الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الدرس ١٤

‏«هذه هي شريعة الهيكل»‏

‏«هذه هي شريعة الهيكل»‏

حزقيال ٤٣:‏١٢

فكرة الدرس الرئيسية:‏ دروس من رؤيا الهيكل مفيدة في أيام حزقيال وفي أيامنا أيضًا

١،‏ ٢ (‏أ)‏ ماذا تَعلَّمنا في الدرس السابق عن رؤيا حزقيال؟‏ (‏ب)‏ أي سؤالين سنُناقشهما في هذا الدرس؟‏

 مثلما رأينا في الدرس السابق،‏ الهيكل الذي رآه حزقيال ليس هو الهيكل الروحي العظيم الذي تكلَّم عنه بولس بعد مئات السنين.‏ وتعلَّمنا أن يهوه أعطى هذه الرؤيا ليُذكِّر شعبه بأهمية المقاييس التي وضعها للعبادة النقية.‏ وهو لم يكن سيستعيد علاقته بهم إلا إذا عادوا واحترموا هذه المقاييس.‏ لذلك لا نستغرب أن يُكرِّر يهوه مرتين هذه الفكرة المهمة في آية واحدة:‏ «هذه هي شريعة الهيكل».‏ —‏ إقرأ حزقيال ٤٣:‏١٢‏.‏

٢ أما الآن فسنُناقش السؤال:‏ أي دروس تُعلِّمها هذه الرؤيا تُفيد الأسرى اليهود؟‏ والجواب عن هذا السؤال يوصلنا إلى السؤال الثاني:‏ ماذا نتعلم نحن من رؤيا حزقيال في هذه الأيام الأخيرة الصعبة؟‏

أي دروس حملتها هذه الرؤيا قديمًا؟‏

٣ لماذا ربما أحسَّ الشعب بالخجل بعدما سمعوا عن الجبل العالي؟‏

٣ كي نُجيب عن هذا السؤال،‏ سنُناقش بعض الأمور المميَّزة المتعلِّقة بهيكل حزقيال.‏ لنتأمل أولًا في الجبل العالي.‏ على الأرجح،‏ حين سمع الشعب عن الجبل العالي في رؤيا حزقيال،‏ ربطوا بينه وبين نبوة إشعيا المُفرحة عن الرد.‏ (‏إش ٢:‏٢‏)‏ ووجود هيكل يهوه على جبل عالٍ جدًّا علَّمهم درسًا مهمًّا:‏ يجب أن تكون العبادة النقية مُرفَّعة،‏ سامية،‏ وأعلى من أي شيء آخر.‏ طبعًا،‏ العبادة النقية هي أساسًا مُرفَّعة لأن الإله الذي أسَّسها «أعلى بكثير من كل الآلهة».‏ (‏مز ٩٧:‏٩‏)‏ لكن المشكلة كانت في شعب يهوه الذين لم يقوموا بدورهم.‏ فمرة بعد مرة،‏ تركوا العبادة النقية ولوَّثوها وقلَّلوا من قيمتها.‏ وبقي الوضع هكذا طوال مئات السنين.‏ ولكن في هذه الرؤيا،‏ كان بيت يهوه المقدس موجودًا في الأعالي،‏ ومليئًا بالمجد،‏ ومُرفَّعًا إلى المكانة التي يستحقها.‏ ولا شك أن هذا الوصف دفع الأسرى الذين قلوبهم طيبة أن يشعروا بالخجل.‏

٤،‏ ٥ أي رسالة أراد يهوه أن يوصلها من خلال بوابات الهيكل العالية؟‏

٤ البوابات العالية.‏ في بداية الجولة،‏ رأى حزقيال الملاك يقيس بوابات الهيكل التي وصل طولها إلى نحو ٣٠ مترًا.‏ (‏حز ٤٠:‏١٤‏)‏ ورأى أيضًا غرفًا للحرس في هذه المداخل.‏ ثم قال يهوه لحزقيال:‏ «انتبِه جيدًا إلى مدخل الهيكل».‏ لماذا؟‏ لأن الشعب اعتاد أن يُدخِل إلى بيت يهوه المقدس «أجانب قلوبهم غير مختونة وأجسادهم غير مختونة».‏ وهكذا،‏ كان هؤلاء «يُنجِّسون» هيكله.‏ —‏ حز ٤٤:‏٥،‏ ٧‏.‏

٥ لقد ترك البعض «أجسادهم» غير مختونة،‏ وهم بذلك كسروا وصية واضحة أعطاها اللّٰه منذ أيام إبراهيم.‏ (‏تك ١٧:‏٩،‏ ١٠؛‏ لا ١٢:‏١-‏٣‏)‏ أما الأشخاص الذين «قلوبهم» غير مختونة،‏ فمشكلتهم أخطر.‏ فهم كانوا أشخاصًا عنيدين ومتمردين،‏ لا يقبلون توجيه يهوه وإرشاده.‏ وأشخاص كهؤلاء ممنوع عليهم الدخول إلى بيت يهوه المقدس لتقديم العبادة.‏ فيهوه يكره المنافقين.‏ لكن شعبه سمح للنفاق أن ينمو ويزدهر في بيت إلههم.‏ والآن يريد يهوه أن يوصل رسالة واضحة من خلال البوابات وغرف الحرس:‏ التساهل ممنوع بعد الآن!‏ فعلى الشعب أن يحترم المقاييس الرفيعة التي وضعها يهوه ليُحدِّد مَن يدخل إلى بيته.‏ وإلا فلن يرضى عنهم أبدًا وعن عبادتهم.‏

٦،‏ ٧ (‏أ)‏ أي رسالة أراد يهوه أن يوصلها إلى شعبه من خلال السور حول منطقة الهيكل؟‏ (‏ب)‏ ماذا كان شعب يهوه يفعل سابقًا قرب الهيكل؟‏ (‏أُنظر الحاشية.‏)‏

٦ السور حول منطقة الهيكل.‏ أحد الأمور المميَّزة في هذه الرؤيا هو السور حول منطقة الهيكل.‏ فقد قال حزقيال إن طول كل جهة من هذا السور وصل إلى ٥٠٠ قصبة،‏ أي ١٬٥٥٥ مترًا!‏ (‏حز ٤٢:‏١٥-‏٢٠‏)‏ أما مباني الهيكل والساحتان،‏ فشكَّلت مُربَّعًا صغيرًا لا يتجاوز طول كل جهة منه ٥٠٠ ذراع،‏ أي ٢٥٩ مترًا.‏ إذًا كانت هناك مساحة شاسعة حول الهيكل يُحيط بها هذا السور الخارجي.‏ a فما الهدف من كل ذلك؟‏

٧ قال يهوه:‏ «ليتوقفوا الآن عن خيانتي وليُبعِدوا عني جثث ملوكهم.‏ عندئذٍ أسكن بينهم إلى الأبد».‏ (‏حز ٤٣:‏٩‏)‏ على الأرجح،‏ تُشير «جثث ملوكهم» إلى أصنام كانوا يعبدونها.‏ ويهوه أراد أن يكون هناك مساحة شاسعة حول الهيكل لينقل إليهم هذه الرسالة:‏ «لا أريد أن أرى هذا القرَف قرب بيتي!‏ أبعِدوه بعيدًا!‏».‏ وإذا أطاع الشعب وصية يهوه وقدَّموا له عبادة نقية،‏ فسيسكن بينهم إلى الأبد.‏

٨،‏ ٩ ماذا ربما تعلَّم الشعب من كلمات يهوه القوية للنظار والمسؤولين؟‏

٨ توجيهات قوية للمسؤولين.‏ خاطب يهوه الذين لديهم مسؤوليات كبيرة بين شعبه،‏ ووجَّه إليهم كلمات جمعت بين الحزم والمحبة.‏ وهذا واضح في كلامه إلى اللاويين.‏ فقد وبَّخهم بقوة لأنهم ابتعدوا عنه عندما غرق الشعب في عبادة الأصنام.‏ لكنه مدح أبناء صادوق،‏ «الذين اهتموا بالمسؤوليات المتعلِّقة بمكان [يهوه] المقدس حين ابتعد الإسرائيليون» عن إلههم.‏ لقد أخذ يهوه في الاعتبار أعمال الفريقين،‏ وعاملهما كليهما بعدل ورحمة.‏ (‏حز ٤٤:‏١٠،‏ ١٢-‏١٦‏)‏ وهو لم يوبِّخ اللاويين فقط،‏ بل أيضًا رؤساء إسرائيل.‏ —‏ حز ٤٥:‏٩‏.‏

٩ وهكذا أظهر يهوه بوضوح أن المسؤولين والنظار كان عليهم أن يُقدِّموا حسابًا أمامه.‏ فلا أحد أكبر من أن ينصحه يهوه ويوبِّخه ويؤدِّبه.‏ بل على العكس،‏ يجب أن يكون النظار والمسؤولون مثالًا في تطبيق مقاييس يهوه.‏

١٠،‏ ١١ كيف نعرف أن بعض الأسرى الذين عادوا إلى أورشليم استفادوا من رؤيا حزقيال؟‏

١٠ بالفعل،‏ حملت هذه الرؤيا دروسًا كثيرة.‏ فهل استفاد منها الذين عادوا إلى أورشليم؟‏ لا نعرف بالضبط ماذا كان رأي الرجال والنساء الأمناء آنذاك بهذه الرؤيا المميزة.‏ لكن كلمة اللّٰه تخبرنا الكثير عن ما فعلوه حين عادوا إلى أورشليم وكيف صاروا ينظرون إلى عبادة يهوه النقية.‏ فهم حاولوا أن يُطبِّقوا المبادئ التي نقلها يهوه إليهم في رؤيا حزقيال.‏ وقد نجحوا إلى حدٍّ ما،‏ خصوصًا إذا قارنَّاهم بأجدادهم المتمردين الذين عاشوا قبل الأسر.‏

١١ فقد بذل أشخاص أمناء كل جهدهم ليُعلِّموا الشعب المبادئ الإلهية.‏ نذكر من هؤلاء الرجال مثلًا النبيَّين حجاي وزكريا،‏ الكاهن والناسخ عزرا،‏ والحاكم نحميا.‏ (‏عز ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ فهم علَّموا الشعب مبادئ مشابهة للمبادئ التي تضمَّنتها رؤيا حزقيال.‏ فأوضحوا لهم أن العبادة النقية يجب أن تكون مُرفَّعة وأن تأتي قبل الأمور المادية والأهداف الشخصية.‏ (‏حج ١:‏٣،‏ ٤‏)‏ كما شدَّدوا كم مهم أن يحترم الشعب المقاييس التي حدَّدها يهوه للعبادة النقية.‏ مثلًا،‏ طلب عزرا ونحميا بحزم من اليهود أن يتركوا زوجاتهم الأجنبيات اللواتي أضعفن الشعب روحيًّا.‏ ‏(‏إقرأ عزرا ١٠:‏١٠،‏ ١١؛‏ نح ١٣:‏٢٣-‏٢٧،‏ ٣٠‏)‏ وماذا عن عبادة الأصنام؟‏ على ما يبدو،‏ صار الشعب بعد الأسر يكرهون هذه الخطية التي وقعوا فيها سابقًا عدة مرات.‏ وما القول في الكهنة والرؤساء؟‏ مثلما رأينا في رؤيا حزقيال،‏ هم أيضًا كانت لديهم حصة كبيرة من التوبيخ.‏ (‏نح ١٣:‏٢٢،‏ ٢٨‏)‏ وكثيرون منهم قبلوه بكل تواضع.‏ —‏ عز ١٠:‏٧-‏٩،‏ ١٢-‏١٤؛‏ نح ٩:‏١-‏٣،‏ ٣٨‏.‏

علَّم نحميا الشعب عن العبادة النقية وعَمِل معهم في البناء (‏أُنظر الفقرة ١١)‏

١٢ كيف بارك يهوه الأسرى الذين عادوا إلى أورشليم؟‏

١٢ بسبب ذلك،‏ بارك يهوه شعبه بأمور رائعة كانوا قد نسوها منذ وقت طويل.‏ فبدأوا من جديد يتمتعون بعلاقة مميزة مع إلههم،‏ وعادوا يعيشون في بحبوحة وسلام.‏ (‏عز ٦:‏١٩-‏٢٢؛‏ نح ٨:‏٩-‏١٢؛‏ ١٢:‏٢٧-‏٣٠،‏ ٤٣‏)‏ وأخيرًا،‏ بدأ الشعب يلتزمون بمقاييس يهوه الرفيعة ويعبدونه عبادة نقية.‏ فالدروس التي أراد يهوه أن يوصلها من خلال رؤيا حزقيال حرَّكت قلوب كثيرين منهم.‏ كخلاصة إذًا،‏ أفادت هذه الرؤيا الأسرى كثيرًا.‏ فهي علَّمتهم درسَين مهمَّين:‏ (‏١)‏ أن يلتزموا بالمقاييس التي وضعها يهوه للعبادة النقية،‏ و (‏٢)‏ أن العبادة النقية ستُرَد ويهوه سيُبارك شعبه ما داموا يعبدونه بطريقة تُرضيه.‏ ولا شك أن هذا الأمر شجَّعهم كثيرا.‏ ولكن ماذا عنا؟‏ هل تتم هذه الرؤيا في أيامنا؟‏

كيف نستفيد من رؤيا حزقيال في أيامنا؟‏

١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ كيف نعرف أن الرؤيا عن الهيكل تتم أيضًا في أيامنا؟‏ (‏ب)‏ بأي طريقتين تُفيدنا هذه الرؤيا اليوم؟‏ (‏أُنظر أيضًا الإطار ١٣أ:‏ «‏هيكلان مختلفان ودروس مختلفة‏».‏)‏

١٣ هل نحن متأكدون أن هيكل حزقيال ينطبق على أيامنا أيضًا؟‏ نعم.‏ تذكَّر وجه الشبه بين نبوة حزقيال ونبوة إشعيا:‏ الهيكل في رؤيا حزقيال كان على «جبل عالٍ جدًّا».‏ والأمر نفسه ذكره إشعيا حين قال إن «جبل بيت يهوه يكون ثابتًا فوق رؤوس الجبال».‏ لكن إشعيا أضاف فكرة مهمة حين أخبرنا متى ستتم هذه النبوة.‏ قال:‏ «في آخر الأيام».‏ (‏حز ٤٠:‏٢؛‏ إش ٢:‏٢-‏٤‏؛‏ أُنظر أيضًا ميخا ٤:‏١-‏٤‏.‏)‏ فهاتان النبوتان تتمان خلال الأيام الأخيرة،‏ تحديدًا منذ سنة ١٩١٩.‏ ففي تلك السنة،‏ بدأ يهوه يردُّ العبادة النقية ويرفِّعها،‏ كأنه يضعها على جبل عالٍ جدًّا.‏ b

١٤ إذًا لا شك أن رؤيا حزقيال تنطبق على العبادة النقية اليوم.‏ ومثلما أفادت اليهود الأسرى قديمًا،‏ تُفيدنا نحن أيضًا.‏ فهي تُعلِّمنا (‏١)‏ أن نلتزم بالمقاييس التي وضعها يهوه للعبادة النقية،‏ و (‏٢)‏ أنَّ العبادة النقية ستُرَد ويهوه سيُبارك شعبه.‏

مقاييس العبادة النقية اليوم

١٥ ماذا يجب أن نُبقي في بالنا فيما نتأمل في هيكل حزقيال؟‏

١٥ تخيَّل أننا نقوم بجولة مع حزقيال لنتعرف أكثر على الهيكل الضخم الذي رآه ونتأمل في تفاصيل محدَّدة فيه.‏ صحيح أن الهيكل الذي نراه ليس هو نفسه الهيكل الروحي العظيم،‏ ولكن هناك دروس كثيرة نتعلمها منه تُفيدنا في عبادتنا.‏ فما هي بعض هذه الدروس؟‏

١٦ ماذا نتعلم من القياسات المفصَّلة في رؤيا حزقيال؟‏ (‏أُنظر الصورة في بداية الدرس.‏)‏

١٦ لمَ كل هذه القياسات؟‏ لنرجعْ إلى الملاك الذي بدا وكأنه من نحاس.‏ فقد رآه حزقيال يقيس الهيكل بالتفصيل،‏ بما في ذلك السوران والبوابات وغرف الحرس والساحتان والمذبح.‏ لا شك أن القارئ سيتفاجأ من كثرة القياسات ويتساءل عن سبب وجودها.‏ (‏حز ٤٠:‏١–‏٤٢:‏٢٠؛‏ ٤٣:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ ولكن لنفكِّر في النقاط المهمة التي نتعلمها من هذه التفاصيل.‏ فيهوه أراد أن يُشدِّد على أهمية المقاييس التي يضعها هو،‏ لا البشر.‏ لذلك،‏ كل مَن يقول إن اللّٰه لا يهمُّه كيف نعبده مخطئ جدًّا.‏ إضافة إلى ذلك،‏ يُعطي القياس المفصَّل للهيكل ضمانة أن يهوه سيفي بوعده ويرَدُّ العبادة النقية.‏ فهذا الوعد دقيق لدرجةِ أن حزقيال صار يرى الهيكل بأدق تفاصيله وقياساته وكأنه موجود فعلًا.‏ وهذه الرؤيا تُعطي ضمانة أيضًا للذين يعيشون في الأيام الأخيرة.‏ فهي تؤكد لهم أن العبادة النقية ستُرَد في أيامهم.‏

ماذا تتعلم من قياسات الهيكل المفصَّلة؟‏ (‏أُنظر الفقرة ١٦)‏

١٧ بماذا يُذكِّرنا السور الذي يُحيط بمنطقة الهيكل؟‏

١٧ السور حول منطقة الهيكل.‏ مثلما ذكرنا،‏ رأى حزقيال سورًا يُحيط بكامل منطقة الهيكل.‏ وهذا التفصيل ذكَّر شعب اللّٰه أن يُبقوا النجاسة الروحية بكل أشكالها بعيدة عن العبادة النقية ولا يُلوِّثوا بها بيت يهوه.‏ ‏(‏إقرأ حزقيال ٤٣:‏٧-‏٩‏.‏)‏ وهذه الفكرة لا تزال مفيدة لنا اليوم.‏ فشعب اللّٰه ظلَّ في الأسر الروحي في بابل العظيمة لمئات السنين.‏ لكنه تحرَّر سنة ١٩١٩.‏ وفي تلك السنة،‏ عيَّن المسيح العبد الأمين الحكيم.‏ ومنذ ذلك الوقت،‏ بذل شعب اللّٰه جهدًا أكبر ليتخلَّصوا من العقائد والممارسات الملوَّثة بعبادة الأصنام.‏ فهم لا يُريدون أبدًا أن يلوِّثوا العبادة النقية بأي نجاسة روحية.‏ حتى إنهم لا يتعاطون بالمسائل التجارية في قاعات الملكوت كي يُبقوا هذه الأمور الدنيوية منفصلة عن عبادتهم ليهوه.‏ —‏ مر ١١:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ ماذا نتعلم من البوابات العالية التي رآها حزقيال؟‏ (‏ب)‏ لماذا لا يجب أن نُساير الذين يستخفون بمقاييس يهوه؟‏ أعطِ مثلًا.‏

١٨ البوابات العالية.‏ ماذا نتعلم من البوابات العالية التي رآها حزقيال؟‏ لا شك أن ارتفاع هذه البوابات ذكَّر اليهود الأسرى أن المقاييس الأخلاقية التي يضعها يهوه عالية جدًّا.‏ وماذا عن أيامنا؟‏ نحن نعبد يهوه اليوم في هيكله الروحي العظيم.‏ إذًا،‏ ألا يجب أن ننتبه أكثر إلى سلوكنا ونبتعد كليًّا عن النفاق؟‏ (‏رو ١٢:‏٩؛‏ ١ بط ١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وخلال الأيام الأخيرة،‏ وجَّه يهوه شعبه تدريجيًّا ليتبعوا بدقة مقاييسه الأخلاقية.‏ c فقد علَّمهم مثلًا أن الخاطئ غير التائب لا يجب أن يبقى في الجماعة.‏ (‏١ كو ٥:‏١١-‏١٣‏)‏ وأكثر من ذلك،‏ تُعلِّمنا غرف الحرس في مداخل البوابات أن لا أحد اليوم يقدر أن يدخل إلى الهيكل الروحي إذا لم يكن يهوه راضيًا عنه.‏ لنفترض مثلًا أن هناك شخصًا يعيش في السر حياة لا تُرضي اللّٰه.‏ طبعًا،‏ يقدر شخص كهذا أن يدخل قاعة ملكوت،‏ لكنه لن ينال رضى يهوه حتى يُغيِّر حياته.‏ (‏يع ٤:‏٨‏)‏ فما أحلى الطريقة التي يحمي بها يهوه عبادته النقية وسط عالم فاسد ومُنحَط!‏

١٩ لقد تنبَّأ الكتاب المقدس أن هذا العالم سيصير منحطًّا كثيرًا قبل النهاية.‏ فهو أخبرنا أن ‹الناس الأشرار والدجالين سيتقدَّمون من سيئ إلى أسوأ،‏ مُضِلِّين ومُضَلِّين›.‏ (‏٢ تي ٣:‏١٣‏)‏ واليوم،‏ يخدع الشيطان أشخاصًا أكثر وأكثر ويوهمهم أن مقاييس يهوه الرفيعة صارمة فوق اللزوم أو قديمة أو خاطئة.‏ فماذا عنك؟‏ هل ستسمح للشيطان أن يخدعك؟‏ مثلًا،‏ إذا حاول شخص أن يُقنعك أن مقاييس اللّٰه عن المثلية الجنسية خاطئة،‏ فهل تتجاهل كلمة اللّٰه وتقتنع بما يقوله؟‏ لقد ذكر الكتاب المقدس بوضوح أن الذين يقومون بأعمال كهذه يعملون «أمورًا فاحشة»،‏ ويهوه يُحذِّرنا من تقبُّل أي سلوك فاسد.‏ (‏رو ١:‏٢٤-‏٢٧،‏ ٣٢‏)‏ لذلك عندما نواجه وضعًا كهذا،‏ لنتخيَّل هيكل حزقيال مع بواباته العالية ولنُذكِّر أنفسنا بهذه الحقيقة الثابتة:‏ مهما انحطت مقاييس هذا العالم الشرير،‏ فلن يتنازل يهوه أبدًا عن مقاييسه الرفيعة.‏ فهل ستؤيِّد أباك السماوي وتدافع عن مقاييسه؟‏

عندما نُشارك في العبادة النقية،‏ نقدِّم «ذبيحة تسبيح» ليهوه

٢٠ أي دروس من رؤيا حزقيال تُشجِّع ‹الجمع الكثير›؟‏

٢٠ الساحتان.‏ عندما رأى حزقيال كم كانت الساحة الخارجية كبيرة،‏ لا بد أنه فرح كثيرًا.‏ فساحة كهذه تسع أعدادًا كبيرة جدًّا من خدام يهوه.‏ أما اليوم فيعبد المسيحيون يهوه في مكان أقدس بكثير.‏ مع ذلك،‏ يمكنهم أن يستفيدوا كثيرًا من هيكل حزقيال.‏ كيف؟‏ لنتأمل مثلًا في ‹الجمع الكثير› الواقفين في الساحة الخارجية من هيكل يهوه الروحي.‏ (‏رؤ ٧:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٤،‏ ١٥‏)‏ فحزقيال رأى غرف طعام حول تلك الساحة الخارجية.‏ وفي هذه الغرف،‏ استطاع خدام يهوه أن يأكلوا من ذبائح المشاركة التي أحضروها.‏ (‏حز ٤٠:‏١٧‏)‏ بكلمات أخرى،‏ كان بإمكانهم أن يأكلوا مع يهوه إن جاز التعبير!‏ وهذا يدلُّ على الصداقة والسلام بينهم وبين إلههم.‏ صحيح أننا لا نُقدِّم اليوم الذبائح مثلما فعل اليهود أيام الشريعة،‏ لكننا نُقدِّم «ذبيحة تسبيح» ليهوه عندما نشارك في العبادة النقية.‏ وهذا يشمل مثلًا تبشير الناس والتعبير عن إيماننا في الاجتماعات من خلال الأجوبة والترانيم.‏ (‏عب ١٣:‏١٥‏)‏ كما أننا نتغذى بالطعام الروحي الذي يُهيِّئه يهوه لنا.‏ فلا شك أن مشاعرنا تُشبه مشاعر أبناء قورح الذين قالوا:‏ «يوم واحد في بيتك أحسن من ألف في أي مكان آخر».‏ —‏ مز ٨٤:‏١٠‏.‏

٢١ ماذا يتعلم المسيحيون المختارون من الكهنة في رؤيا حزقيال؟‏

٢١ الكهنة.‏ كي يدخل الكهنة واللاويون إلى الساحة الداخلية،‏ كان عليهم أن يعبروا من بوابات.‏ وقد لاحظ حزقيال أن هذه البوابات تُشبه البوابات التي يمرُّ عبرها غير اللاويين ليدخلوا إلى الساحة الخارجية.‏ وقد استعمل يهوه هذه الطريقة الذكية ليلفت نظر اللاويين أن عليهم هم أيضًا أن يلتزموا بمقاييسه للعبادة النقية.‏ وماذا عن شعب اللّٰه اليوم؟‏ طبعًا،‏ لم يعد بيننا كهنة يتناقلون هذا الامتياز من جيل إلى جيل.‏ لكن يهوه قال للمسيحيين المختارين:‏ «أما أنتم ‹فعِرق مُختار،‏ كهنة وملوك›».‏ (‏١ بط ٢:‏٩‏)‏ في إسرائيل قديمًا،‏ كان الكهنة يعبدون يهوه في ساحة منفصلة.‏ أما اليوم،‏ فالمختارون لا يعبدون يهوه في مكان منفصل بعيدًا عن إخوتهم.‏ مع ذلك،‏ هناك أمر يُميِّزهم.‏ فيهوه قد تبناهم،‏ وصاروا أولاده.‏ (‏غل ٤:‏٤-‏٦‏)‏ ولكن رغم هذه العلاقة المميزة،‏ هناك تذكيرات مهمة في رؤيا حزقيال للمسيحيين المختارين.‏ فيهوه لم يستثنِ الكهنة من النصائح والتوبيخ.‏ لذلك علينا جميعًا كمسيحيين أن نتذكر أننا جزء من «رعية واحدة»،‏ ونخدم تحت توجيه «راعٍ واحد».‏ —‏ إقرأ يوحنا ١٠:‏١٦‏.‏

٢٢،‏ ٢٣ (‏أ)‏ ماذا يتعلم الشيوخ اليوم من الرئيس في رؤيا حزقيال؟‏ (‏ب)‏ ماذا قد يحدث في المستقبل؟‏

٢٢ الرئيس.‏ لم يكن الرئيس في رؤيا حزقيال من سبط اللاويين.‏ وفي الهيكل،‏ كان عليه أن يخضع للكهنة.‏ مع ذلك،‏ لعب الرئيس دورًا مهمًّا.‏ فمن الواضح أنه كان ناظرًا بين الشعب،‏ وكان يساعدهم في إحضار الذبائح.‏ (‏حز ٤٤:‏٢،‏ ٣؛‏ ٤٥:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ٤٦:‏٢‏)‏ هذا الرئيس هو مثال لمَن لديهم مسؤوليات اليوم في الجماعة.‏ فالشيوخ المسيحيون،‏ بمن فيهم نظار الدوائر،‏ يظلُّون خاضعين للعبد الأمين الذي عيَّنه يسوع.‏ (‏عب ١٣:‏١٧‏)‏ وهم يبذلون كل جهدهم ليُساعدوا شعب اللّٰه على تقديم ذبائح تسبيح في الاجتماعات والخدمة.‏ (‏أف ٤:‏١١،‏ ١٢‏)‏ ولا يغيب عن بالهم أن يهوه وبَّخ رؤساء إسرائيل لأنهم استغلوا سلطتهم لمصلحتهم الشخصية.‏ (‏حز ٤٥:‏٩‏)‏ وهم يعرفون جيدًا أن لا أحد أكبر من أن ينصحه يهوه ويوبِّخه.‏ لذلك يُقدِّرون أي فرصة من يهوه ليتحسَّنوا في إنجاز مسؤولياتهم كرعاة ونظار.‏ —‏ إقرأ ١ بطرس ٥:‏١-‏٣‏.‏

٢٣ سيظل يهوه يُهيِّئ نظارًا كفوئين ومحبين كي يُساعدوا شعبه في العالم الجديد.‏ وفي الواقع،‏ التدريب الذي يناله الشيوخ اليوم يُجهِّزهم ليكونوا رعاة كفوئين ومحبين في الفردوس.‏ (‏مز ٤٥:‏١٦‏)‏ ولا شك أن يهوه سيستخدم هؤلاء الرجال بطريقة رائعة آنذاك لفائدتنا جميعًا.‏ وما القول في رؤيا حزقيال وباقي نبوات الرد؟‏ هل سنفهمها لاحقًا بوضوح أكبر؟‏ هل هناك جوانب من هذه الرؤيا لا نستوعبها كاملًا اليوم لكنها ستتم إتمامًا مذهلًا في المستقبل؟‏ ننتظر لنرى.‏

ماذا تُعلِّمنا البوابات العالية والساحتان عن العبادة؟‏ (‏أُنظر الفقرات ١٨-‏٢١)‏

يهوه يبارك العبادة النقية

٢٤،‏ ٢٥ كيف وصفَت رؤيا حزقيال بركات يهوه على شعبه عندما يعبدونه عبادة نقية؟‏

٢٤ في النهاية،‏ لنتذكر أهم حدث في رؤيا حزقيال:‏ يدخل يهوه إلى هيكله ويَعِد خدامه أنه سيبقى فيه ما داموا يتبعون مقاييسه للعبادة النقية.‏ (‏حز ٤٣:‏٤-‏٩‏)‏ فكيف سيؤثِّر حضور يهوه في شعبه وفي الأرض التي يسكنونها؟‏

٢٥ تصف هذه الرؤيا بركات يهوه من خلال مشهدَين نبويين مشجِّعين:‏ (‏١)‏ يخرج نهر من المكان المقدس في الهيكل ويُعيد الحياة والخصوبة إلى الأرض،‏ و (‏٢)‏ تُقسَّم الأرض بطريقة منظَّمة ودقيقة،‏ ويبقى الهيكل ومحيطه في الوسط تقريبًا.‏ لكننا اليوم نعيش في زمن الهيكل الروحي العظيم،‏ زمن أدخل فيه يهوه نظام عبادة جديدًا أكثر قداسة.‏ فلمَ يهمنا هذان المشهدان النبويان؟‏ (‏مل ٣:‏١-‏٤‏)‏ سنتعمَّق في هذا السؤال في الدروس ١٩ إلى ٢١‏.‏

a أراد يهوه بذلك أن يُظهر لشعبه الخطأ الكبير الذي كانوا يرتكبونه بحقِّ هيكله في أورشليم.‏ لاحظ ماذا فعلوا:‏ «وضعوا مدخلهم قرب مدخلي وإطار بابهم قرب إطار بابي،‏ ولم يفصل بيني وبينهم إلا حائط.‏ وهكذا نجَّسوا اسمي القدوس بالأمور الكريهة التي عملوها».‏ (‏حز ٤٣:‏٨‏)‏ في أورشليم قديمًا،‏ لم يفصل بين هيكل يهوه وبيوت الناس إلا حائط.‏ وعندما ابتعد الشعب عن مقاييس يهوه الرفيعة،‏ وضعوا نجاستهم وأصنامهم في مكان قريب جدًّا من هيكل يهوه المقدس.‏ ويهوه اللّٰه يستحيل أن يقبل بذلك!‏

b ترتبط رؤيا حزقيال عن الهيكل بنبوات أخرى عن الردِّ تتم في الأيام الأخيرة.‏ لاحِظ مثلًا أوجه الشبه بين حزقيال ٤٣:‏١-‏٩ وملاخي ٣:‏١-‏٥‏؛‏ وبين حزقيال ٤٧:‏١-‏١٢ ويوئيل ٣:‏١٨‏.‏

c صار الهيكل الروحي موجودًا سنة ٢٩ ب‌م عندما اعتمد يسوع وبدأ عمله كرئيس كهنة.‏ مع ذلك،‏ بقيت العبادة النقية مُهمَّشة طوال مئات السنين بعد موت رسل يسوع.‏ ولكن منذ سنة ١٩١٩ بشكل خاص،‏ بدأت العبادة النقية تصير مُرفَّعة.‏