التكوين ٤٣‏:‏١‏-٣٤

  • اخوة يوسف يذهبون الى مصر مرة اخرى؛‏ يأخذون بنيامين ‏(‏١-‏١٤‏)‏

  • يوسف يقابل اخوته مرة اخرى ‏(‏١٥-‏٢٣‏)‏

  • يوسف يتناول الطعام مع اخوته ‏(‏٢٤-‏٣٤‏)‏

٤٣  وكانَتِ المَجاعَةُ شَديدَةً في الأرض.‏ + ٢  فلمَّا انتَهَت كَمِّيَّةُ الحُبوبِ الَّتي أحضَروها مِن مِصْر،‏ + قالَ لهُم أبوهُم:‏ «إرجِعوا واشتَروا لنا القَليلَ مِنَ الطَّعام».‏ ٣  فقالَ لهُ يَهُوذَا:‏ «لقد حَذَّرَنا الرَّجُلُ بِشِدَّةٍ قائِلًا:‏ ‹لن تَرَوْا وَجهي مَرَّةً ثانِيَة إلَّا وأخوكُم معكُم›.‏ + ٤  فإذا أرسَلْتَ أخانا معنا،‏ نَنزِلُ ونَشتَري لكَ طَعامًا.‏ ٥  ولكنْ إذا لم تُرسِلْه،‏ لا نَنزِلُ لِأنَّ الرَّجُلَ قالَ لنا:‏ ‹لن تَرَوْا وَجهي مَرَّةً ثانِيَة إلَّا وأخوكُم معكُم›».‏ + ٦  فسَألَ إسْرَائِيل:‏ + «لِماذا جَلَبْتُم علَيَّ هذِهِ المُصيبَةَ وأخبَرْتُمُ الرَّجُلَ أنَّ لَدَيكُم أخًا آخَر؟‏».‏ ٧  فأجابوه:‏ «الرَّجُلُ سَألَ بِالتَّحديدِ عنَّا وعن عائِلَتِنا قائِلًا:‏ ‹هل أبوكُم حَيّ؟‏ هل لَدَيكُم أخٌ آخَر؟‏›،‏ فقُلنَا لهُ الحَقيقَة.‏ + فكَيفَ لنا أن نَعرِفَ أنَّهُ سيَقول:‏ ‹أَحضِروا أخاكُم إلى هُنا›؟‏».‏ + ٨  عِندَئِذٍ ألَحَّ يَهُوذَا على أبيهِ إسْرَائِيل قائِلًا:‏ «أَرسِلِ الصَّبِيَّ معي + ودَعْنا نَذهَبُ في طَريقِنا،‏ فنَعيشَ ولا نَموتَ مِنَ الجوعِ + نَحنُ وأنتَ وأوْلادُنا.‏ + ٩  أنا أضمَنُ سَلامَتَه.‏ *+ حَمِّلْني أنا المَسؤولِيَّة.‏ فإذا لم أُرجِعْهُ إلَيكَ وأُحضِرْهُ أمامَك،‏ أكونُ مُخطِئًا إلَيكَ طولَ العُمر.‏ ١٠  فلَو لم نَتَأخَّر،‏ لَكُنَّا الآنَ قد ذَهَبنا وعُدنا مَرَّتَيْن».‏ ١١  فقالَ لهُم أبوهُم إسْرَائِيل:‏ «إذا لم يَكُنْ هُناك حَلٌّ آخَر،‏ فافعَلوا هذا:‏ خُذوا مِن أفخَرِ مَنتوجاتِ الأرضِ في شِوالاتِكُم،‏ وأَنزِلوها معكُم هَدِيَّةً + لِلرَّجُل:‏ قَليلًا مِنَ البَلْسَمِ + وقَليلًا مِنَ العَسَلِ وفُسْتُقًا ولَوْزًا ومَوادَّ طِبِّيَّة وعِطرِيَّة.‏ *+ ١٢  وخُذوا معكُم ضِعفَ المَال،‏ وأَرجِعوا أيضًا المالَ الَّذي أُعيدَ إلى شِوالاتِكُم.‏ *+ فرُبَّما حَدَثَ ذلِك بِالخَطَإ.‏ ١٣  وخُذوا أخاكُم واذهَبوا إلى الرَّجُل.‏ ١٤  ولْيُحَنِّنِ اللّٰهُ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ قَلبَ هذا الرَّجُلِ علَيكُم،‏ فيُطلِقَ لكُم أخاكُمُ الآخَرَ وبِنْيَامِين.‏ أمَّا أنا فإذا خَسِرْتُ أوْلادي،‏ أكونُ قد خَسِرْتُهُم!‏».‏ + ١٥  فأخَذَ الإخوَةُ هذِهِ الهَدِيَّةَ وضِعفَ المال،‏ وأخَذوا بِنْيَامِين ونَزَلوا إلى مِصْر ووَقَفوا أمامَ يُوسُف.‏ + ١٦  فلمَّا رَأى يُوسُف بِنْيَامِين معهُم،‏ قالَ فَوْرًا لِلرَّجُلِ المُشرِفِ على بَيتِه:‏ «خُذِ الرِّجالَ إلى البَيتِ واذبَحْ ذَبائِحَ وحَضِّرِ الطَّعَام،‏ لِأنَّ الرِّجالَ سيَأكُلونَ معي عِندَ الظُّهر».‏ ١٧  فنَفَّذَ الرَّجُلُ فَوْرًا كَلامَ يُوسُف + وأخَذَ الرِّجالَ إلى بَيتِه.‏ ١٨  لكنَّ الرِّجالَ خافوا عِندَما أُخِذوا إلى بَيتِ يُوسُف،‏ وقالوا:‏ «أحضَرونا إلى هُنا بِسَبَبِ المالِ الَّذي أُعيدَ إلى شِوالاتِنا المَرَّةَ الماضِيَة.‏ الآنَ سيَهجُمونَ علَينا ويَجعَلونَنا عَبيدًا ويَأخُذونَ حَميرَنا!‏».‏ + ١٩  لِذلِك،‏ عِندَما وَصَلوا إلى مَدخَلِ البَيت،‏ اقتَرَبوا مِنَ المُشرِفِ على بَيتِ يُوسُف،‏ ٢٠  وقالوا له:‏ «عَفْوًا يا سَيِّدي!‏ لقد نَزَلْنا أوَّلَ مَرَّةٍ كَي نَشتَرِيَ طَعامًا.‏ + ٢١  ولمَّا وَصَلْنا إلى مَكانٍ نَنامُ فيهِ وفَتَحْنا شِوالاتِنا،‏ وَجَدَ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا مالَهُ في شِوالِه،‏ كُلَّ المالِ الَّذي دَفَعَه.‏ + لِذلِك نُريدُ أن نُعيدَهُ بِأيْدينا.‏ ٢٢  فنَحنُ لا نَعرِفُ مَن وَضَعَهُ في شِوالاتِنا.‏ وقد أحضَرْنا أيضًا المَزيدَ مِنَ المالِ كَي نَشتَرِيَ طَعامًا».‏ + ٢٣  فقالَ لهُم:‏ «إطمَئِنُّوا،‏ لا تَخافوا.‏ لقدِ استَلَمْتُ مالَكُم.‏ إلهُكُم وإلهُ أبيكُم هوَ الَّذي وَضَعَ كَنزًا في شِوالاتِكُم».‏ ثُمَّ أخرَجَ إلَيهِم شَمْعُون.‏ + ٢٤  وأدخَلَهُمُ الرَّجُلُ إلى بَيتِ يُوسُف وقَدَّمَ لهُم ماءً كَي يَغسِلوا أرجُلَهُم،‏ وأعْطى عَلَفًا لِحَميرِهِم.‏ ٢٥  ثُمَّ جَهَّزوا الهَدِيَّةَ + كَي يُقَدِّموها لِيُوسُف عِندَما يَأتي ظُهرًا،‏ لِأنَّهُم سَمِعوا أنَّهُم سيَتَناوَلونَ الطَّعامَ هُناك.‏ + ٢٦  ولمَّا جاءَ يُوسُف إلى البَيت،‏ أحضَروا إلَيهِ الهَدِيَّةَ وسَجَدوا أمامَه.‏ + ٢٧  بَعدَ ذلِك سَألَهُم عن أحوالِهِم وقال:‏ «كَيفَ هو أبوكُمُ المُسِنُّ الَّذي خَبَّرتُموني عنه؟‏ هل هو حَيّ؟‏».‏ + ٢٨  فأجابوه:‏ «خادِمُكَ أبونا بِخَير،‏ وهو لا يَزالُ حَيًّا».‏ ثُمَّ رَكَعُوا وسَجَدوا أمامَه.‏ + ٢٩  وعِندَما رَأى يُوسُف بِنْيَامِين،‏ أخاهُ مِن أبيهِ وأُمِّه،‏ + قال:‏ «هل هذا هو أخوكُمُ الأصغَرُ الَّذي خَبَّرتُموني عنه؟‏».‏ + وأضاف:‏ «اللّٰهُ يُبارِكُكَ يا ابْني».‏ ٣٠  ثُمَّ خَرَجَ يُوسُف بِسُرعَةٍ لِأنَّهُ لم يَقدِرْ أن يُسَيطِرَ على مَشاعِرِهِ تِجاهَ أخيه،‏ وبَحَثَ عن مَكانٍ يَبْكي فيه.‏ فدَخَلَ غُرفَةً وبَكى هُناك.‏ + ٣١  وبَعدَما ضَبَطَ نَفْسَه،‏ غَسَلَ وَجهَهُ وخَرَجَ وقال:‏ «قَدِّموا الطَّعام».‏ ٣٢  فقَدَّموا لهُ الطَّعامَ وَحْدَه،‏ ولِإخوَتِهِ وَحْدَهُم،‏ ولِلمِصْرِيِّينَ الَّذينَ عِندَهُ وَحْدَهُم.‏ فالمِصْرِيُّونَ لا يُمكِنُهُم أن يَتَناوَلوا الطَّعامَ معَ العِبْرَانِيِّين،‏ لِأنَّ ذلِك كَريهٌ عِندَهُم.‏ + ٣٣  وأجلَسَ الإخوَةَ قُدَّامَهُ بِالتَّرتيب،‏ الكَبيرَ *+ أوَّلًا والصَّغيرَ آخِرًا.‏ فنَظَرَ الرِّجالُ بَعضُهُم إلى بَعضٍ بِدَهشَة.‏ ٣٤  وأرسَلَ إلَيهِم مِن طاوِلَتِهِ حِصَصًا مِنَ الطَّعام،‏ لكنَّهُ أعْطى بِنْيَامِين أكثَرَ مِنهُم بِخَمسِ مَرَّات.‏ + فأكَلوا وشَرِبوا معهُ حتَّى شَبِعوا وارتَوَوْا.‏

الحواشي

او:‏ «أكفله».‏
حرفيا:‏ «لاذَنًا ولحاء صمغيًّا».‏
حرفيا:‏ «فم شوالاتكم».‏
حرفيا:‏ «البكر بحسب حقوق الابن البكر».‏