكونوا العبد الأمين.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ ومنذ ذلك الوقت،‏ يستمر هذا العبد،‏ الذي يُدعى الآن الهيئة الحاكمة،‏ في إتمام دور الحارس.‏ فهو يأخذ القيادة في التحذير من «يوم انتقام»،‏ ويُعلن أيضًا «سنة رضى عند يهوه».‏ —‏ إش ٦١:‏٢‏؛‏ أُنظر أيضًا ٢ كورنثوس ٦:‏١،‏ ٢‏.‏

٢٥،‏ ٢٦ (‏أ)‏ ماذا أوصى يسوع كل أتباعه،‏ وكيف يُبرهنون أنهم يُطبِّقون وصيته؟‏ (‏ب)‏ ماذا سنُناقش في الدرس التالي؟‏

٢٥ صحيح أن العبد الأمين هو مَن يقوم بعمل الحارس بشكل أساسي،‏ لكن يسوع طلب من «جميع» أتباعه أن ‹يبقوا ساهرين›.‏ (‏مر ١٣:‏٣٣-‏٣٧‏)‏ ونحن نُطيع وصيته عندما نظل مستيقظين روحيًّا وندعم بولاء الحارس الذين عيَّنه اللّٰه في أيامنا.‏ وكي نبرهن أننا مستيقظون،‏ يجب أن نُتمِّم مسؤوليتنا ونُبشِّر الناس.‏ (‏٢ تي ٤:‏٢‏)‏ فقريبًا،‏ سيخسر عدد كبير منهم حياتهم لأنهم تجاهلوا تحذيرات الحارس.‏ (‏حز ٣:‏١٩‏)‏ ونحن بالطبع نريد أن نُنقذ حياتهم.‏ (‏١ تي ٤:‏١٦‏)‏ مع ذلك،‏ يبقى دافعنا الأساسي للبشارة هو رغبتنا في نشر أجمل الأخبار:‏ يهوه يردُّ العبادة النقية!‏ واليوم،‏ نحن نعيش «سنة رضى عند يهوه».‏ لذلك لا يزال الباب مفتوحًا أمام كثيرين كي يعبدوا معنا إلهنا العادل والمحب.‏ وقريبًا،‏ كل الذين سينجون من نهاية هذا العالم الشرير سيستفيدون حين يحكم ابنه الأرض حكمًا عادلًا.‏ ومَن منا يقدر أن يظل ساكتًا ولا يشارك مع الحارس اليوم في إعلان هذه الأخبار الحلوة؟‏!‏ —‏ مت ٢٤:‏١٤‏.‏

ندعم الحارس العصري في عمله عندما ننقل الأخبار الحلوة (‏أُنظر الفقرة ٢٥)‏

٢٦ حتى قبل أن ينتهي هذا العالم الشرير،‏ وحَّد يهوه شعبه بطريقة عجيبة.‏ كي نعرف كيف حصل ذلك،‏ سنُناقش في الدرس التالي نبوة تتحدَّث عن عصوَين.‏

a ترد كلمة «مصيبة» بصيغ مختلفة عشرات المرات في سفر إرميا.‏

b كي تعرف أكثر عن هذه النبوة وإتمامها،‏ انظر كتاب ملكوت اللّٰه يحكم الآن!‏ الدرس ٢ «‏ملكوت اللّٰه يولد في السماء‏».‏